هل 2020 أسوأ عام في تاريخ البشرية على الإطلاق؟

صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية

 

 

يقول صندوق النقد الدولي في أحدث توقعاته، إن الاقتصاد العالمي الذي هزمه تفشي فيروس كورونا في عام 2020، هو الأسوأ منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات.

وأشار الصندوق إلى أنه يتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3% هذا العام، وهو أسوأ بكثير من انخفاضه بنسبة 0.1% خلال الركود الاقتصادي سنة 2009، قبل أن ينتعش في عام 2021 بنسبة نمو 5.8%. ومع ذلك، يقر الصندوق بأن احتمالات حدوث انتعاش في العام المقبل تخيم عليها حالة من عدم اليقين.

ولم تشهد بداية العام 2020 مشكلات اقتصادية فقط، بل إن فيروس كورونا الذي يجتاح العالم، أدى إلى انهيار أنظمة الرعاية الصحية وكشف عن عدم قدرة هذه المؤسسات على مقاومة الوباء بينها الدول الأكثر تضررا بالفيروس. بالإضافة إلى تأثير التباعد الاجتماعي على أهم السمات البشرية المكتسبة منذ القدم، وغيرها من المجالات التي تواجه أزمات صعبة قد يتواصل تأثيرها إلى سنوات مقبلة.

وبدا أن المستفيد الوحيد من هذه الجائحة العالمية هو البيئة التي شهدت انخفاضا ملحوظا في تلوث الهواء.

وعلى الرغم من أن كل هذه الأنباء السيئة قد تجعلنا نظن بأن العام 2020 هو الأسوأ على الإطلاق، إلا أنه ليس كذلك بالفعل، حيث واجه البشر العام الأكثر سوءا على الإطلاق عبر التاريخ، وفقا للعلماء، قبل أكثر من 2400 سنة.

ووفقا للباحثين في جامعة هارفارد، فإن العام 536 قبل الميلاد، هو المرشح الرئيسي لأسوأ عام في التاريخ المسجل بأكمله، حيث سقطت أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا في 18 شهرا من الظلام الدامس بسبب الضباب الغامض.

وتسبب في تساقط الثلوج في الصين، وتلف المحاصيل على مستوى القارة، وأدى إلى الجفاف الشديد والمجاعة والأمراض في معظم أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي.

ويقول الباحثون إن ذلك العام الكئيب كان سبب الانفجار الكارثي لبركان آيسلندا، وكان فأل شؤم عن قرن قاتم من المعاناة والموت.

وقال مايكل مكورميك، عالم الآثار في جامعة هارفرد والمؤرخ المتخصص في العصور الوسطى، لـ”مجلة ساينس” إن العالم لم يظهر علامات الانتعاش من تلك الحقبة التاريخية البائسة إلا مع بداية عام 640 قبل الميلاد.

وكانت الآثار المناخية لتلك المرحلة التاريخية شديدة لدرجة أن درجات الحرارة في صيف عام 536 قد انخفضت إلى ما بين 1.5 درجة مئوية و2.5 درجة مئوية، ما أدى إلى بدء أبرد فترة خلال 2300 عام الماضية.

وأدى الدمار الدولي الذي أحدثه الضباب الغريب إلى ظهور “العصور المظلمة”، وهي العبارة التي استخدمت للإشارة إلى تلك الفترة المشؤومة.

وظلت أسباب هذا الحدث لغزا للعلماء منذ اكتشافه لأول مرة عبر تحليل حلقات الأشجار، التي كشفت أن درجة حرارة العالم قد انخفضت لعدة سنوات في هذا الوقت.

 

ويعتقد الدكتور مكورميك والجيولوجي بول مايفسكي، من معهد تغير المناخ التابع لجامعة ماين (UM) في أورونون، أنهما قد حلا اللغز في النهاية.

 

وفي دراستهما، التي نشرت في دورية “Antiquity”، كشف الباحثان أنه من المحتمل أن يكون ثوران بركاني كارثي في ​​آيسلندا، هو السبب في ذلك الضباب الغامض.

 

كما كشف تحليل لوالب الجليد أن البركان ثار مرتين متتاليتين في عامي 540 و547 قبل الميلاد.

 

ويعتقد أن هذا النشاط البركاني قد أنتج ملايين الأطنان من الرماد المنتشر في مساحات شاسعة من العالم.

 

وكتب مؤلفو الدراسة أن هذا السبب الذي أدخل العالم في فترة الخراب الاقتصادي واستمر حوالي قرن من الزمن.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!