الحق يقال …. شكراَ لجنة متابعة كورونا في حاصبيا …   بقلم زياد الشوفي

 

صدى وادي التيم – رأي رئاسة التحرير

 

 

يوم دعى إتحاد بلديات الحاصباني لعقد إجتماع للفعاليات الطبية والبلدية والحزبية والاجتماعية لوضع خطة إستباقية للوقاية من كورونا ، كانت الاراء مختلفة ، هناك من رحب وأكد على صوابية الخطة وهناك من شعر بأنها مبالغة مبّكرة قليلاً  ، فالخطر بعيد وحاصبيا محصنة ..

على طاولة الاجتماع الاول كانت الرؤيا واضحة وجلية .. الفايروس يجتاح كبرى دول العالم التي تسبقنا بملايين الخطوات الحضارية والطبية والوقائية ، وهو يفترسها ولا يفرق فيها بين غني وفقير أو بين عامل او سياسي .. فايروس أمهر من اللصوص يتسرب بسرية تامة  والمصاب يسرّبه دون علمه حتى تقع الواقعة ويصبح عدد المصابين مجهولاً ولا يمكن إحصاءه .

التقارير الطبية الدولية كانت محور الحديث ، فالفايروس إنطلق كقطار جامح يجتاح دولة وراء دولة لا حدود توقفه ولا معابر وأرقام المصابين تتزايد يومياً والمستشفيات بدأت تمتلىء والطواقم الطبية لا تدري ما العمل ولا تعرف العلاج وحتى بالمرحلة الاولى لم تكن تعرف ماذا تواجه …. ومع من حربها هذه المرة

على طاولة الاجتماع الاول كان القرار الصحيح …. البدء بالتدابير الاحتياطية دون الانتظار ..

التدابير ستكون ربما مستهجنة من المواطنين ولكن هذا هو الحل الصحيح لمنع وصول الفايروس الى مناطقنا

حملات توقيه دعائية مكثفة ، تعقيم الشوارع والمحلات والمؤسسات ، فحص حرارة الداخلين الى حاصبيا وتعقيم السيارات ، منع الباعة المتجولين ، إقفال الطرقات الفرعية  ….

قرارات ازعجت الكثيرين ، بينما هي كانت عين الصواب ، من مجموعة تملك من المعطيات أكثر مما تملك عامة الشعب … مجموعة ربما إستبقت قرارات الدولة ببعض الاحتياطات لعلمها بإن  الندم لا ينفع .

مجموعة عملت كخلية نحل دون تعب أو كلل … تجتمع تناقش تحلل وثم تقرر …

وهذا كان الحل الصحيح الذي نعيش نتائجه اليوم بمنع دخول أي حالة كورونا الى حاصبيا وقضائها … فكان نتيجة الجهد خريطة بيضاء ناصعة حتى الساعة .

لكن هل هذا يكفي والخطر زال .. كلا …. الوقاية وبعض التدابير يجب أن تبقى الاولوية … فالفايروس مازال ينتشر في بعض أقضية لبنان وإن كان بوتيرة أخف .. وهذا لايمنع من وصول أي حالة في أي لحظة الى القضاء …

وهنا تقع المسؤولية على عاتق المواطن بالدرجة الاولى … فهو الذي يتحرك طوال النهار وعمله يجبره على مخالطة الكثير من الناس يومياً فإن لم يعتمد الوقاية الصحيحة فبكل بساطة يمكنه جلب الفايروس الى بيته أولا وثم الى أهله وجيرانه وأصدقائه  وبعدها الى كل مجتمعه.

اللجنة قامت بدورها وما زالت تقوم بالمتوجب عليها حتى الساعة . ولكن الان دورنا أن نتحمل مسؤولياتنا ، فتخفيف التعبئة العامة وخروجنا الى الشوارع وفتح مؤسساتنا وذهابنا الى خارج القضاء والى بيروت  يحتّم علينا أن ننتبه لتصرفاتنا ونبقي الوقاية على رأس أولوياتنا …

وإلا فكل الجهود الذي بذلت خلال شهرين عجاف ستذهب في مهب الريح .

 

بقلم : زياد الشوفي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى