كورونا قتل أميركيين بأسابيع أكثر من 20 سنة بحرب فيتنام!
كورونا الذي استجد وقتل في 6 شباط الماضي أول أميركي في الولايات المتحدة، قد يعلق اليوم وساما جديدا على صدره الملطخ بدماء ضحاياه.. وسام عن قتله أميركيين في 75 يوما، أكثر ممن قتلتهم حرب خاضوها في فيتنام طوال 20 سنة، وكانت الأعنف والأشرس بين كل ما شهده القرن العشرين من حروب بعد العالميتين الأولى والثانية.
تفاصيل مقتل أول أميركي بالفيروس المستجد، مجهول معظمها تقريبا، لكن المعروف منه وارد على قلته في ما بثته الوكالات قبل يومين، وليس فيه ما يفيد، سوى أن الضحية كانت امرأة اسمها Patricia Dowd وفارقت الحياة بعمر 57 في منزلها بمدينة San Jose في ولاية كاليفورنيا.
تلك الضحية الأولى، ظن أهلها أنها تعرضت لنوبة قلبية لم تمهلها، أو من إنفلونزا كانت تعاني منها وهي في البيت، ثم ورد بشهادة وفاتها أن السبب كان قصورا حادا بالتنفس، إلى أن انتهى التحقيق الذي نقلته الوكالات الأربعاء الماضي عن السلطات الصحية في الولاية، وفيه تأكيد بأن وفاتها كانت من عدوى نقلت الفيروس “الكوروني” المستجد إلى رئتيها، فكانت أول قتلى الأميركيين بكورونا.
أما قتيل الأميركيين الأول في حرب فيتنام، ففي سيرته المتوافرة “أونلاين” أنه كان برتبة رقيب تقني بسلاح الجو، اسمه Richard Bernard Fitzgibbon Jr وقضى في 8 حزيران 1956 قتيلا، قبل 13 يوما من احتفال بمرور 36 سنة على ولادته في ولاية ماساتشوستس، ولم يكن مقتله في معركة أو بإحدى المهمات، بل قتله رقيب أميركي آخر من القوات الجوية، لأنه وبخه بأمر ما، فغضب ورصد له في الشارع، بعد أن احتسى ما جعله متعتعا، ولما رآه غافله بالرصاص وأرداه.
رجال شرطة فيتناميون لاحقوا القاتل في المنطقة، وأثناء المطاردة تعثر من شرفة لجأ إليها، وسقط بدوره قتيلا. ومع ذلك اعتبروا قتيلا، أول من لفظ أنفاسه من الأميركيين بحرب فيتنام، ومن بعد ذلك الرقيب شمّر الموت عن ساعديه بين 1955 الى 1975وتمكن من حصد 47.424 أميركيا قضوا بالمعارك، هم أقل من 50.177 فتك بهم الوباء “الكوروني” من 6 شباط الماضي حتى فجر اليوم الجمعة.
أما الخسائر المادية في 20 سنة، قضى فيها مليون و100 ألف فيتنامي شمالي، مع 250 ألف جندي جنوبي، إضافة إلى مليوني مدني من الطرفين، فقد يعثر الباحث عن بياناتها، على تقرير في موقع The Balance الأميركي الاقتصادي، وهو بعنوان Vietnam War Facts المشير بنهايته إلى أن الحرب كبدت الولايات المتحدة 168 مليار دولار، تزيد اليوم عن تريليون بقوتها الشرائية، وهي لا شيء مقارنة بما سببه المستجد لأكبر دولة في العالم بأسابيع قليلة
وكالات