أحد الشعانين في قرى مرجعيون مختلف هذه السنة .
أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي اليوم لم يكن كسائر الاعوام السابقة. خلت الكنائس من الناس، كما فرغت الشوارع والطرقات من الزياحات والتطوافات فقد منع فيروسكورونا الذي حصد الاف الضحايا وما زال، وقرار التعبئة العامة والحجر المنزلي، ومنع التجمعات ،المؤمنين من المشاركة في القداس الاحتفالي في الكنائس، وحرم الاطفال من فرحة العيد والتباهيبأثوابهم الجديدة وحمل الشموع المزينة بأغصان الزيتون والشرائط الملونة .
المشهد لم يتغير في كنائس بلدات قضاء مرجعيون كجديدة مرجعيون، القليعة، الخيام، برج الملوكوديرميماس. فعلى الرغم من سماع أجرس الكنائس ، لم يتمكن الاهالي من التوجه الى الكنيسةكعادتهم للصلاة، الأمر الذي دفع بالكنائس إلى إقامة الخدم والصلوات من قبل الكهنة ولكن بمشاركةالمؤمنين من منازلهم.
وقد تم الاستعانة بمكبرات الصوت،
وبوسائل التواصل الاجتماعي والتلفزة لنقل القداديس الى كل منزل وكل مؤمن أينما وجد.
وفي بلدة القليعة قام رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج بتسجيل كلمةتوجه بها الى ابناء رعيته كونه لم يكن قادراً على الحضور بالجسد الا انه ابى الا ان يكون حاضرابالروح وقريباً منهم في هذا العيد المقدس .
استهل كلمته بقول الى بولس الرسول: “اذا كانت هذه المحنة حرمتنا منكمبالوجه وليس بالقلب، نحن اليوم نصلي لكم وكلنا شوق لرؤية وجوهكم مجدداًلانكم رجاؤنا وفرحنا وإكليل فخرنا امام ربنا يسوع المسيح”
واضاف “بمناسبة عيد الشعانين هناك بعض الخواطر التي أريد أن أشارككم بها. ماذا يريد مني اللهفي هذه الأيام العصيبة؟ وهل يعقل أن يتحول زمن الازمة الى زمن بركة ؟عيد الشعانين الذي عنوانه”هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب” الله الذي دخل الى اوراشاليم على اصوات ضحكاتالاطفال يأتي اليوم حاملا معه نعم وبركات لمن مستعد أن يستقبله بإيمان وصدق وخشوع.
ولكي نعيد فعلا هذا العيد من منازلنا هناك ثلاث مواقف علينا القيام بها : مظهر صادق، لقاء صادق،صلاة صادقة.
واستطرد بشرح هذه النقاط الثلاث ليختم بالقول :” خلصنا يا يسوع من هذه المحنة وكل المحن التي يمربها العالم عامةً ولبنان خاصةً ونحن وعلى ثقة انه سيخلصنا لانه معنا طول الايام حتى انقطاع الدهر،ولأننا في الشعانين سنسمع يسوع حتماً يقول لنا” لا تخف ايها القطيع الصغير ، فقد سرى لأبيكم انيعطيكم الملكوت.”
ولأن الفرحة لا تكتمل إلا بالأطفال، ولكي لا يحرموا من فرحتهم “بالشعنينة” وتيمناً بقول يسوع المسيحعند دخوله الى اوراشليم : “دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم”، أبت الكنائس إلا أن يأتي الأطفالإلى يسوع، وطلبت الرعايا بالتعاون مع البلديات من العائلات بأن تلبس الاطفال ثيابها وكأنها ذاهبةالى الكنيسة ويحمل كل فرد من افرادها شمعة وغصن زيتون او سعفة نخيل والوقوف على الشرفات اوأمام المنازل ، وبادر كهنة الرعايا ، بمُباركة الجميع أمام منازلهم بإيقونة العيد والصليب والمياه المقدسة مع تراتيل من وحي المناسَبة في كلّ طرقات وأحيا البلدات، آملين ان يقوم وطننا ومعه كل الأوطان من هذه المحنة الصعبة والشفاء من هذا الوباء الفتاك الذي ضرب معظم دول العالم بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات.
الين سمعان مرجعيون