إلى متى ستبقى إسرائيل على قيد الحياة.. نبوءة غربية ترسم نهايتها
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية
“إلى متى ستبقى إسرائيل على قيد الحياة.. الموت من الداخل” كتابٌ جديد يروي وبدقّة مُتناهية الأسباب التي ستؤدي إلى نهاية الكيان الإسرائيلي، خُطَّ بقلم الكاتب المُخضرم جريج كارلستروم صاحب التاريخ الطويل في العمل الصحفي والبحثي، حيث يُقدم كارلستروم السؤال الجوهري الذي يدور بأذهان الجميع (هل سيصمد الكيان الإسرائيلي ويبقى في الشرق الأوسط على الرغم من تناقضاته الداخلية؟) بهذا السؤال يبدأ كارلستروم كتابه، راسمًا الصراع الذي يدور في أرجاء الكيان الإسرائيلي، ومُقدمًا رواية رائعة وحرفيّة للانقسامات الداخلية في مجتمع الإسرائيلي، كما يُقدم الكتاب شعورًا ديناميكيًا وسرعة في الربط بين قضايا العرق والدين والسياسة والتاريخ داخل الكيان الإسرائيلي، الكتاب لا يتعامل مع العواطف ولا الأُمنيات؛ ولكنه يقدم نظرة واقعية إلى الكيان الإسرائيلي المعاصر ومستقبله.
يعتبر كارلستروم أنّ التهديد الذي يواجهه الكيان الإسرائيلي نابعًا من داخله حيث يقول إنّ صعود الاتجاهات اليمينية والمتشددة هو من يضع ضغوطا كبيرة على العلاقات التي تربط الكيان الإسرائيلي ببقية العالم، ففي المستقبل القريب سيتم وكما يقول كارلستروم تدمير الكيان الإسرائيلي، ولكن ليس من قبل أعداء خارجيين، ولكن سيتمزق هذا الكيان نتيجة حرب أهلية لن تُبقِ ولن تذر.
ومن أبرز من قدّموا للكتاب هو الدكتور مناحيم كلاين، المحاضر في جامعة “بار إيلان” الإسرائيلية ومؤلف كتاب “حياة مشتركة: العرب واليهود في القدس ويافا والخليل”، حيث يقول إنّ الكتاب نادر ويقيس ما سيجري في الكيان الإسرائيلي مع دول مُشابهة قامت بما قام به الكيان في القرن العشرين كالفصل العنصري في جنوب إفريقيا والأنظمة الاستبدادية في وسط أوروبا، فالأوعية الدموية “للديمقراطية الإسرائيلية” حسب قوله باتت تضيق بسبب التوترات الاجتماعية الشديدة وتكلفة احتلال الفلسطينيين.
ويحاول كارلستروم من خلال إلقاء الضوء على الدوافع التي تمزق الكيان الإسرائيلي، تحديد مكامن الضعف والانهيار المُقبلة على الكيان، بالإضافة لتسليطه الضوء على الصراع الفلسطيني مع الكيان.
أكثر من ذلك؛ يعطينا كارلستروم صورة تم ربما يعرفها الجميع –على الأقل في الشرق الأوسط- عمّا هو عليه الكيان الإسرائيلي اليوم، حيث يقدم نظرة ثاقبة على الوضع الحالي للشؤون الداخلية للكيان الإسرائيلي، ويطرح تساؤلات بشأن الطرق المحتملة التي يمكن لهذه الانقسامات أن تؤدي إلى انهيار الكيان، حيث يرى أنّ أكبر هذه الأخطار والتهديدات هو الديمقراطية التي يتغنى بها الكيان وهويّة سكّانه، والصراعات بين تلك الهويات والمُكوّنات، حيث يؤكد كارلستروم انجراف الكيان إلى اليمين المُتطرف على مدى العقود الماضية وهو ما يُحاول إخفاءه عن المجتمع الدولي، مُصوّرًا مجتمع الكيان كمجتمع تُمزقه “العنصرية” حيث أصبح التحريض والعنصرية سمة منتظمة للخطاب السياسي في الكيان.
ويروي الكتاب كيفيّة تحول مجتمع الكيان من مجتمعٍ “ليبرالي” حسب قول الكاتب إلى مجتمعٍ عنصري تملأه الكراهية، حيث انقسم الكيان إلى مجموعات مُتباينة مع “القليل” من الفهم المشترك لما يعنيه أن تكون “صهيونيًا”، ناهيك عن كونك مواطن “إسرائيلي” حسب قول الكاتب.
هذا التحول في مفاهيم وأصول مجتمع الكيان كان له آثار عميقة على علاقة الكيان الإسرائيلي مع اليهود في الخارج، حيث تحوّل هذه العلاقة من علاقة احتضان ودعم إلى علاقة مشدودة ومتوترة في أغلب الأحيان، وهذا التحول سيكون له أثره في داخل الكيان، فحتى الجيش وكما يقول الكاتب وهو الذي كان بوتقة انصهار كبيرة لكافة أفراد المجتمع؛ أصبح الآن ساحة معركة سياسية وثقافية.
لماذا يجب الاعتقاد بما جاء بهذا الكتاب؟ الإجابة بسيطة، وهي من معرفة هوية الكاتب “جريج كارلستروم” الذي عمل كمراسل لصحيفة التايمز والإيكونوميست، من مقره الصحيفتين في تل أبيب، كما أنّه يكتب مقالات مُتزنة في مجلة The Atlantic وForeign Policy ومجلة نيويورك وغيرها، كما أنّه كان مُقيم سابق في الكيان الإسرائيلي وفي القاهرة، وعمل كمراسل لقناة الجزيرة الإنجليزية وغطى أحداث المنطقة من تونس حتى العراق، وبناءً على ما ذُكر فإنّ كارلستروم كتب كتابه هذا عن خبرة ودراية بالكيان الإسرائيلي بعد أن عاش فيه لفترة طويلة من الزمن، خرج بما ذُكر سابقًا بعد أن خَبِرَ وعن قريب مفاصل هذا الكيان.
وفي النهاية؛ يأتي نشر هذا الكتاب اليوم مع اقتراب يوم القدس العالمي والذي يُصادف آخر جمعة من شهر رمضان المبارك ليؤكد ما ذهبنا إليّه مرارًا من أن نهاية هذا الكيان قد اقترب أكثر من أيِّ يومٍ مضى، فما قاله جريج كارلستروم كان قد أكّد عليه الإمام الخميني (رحمه الله) قبل أكثر من أربعين عامًا، وها نحن اليوم نشهد حديث واقعًا نراه بأعيننا، فهل نُصلي بالقدس قريبًا؟
وكالة نيوز – وكالات