صور الزعماء المثيرة للجدل: من ملابس السادات الداخلية إلى دموع عباس
للصورة معانٍ عدة، فهي قد تُغني عن الكلام، وتلخص الكثير من الحقائق. وعندما تتعلق الصورة بالزعماء والقادة، فإنها تأخذ أبعاداً سياسية، وقد تثير حالة من الجدل والصخب الإعلامي اللذين من الممكن أن يؤثرا على مستقبل هؤلاء القادة، أو على الأقل نظرة الجمهور لهم. بعد الجدل الذي أثارته الصورة التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه على تويتر، عقب لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين 3 أبريل، في بالبيت الأبيض، نستعرض في هذا المقال 9 صور مثيرة للجدل لبعض الزعماء العرب والمسلمين.
السيسي وترامب: السخرية حاضرة في اللقاء الأول
الصورة التي نشرها ترامب في حسابه الرسمي بتويتر، مع تغريدة ثناء على السيسي، أظهرت الرئيس المصري وبعض المسؤولين المصريين وهم يقفون إلى يمين الرئيس الأمريكي الجالس إلى مكتبه وإلى يساره طاقم البيت الأبيض. هذه الصورة لاقت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها اظهرت الرئيس المصري وكأنه تابع لزعيم الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما جعل بعض النشطاء يستغلون الفرصة لطرح التعليقات الساخرة.
صورة محادثات السلام: مبارك يتقدم زعماء العالم بعدما كان في آخر الصف
تعتبر سابقة صحيفة الأهرام الشهيرة في سبتمبر عام 2010 بتعديلها صورة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، من أبرز الوقائع لدى الجمهور العربي. وضعت الصحيفة القومية العريقة صورة الرئيس الأسبق مبارك مكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليظهر كقائد للمشاركين في إطلاق الجولة الأولى من مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أثارت الصورة جدلاً واسعاً داخل الأوساط الجماهرية المصرية، كما أثارت سخرية عدد من الصحف الأمريكية والأوروبية، ما أجبر رئيس تحرير الصحيفة أسامة سرايا وقتها على الاعتذار. وكانت الصورة الأصلية تتضمن أوباما في المقدمة، وإلى يمينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحسني مبارك، وإلى يساره الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
صورة أردوغان يرفع علم تركيا من الأرض ويضعه في جيبه
عقب انتهاء قمة مجموعة دول العشرين المنعقدة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في سبتمبر عام 2013، وأثناء توافد الرؤساء لالتقاط بعض الصور التذكارية الجماعية، لفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأنظار عندما اتجه ليقف مكان علم بلاده الملصق بالأرض، ورفعه ووضعه في جيبه. الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء التركي يكرر ذلك التصرف في كل قمة أو مؤتمر دولي، إذ يبادر إلى رفع العلم التركي من على الأرض ووضعه في جيبه، في إشارة إلى الأهمية التي يحظى بها علم بلاده عنده.
عندما بكى أبو مازن بحرقة على بيريز
في جنازة الرئيس السابق للكيان الإسرائيلي شيمون بيريز، حضر العديد من زعماء العالم وقادته لتقديم العزاء، ومن بين جميع الحاضرين بدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن متأثراً جداً بوفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق. كان حضور أبو مازن للجنازة مثار جدل بين موافق عليه، إذ وجد فيه عملاً انسانياً ودياً، وبين معارض رأى فيه خنوعاً لا داعي له. أما صور بكاء الرئيس الفلسطيني فلم يستسِغها أحد، ووقف معظم العرب أمامها مذهولين، خصوصاً أن وفاة بيريز قد جاءت في وقت ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، الذي أغتاله الجيش الإسرائيلي في سبتمبر عام 2009.
