مصير الامتحانات الرسمية مجهول… وبالبيجاما ناجح راسب!
صدى وادي التيم – من الصحافة اللبنانية
لتجنّب خسارة العام الدراسي بسبب جائحة كورونا، انتهجت المؤسسات التعليمية في لبنان متابعة التدريس عن بعد. وعلى الرغم من الثغرات والسلبيّات التي تشوب هذه الطريقة في التعليم، بسبب ضعف خدمة الانترنت وعدم جهوزية المدارس والجامعات في لبنان لهذا النوع من التواصل التعليمي، يجد المنتسبون إلى هذه المؤسسات في هذه الطريقة نقاطاً إيجابيّة قد تغفر لكورونا شيئًا من سيئاته.
الأب تلميذاً لابنه
قبل الجائحة لم يكن الدكتور حسن جوني في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية يستخدم تطبيق واتس آب الشائع استخدامه بين الناس. فهو المتخصّص في اللغة والآداب، والباحث، كان ما يحتاجه من التكنولوجيا يقتصر على محرّك البحث. ولكن مع قرار الجامعة اللبنانية التعليم عن بعد صار عليه أن يخوض غمار الكنولوجيا وميدان الجيل المعاصر منها.
ويعتبر الدكتور جوني أن من الصعب أن يحاضر المدرس أكثر من ساعة أمام شاشة صغيرة، بلا تفاعل الطلّاب معه، و”لكنّه ظرف طارئ، وعلينا من منطلق المسؤولية التآلف بسرعة مع التكنولوجيا”، قال الجوني الذي أصبح عليه التعامل مع مجموعات من الطلاب عبر تطبيق واتس آب. وهذا ما جعله تلميذاً لابنه الذي يدرس هندسة ميكانيك ليدربه على خصائص التطبيقات وكيفية التعامل معها.
طلاب خارج لبنان
على المقلب الآخر، يلعب التعليم عن بعد دورًا مساعدًا للطلّاب غير المقيمين في لبنان لتحصيل المعلومات والحصول على كافة المحاضرات المطلوبة. ففريال طالبة ماجستير في كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانية، وتقيم في دبي، اضطّرت إلى التغيّب عن الفصل الأول بسبب انتفاضة 17 تشرين الأول، بعدما حذرّت دبي مواطنيها من السفر إلى لبنان.
واليوم تتابع فريال الفصل الثاني مع زملائها عبر تطبيق المايكروسوفت، المنصة التي يستخدمها طلّاب كلية الإعلام. وسبق لفريال أن استخدمت هذه المنصة لفترة طويلة ممّا أكسبها خبرة مكنتها من ملاحظة بعض الثغرات في طريقة استخدام المنصة اليوم في الجامعة اللبنانية.
ولكن لا يتعدّى استيعاب المنصة أكثر من أربعة طلّاب على شاشة واحدة. وهذا يحد من الميزة التفاعليّة والنقاشات. وهناك عدم تنظيم في استخدام التطبيق من قبل الأساتذة، ربّما لعدم تلّقيهم التدريب المناسب والكافي، وهذا تنجم عنه حال من إرباك الطلّاب.
وترى فريال أن التعليم عن بعد يُفسح المجال للطالب الجامعي بالاعتماد أكثر على نفسه في تحصيل المعلومات، خصوصًا لطلاب الماجيستر الذين تتعزز لديهم القدرات البحثيّة. وهناك عامل آخر إيجابي، هو كسب وقت إضافي مشترك بين الطلّاب.
بالبيجاما: ناجح/راسب
ولكن نانسي طالبة السنة الأولى في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية، شاءت الظروف أن تكمل النصف الثاني من الفصل الدراسي بالبيجاما وعبر شاشة هاتف. تجد نانسي في التعليم عن بعد نقطة إيجابية لجهة الاحتفاظ بالمحاضرات. فإذا ما فاتتها أي معلومة بإمكانها العودة إلى المحاضرة المسجلّة.
مراعاةً لظروف الطلّاب الاستثنائية قرّرت بعض الجامعات عدم إدراج علامات الطلاب بالأرقام، والاكتفاء بمعيارين: إمّا “ناجح” أو “راسب”. وهذه حال الجامعة اللبنانية الدولية. إسراء نصرالله طالبة تصميم داخلي في هذه الجامعة، وتعمل على مشروع تخرجّها، انتظرت التخرّج بدرجة امتياز. لذا سيؤثر هذا التدبير سلبًا عليها. وفي اختصاصها الذي تستخدم فيه الخرائط، تجد إسراء أن التعليم عن بعد مربك بعض الشيء وغير مناسب لبعض الموّاد التي تتطلّب متابعة دقيقة ومباشرة من الأساتذة.
ماذا عن الامتحانات؟
أما أنا طالبة الماجستير في الجامعة اللبنانية، فقد لعب التعليم عن بعد عاملًا ايجابيًا على مستوى متابعتي للمواد. فقد كسبت ما يقارب 3 ساعات وتجنبت متاعب الانتقال من النبطية إلى بيروت. ونظرًا لأنّي أجيد الطباعة على الحاسوب المحمول بسرعة على عكس القلم، بإمكاني ملاحظة الفرق في الملاحظات التي أحصلّها على المحاضرات.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو طالت الأزمة؟ كيف ستجرى الامتحانات للطلّاب عن بعد؟
الدكتور جوني يدلي برأيه الشخصي: “ربّما الأجدى اللجوء إلى الأبحاث التي تظهر مدى فهم الطالب للمادّة. ولكن لا ينطبق هذا الحل على باقي الاختصاصات. وهناك نسبة كبيرة من الطلّاب غير القادرين على تحصيل جميع المحاضرات والمواد المطروحة بسبب ضعف خدمة الانترنت، ممّا ينعكس على مستوى أدائهم في الامتحانات”.
المصدر: زينب كنعان – المدن