سباق نحو قصر بعبدا بدون كمامات … ترشيح فخامة الفراغ بوجه فخامة قائد الجيش

صدى وادي التيم – لبنانيات

 

لو حدث حاليا لأي سبب كان فراغا في موقع رئاسة الجمهورية فان المرشح الطبيعي لملء هذا الفراغ هو قائد الجيش العماد جوزيف عون. فالعماد عون هو مرشح الحاجة له في حال حصل ظرف فراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وهو مرشح سيطلب منه الترشح لنيل رئاسة الجمهورية. ومعروف رأي قائد الجيش بمسألة ترشحه للرئاسة الاولى: فهو اولا لا يعتبر نفسه داخل نادي المتسابقين على لقب فخامة الرئيس. ثانيا يعتبر نفسه خارج التسابق السياسي ومتفرغا بالكامل لمهمة وطنية يقوم بها الجيش، وهي مهمة تنؤ الجبال تحت ثقلها . وهو ثالثا يعتبر نفسه مرشح الوطن لخدمة أمن البلد والحفاظ على الاستقرار تحت سقف التزام الجيش بالمؤسسات الدستورية وتحت سقف حماية الأمن العام والأملاك العامة وحرية التعبير.

وعليه فان اعتبار قائد الجيش مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية هو أمر يمليه انه الشخص الانسب لجهة امكانية  تجميع نوع من الإجماع الوطني حول ترشيحه، ذلك أن المرشحين الآخرين منخرطين في خصومات داخلية وحتى خارجية .

.. ولكن ثمة منافس كبير لترشيح قائد الجيش، وهو المرشح الذي نطلق عليه تسمية فخامة الفراغ.

والواقع انه ثمة أطراف داخلية كثيرة تفضل مرشح فخامة الفراغ على مرشح فخامة قائد الجيش. وهذه الأطراف تشمل قوى متناقضة مصالحها ولكنها تفضل في حال شعور موقع رئاسة الجمهورية أن يسود فراغ لفترة غير قصيرة في قصر بعبدا، وذلك من أجل شراء الوقت وإعادة خلط اوراق معركة الرئاسة الاولى على امل ان تستطيع إيصال رئيس يناسب مصالحها.

والاسئلة التي تطرح نفسها في إطار حظوظ وصول قائد الجيش لرئاسة الجمهورية هي التالية:

اولا – بعد التعثر الذي أصاب نموذج الرئيس القوي، هل تجد المؤسسات العميقة في الطائفة المارونية انه لا يد ان يصل لقصر بعبدا رئيسا يعيد للموقع الرئاسي الأول الثقة به، وذلك حفاظا على الوجود المسيحي في لبنان ومنع دخوله في حالة من الإحباط.وعليه فإن قائد الجيش يمكن أن يوحي للمسيحيين ان موقعهم الاساس داخل الدولة اللبنانية  لا يزال قادرا على استنهاض نفسه عبر إيصال رئيس إليه يوجد إجماع شعبي وطني عابر  للطوائف مؤيد له.

الثاني – وصول قائد الجيش لرئاسة الجمهورية يمكن بحسب محللين ان يجعل التوافق الدولي الحالي على دعم الجيش اللبناني إن ينتقل ليصبح أيضا إيجابيا مع دعم الرئيس الجديد الآتي الى قصر بعبدا من قيادة الجيش..

وهكذا يلاحظ أن ثمة إيجابيات دولية وداخلية لترشيح قائد الجيش. ولكن هذا لا يعني أن ترشيحه سيكون مرحبا به من أحزاب سياسية تريد أن تقطع التجربة المستمرة في لبنان منذ فؤاد شهاب حتى ميشال عون ؛ عدا بعض الاستثناءات؛ أي التجربة التي باتت تعتبر ان كل قائد جيش هو مرشح لرئاسة الجمهورية وان قصر بعبدا له طريق إجباري هو طريق اليرزة.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى