بين الخطأ المخبري وأكل الخفافيش.. ما هو مصدر فيروس كورونا؟
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية
حذرت عالمة فيروسيات صينية تبحث في الفيروسات الناتجة عن الخفافيش، من أن “اكتشاف فيروس كورونا المستجد ليس سوى البداية والآتي أسوأ”.
هذا ولفتت نائبة مدير معهد ووهان للفيروسات الدكتورة شي زينغلي، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ “البحث الذي أجرته الحكومات والعلماء في جميع أنحاء العالم يجب أن يكون شفافا مع النتائج التي توصلوا إليها و أن يعملوا بشكل متعاون على مستوى العالم، وإذا أردنا حماية البشر من المعاناة من تفشي الأمراض المعدية القادمة، فيجب علينا أن نسبقها و نقوم بمعرفة و دراسة تلك الفيروسات غير المعروفة التي تحملها الحيوانات البرية في الطبيعة وإعطاء إنذارات مبكرة ومعرفة طرق الحماية والعلاج منها كإجراء وقائي. وإذا لم نقم بذلك فيجب أن نتحمل حينها عواقب اندلاع جائحة فيروسية جديدة”.
وردت د. شي، على الادعاءات الأميركية حول كون فيروس كورونا قد انتشر من مختبر بيولوجي متطور في مدينة ووهان الصينية، بالقول “أنا اعمل في المختبر ذاته ، وخصائص الفيروسات التي عملت معها وكنت أدرسها في المختبر لا تتطابق مع جينات فيروس كورونا التاجي المستجد الذي أصاب البشر وتحول إلى جائحة عالمية”ن مضيفة “دراساتي و أبحاثي قد بدأت عام 2004 بعد انتشار جائحة فيروس السارس، و في عام 2013 نجحت في الوصول إلى اختراق في عملي عندما اكتشفت وجود عينات فيروسية شبيهة بالسارس بنسبة 96.2% في براز الخفافيش. وفي عام 2015 أكدت أنه من الممكن أن ينتقل فيروس شبيه بالسارس من
هذا وقد أوضحت تقارير وكالات الاستخبارات الغربية بما في ذلك أستراليا التي كانت تفحص عمل شي على الفيروسات التاجية، أنّ “فيروس كورونا التاجي المستجد لم يتم إطلاقه عن طريق الخطأ نتيجة لمعايير السلامة السيئة في مختبر ووهان البيولوجي كما ادعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإدارة الأمريكية” .
وتأتي تصريحات الدكتورة شي، في الوقت الذي وصل فيه عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلى 5.4 مليون شخص وقتل أكثر من 345000 شخص حول العالم. وهو ما دعا العديد من العلماء، إلى حث العالم أجمع على التعاون الدولي بينهم وبين الحكومات، وذلك وسط فترة من التوترات الشديدة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.
و وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، صرحت الدكتورة شي، على موقع التواصل الاجتماعي الصيني WeChat يوم السبت الماضي، بالقول “لم نرتكب أي خطأ، ولا نزال نؤمن بقدرة العلم و أود أن أوضح أنني لم أنشق عن البلاد. وبغض النظر عن مدى صعوبة الأمر هنا، فلا يجب أن تصدقوا الشائعات التي تقول إنني قد قررت الانشقاق عن الصين”.
وفي مقابلة مع مجلة علمية أميركية، اعترفت الدكتورة شي بأنها “عانت من ليالي طويلة بدون نوم عندما تفشى فيروس كورونا في الصين لأول مرة. ففي الأيام الأولى من القلق من تفشي المرض، تذكرت أنها ظنت أنه من الممكن أن يكون التفشي قد حصل فعلا من مختبر ووهان.
و لأن دراساتها تشير إلى أن المقاطعات شبه الاستوائية في جوانجدونج ، و قوانغشي، ويونان كانت معرضة لخطر أكبر من انتقال الفيروسات التاجية إلى البشر من الحيوانات و خاصة عن طريق الخفافيش، ظلت تفكر باحتمال أن يكون قد تسرب من مختبرنا ؟! وتساءلت عما إذا كانت هيئة الصحة العالمية مخطئة ، فلم أكن أتوقع قط حدوث مثل هذا الشيء في ووهان ، بوسط الصين . وبينما كنت أقوم بجهدي أنا وزملائي للكشف عن مصدر العدوى الغامض، كانت أعداد حالات الوفاة تتزايد بشكل مخيف للغاية”.
استخدمت الدكتورة شي وزملاؤها تقنية تسمى تفاعل “البوليميراز المتسلسل” لاكتشاف الفيروس عن طريق تضخيم مادته الجينية. وسرعان ما علموا أن خمسة من سبعة من مرضى ووهان المصابين بمرض غامض لديهم تسلسل جيني موجود في جميع الفيروسات التاجية. لكن الدكتورة شي واصلت التحقيق فيما إذا كان هناك صلة للأمر بعملها في المختبر.
و وفقا لمجلة Scientific American العلمية ” تنفست شي الصعداء عندما عادت النتائج ولم تتطابق أي من التسلسلات مع تلك الفيروسات التي أخذها فريقها من كهوف الخفافيش و كانوا يدرسونها”، مؤكدة أنّ “الأمر قد استنزف كل قواي العقلية، فلم أنم لأيام عديدة “.