الرئيس والمرشد: من يقبّل رأس من؟
بعد ثورة يناير عام 2011 في مصر، دخلت جماعة الإخوان المسلمين المعترك السياسي بكامل قوتها. الإخوان الذين لطالما التزموا بقواعد ونظم الجماعة الداخلية، وجدوا أنفسهم للمرة الأولى على أعتاب انتخابات رئاسية حقيقية. مرشح الإخوان وقتها الدكتور محمد مرسي حضر العديد من المؤتمرات الانتخابية للإعلان عن برنامجه، وكان يحضر معه المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع. في أحد تلك المؤتمرات، حاول لمرشد أن يقبّل رأس مرشحه الانتخابي، وهو ما رفضه مرسي، الذي حاول هو أيضاً أن يقبّل رأس مرشده. ورغم كل الأجواء الودية والعاطفية التي غلفت ذلك الموقف حينها، أثارت تلك الحادثة جدلاً واسعاً في مصر، عندما أعلن العديد من الناشطين خوفهم من أن يكون مرسي، لدى نجاحه، مجرد عضو لمكتب الإرشاد في القصر الجمهوري.
تقبيل يد وقدم محمد السادس
الملكية المغربية هي في عداد أكثر الأنظمة السياسية العربية استقراراً في المنطقة. فرغم كل الثورات ورياح التغيير العاتية التي ضربت الأنظمة في مصر وليبيا وتونس واليمن، إلا أن النظام الملكي المغربي استطاع أن ينجو من كل ذلك بفضل العلاقات المتزنة التي اعتاد ملوك المغرب أن يقيموها مع القوى السياسية المعارضة في بلادهم. ولكن رغم ذلك، فإن الحقوقيين في المغرب قد طالبوا في أوقات كثيرة بإيقاف العمل بالبروتوكولات الملكية المغربية، لأنها مهينة للكرامة الإنسانية. فمن المتعارف عليه أن مستقبلي ملك المغرب وزواره، يقومون بتقبيل يديه كما أن بعضهم يقبّل قدميه، ولا يقتصر ذلك البروتوكول على الملك وحده، بل يشمل زوجته الملكة وأبناءه من الأمراء.
المخلوعون الأربعة
في القمة العربية التي عقدت بمدينة سرت الليبية عام 2010، تم التقاط صورة لأربعة من الزعماء العرب، هم حسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح. ما ميز تلك الصورة هو أنها جمعت أربعة رؤساء تمت الإطاحة بهم جميعاً بعد نحو عام من التقاطها، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المتابعين يعتقدون أنها حملت التعاسة لأصحابها، على الرغم من أنها الصورة تحمل قدراً من الفكاهة، سببها طريقة وضع القذافي يديه على كتفي رئيسي مصر واليمن.
العبادي وأوباما: تجاهل متعمد أم اعتباطي؟
عقب اختتام قمة الدول السبع في مقاطعة بافاريا بألمانيا، تم التقاط فيديو يظهر الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وهو يتحدث مع رئيس وزراء الإيطالي ماتيو رينتسي والمديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، في الوقت الذي أدار فيه ظهره لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي لم يكن في وسعه إلا أن ينتظر ثم يفقد الأمل وينسحب في صمت. وتداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الصورة التي يظهر فيها – حسب رأيهم – تجاهل الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي ومرافقه وزير التخطيط سلمان الجميلي، وهذا الأمر كان مدعاة للهزء من الموقف برمته.
السادات في الملابس الداخلية
تظهر هذه الصورة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بالملابس الداخلية وهو يحلق ذقنه باستراحة المعمورة في الإسكندرية. التقط مصور أخبار اليوم الصورة قبل شهرين من اغتيال الرئيس الراحل عام 1981، وتناقلتها الكثير من الصحف العالمية، وقابلها البعض بالنقد والسخرية. ولكن السادات لم يبالِ بذلك، وكان هدفه من نشر الصورة أن يظهر بمظهر الزعيم الحريص على أن يشارك الشعب في تفاصيل يومه، وكان متأثراً في ذلك بصور الرؤساء الأمريكيين الذين اعتادوا أن يظهروا أمام شعوبهم بصورة اعتيادية وودية.
المصدر : رصيف 22