انقلاب العادات الاجتماعية بعد «كورونا».. المصافحة ستصبح من الماضي والتقبيل دليل بُغض لا محبة!
لا مكان للسلام بالأيدي أو حب الخشوم ولا القبل والأحضان في زمن فيروس كورونا المستجد .. فقد غير انتشار الفيروس حول العالم عادات السلام التقليدية المتبعة منذ قرون واستبدلها بأساليب جديدة في ظل الخوف من العدوى بالفيروس الذي ينتقل بسهولة بين البشر، وأصاب أكثر من 90 ألفا في 45 بلدا على الأقل حتى الآن.
وفي وقت باتت فيه المصافحات والتحيات التقليدية غير مرحب بها ،استلهمت بعض الدول طرقا جديدة لإلقاء التحية والسلام عن بعد منها ضرب الأكواع والسلام بالأقدام أو اتباع طرق هندية بالإشارة للتحية عن بعد.
هذا التغيير في سلوكيات التفاعل الاجتماعي بين الأشخاص دعمته ودعت إليه الكثير من السلطات الصحية حول العالم
والبداية من قطر حيث دعت وزارة الصحة إلى التقليل من بعض العادات الاجتماعية التي قد تسهم في نشر العدوى بين أفراد المجتمع مثل، التحية بتقبيل الأنف عند السلام و الاكتفاء بالمصافحة.
وفي بكين حيث بدأت أزمة فيروس كورونا، كتب على ألواح حمراء عبارات تشجع الناس على تجنّب المصافحة والاستعاضة عنها بضم اليدين كل شخص على حدة. كما نصح باستخدام حركة “غونغ شو” التقليدية (وضع قبضة يد في كف الأخرى) لإلقاء التحية.
كما ابتكر عدد من الصينيين طريقة جديدة للمصافحة أطلقوا عليها اسم «تحية ووهان»، في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي الفيروس، حيث تتم المصافحة بالأقدام بدلاً من الأيدي.
وبدأ البعض بالفعل الامتناع عن السلام والتقبيل، ففي المانيا رفض وزير الداخلية الألماني الإثنين، رد السلام على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي كانت قد بادرت بمد يدها للمصافحة، ما أدى إلى موقف محرج تفهمته المستشارة ، لتضحك وتحيي الحاضرين عن طريق رفع يدها في الهواء.
ونشر الحساب الرسمي لمنظمة أوبك على تويتر فيديو يظهر الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وهما يتبادلان السلام بالأقدام خوفا من فيروس كورونا.
وأظهر الفيديو باركيندو ونوفاك وهما يتفاديان السلام بالأيدي ليحل بدلا من ذلك السلام بالأقدام ويلتقطان صورا رسمية.
أما في فرنسا فقد حث وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران مواطني بلاده على تجنب استخدام العناق الذي يتضمن تبادل القبلات أثناء الترحيب فيما بينهم، كما جدد نصيحته للمواطنين بعدم المصافحة سواء عند اللقاء أو الوداع. ونقل عدد كبير من الصحف الفرنسية نصائح الخبراء للمواطنين بضرورة عدم المصافحة باليد، قائلين إن النظر إلى عيون الشخص والابتسام له يمكن أن يكون تحية كافية في ظل انتشار الفيروس.
وفي إيطاليا، قال أنغيلو بوريلي، رئيس إدارة الحماية المدنية في البلاد، إن طبيعة الشعب الإيطالي الودودة يمكن أن تسهم في انتشار الفيروس، وحث المواطنين على أن يكونوا «أقل انفتاحاً على غيرهم».
وينتشر في إيران التي لديها ثاني أكبر عدد من الوفيات بسبب الفيروس في العالم، شعار “لن أصافحك لأنني أحبك” في كل مكان، تطوّرت طريقة جديدة لإلقاء تحية تتمثل في دفع قبضة مغلقة نحو قبضة الشخص الآخر دون ملامسة.
واستخدم كثير من الإيرانيين «تحية ووهان» أيضاً مع بعضهما، وذلك مع ارتفاع عدد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 2336 ووصول عدد الوفيات إلى 77.
ووافق مجلس النواب الاردني على إصدار بيان يطالب الأردنيين بتجنب التقبيل في المناسبات والتجمعات العامة، وذلك حفاظاً على السلامة العامة ومنعاً لانتشار «كورونا» بين المواطنين.
وقال رئيس مجلس النواب بالإنابة نصار القيسي، إن «عدداً من نواب المجلس طلبوا إصدار بيان باسم المجلس يطالب الشعب الأردني بعدم التقبيل والاكتفاء بالمصافحة أثناء تبادل السلام بين الأفراد، وذلك كإجراء احترازي لمنع انتشار الفيروس».
بدوره حث براد هازارد وزير الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية المواطنين على تجنب المصافحة بالأيدي والعناق والقبل قدر الإمكان، واستبدال الربت على ظهر بعضهما به.
وفي نيوزيلندا تخلت مؤسسات عدة عن “هونغي”، وهي تحية تقليدية لشعوب الماوري تتمثل في ضغط أنوف الأشخاص وجبهاتهم. وفي هذا السياق، استبدلت جامعة “ويلتيك” في ويلينغتون “هونغي” بنشيد “واياتا” الماوري لاستقبال الطلاب الجدد.
ونشرت مديرة الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة سيلفيا برياند، على تويتر مجموعة من التحيات التي قد تغنينا عن المصافحة، مستوحاة من ثقافات موجودة بالفعل.
ومن ضمن تحيات السلام والوداع التي حثت عليها برياند هز المرفقين أو التلويح بالأيدي، والتصادم بالأكواع أو حركة “واي” التايلندية.
ومن ضمن التحايا التي يحث عليها المسؤولون الصحيون، حركة ناماستي أو نامسكار وهي إحدى صور التحية في الثقافة الهندية، ويشيع استخدامها في الهند ونيبال عند اللقاء والوداع.
المصدر: lebanon mirror