بلدية الناقورة:نموذج العمل البلدي في زمن الكورونا

 

 

يعتبر العمل البلدي في زمن الكورونا واحدا من المهمات الرئيسية التي تضطلع بها البلديات في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان والعالم،ليس فقط على المستوى الصحي ،بل على صعيد الأمن الاجتماعي بكل تفاصيله ،خاصة في حالة التعبئة العامة وتبعاتها على الناس.
بلدية الناقورة نموذج حي لهذا العمل ،في بلدة يبلغ عدد أبنائها نحو أربعة آلاف،يقيم منهم في البلدة اكثر من ألفين وخمسمائة ،إضافة الى مقر القيادة العامة للقوات الدولية (اليونيفيل) الذي يضم تقريبا عديد سكان البلدة من القائد العام والضباط والعناصر من أكثر من عشر جنسيات.
ويضطلع المجلس البلدي في الناقورة برئاسة عباس عواضة بدور نشط في هذه الظروف منذ بداية انتشار وباء الكورونا في لبنان ،التزاما بواجبات البلدية وبالتعليمات الرسمية الصادرة عن مجلس الوزراء والمسؤولين في الدولة .
وفي هذا الاطار سارع المجلس البلدي الى تشكيل خلية أزمة لادارة شؤون البلدة ،تضم أعضاء من المجلس البلدي ومن فعاليات البلدة ذوي الاختصاص ،حيث بدأت الخلية فورا باتخاذ الإجراءات المطلوبة لحماية البلدة وأمنها لاجتماعي من هذا الزائر الخبيث.
وتتلخص هذه الإجراءات بالخطوات الآتية:
1- التنسيق مع وحدات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في المنطقة وقيادة القوات الدولية للتعاون في مجال مكافحة الوباء ومواجهة التطورات.
2- وضع حاجز للبلدية على مدخل البلدة يقوم عناصره بقياس حرارة الداخلين الى البلدة ورش السيارات وتعقيمها بالمبيدات التي تكافح الفايروس.
3- تعزيز وحدات النظافة في كل الشوارع وكذلك رش المبيدات .
4- تعزيز التوعية للمقيمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل المباشر مع الأهالي.
5- تعزيز الإجراءات الأمنية في اطار التعبئة العام لجهة مواقيت الاقفال للمحال والمؤسسات تبعا لتعاميم وزارة الداخلية ،وذلك بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي .ولعلها المرة الأولى التي تخلو فيها شوارع البلدة من الناس خلال حظر التجول بين السابعة مساء والخامسة صباحا.
6- تأمين المساعدات العينية للمحتاجين في البلدة والذين تعطلت أشغالهم بسبب إجراءات التعبئة العامة.ولهذه الغاية أجرت البلدية اتصالات بالموسرين في البلدة والمغتربين مستنهضة هممهم للتبرع من أجل هذا الغرض ،وقد تجاوب الكثيرون بمبالغ نقدية وبمواد غذائية عينية.وقد تم توزيع جزء من المساعدات ضمن برنامج زمني تحسبا لاستطالة الأزمة ،وستوزع مساعدات أخرى فور جهوزها خلال الأيام المقبلة.
7-  تعد البلدية لائحة بالتبرعات والمساعدات والمصاريف لعرضها علنا على أهالي البلدة تعزيزا لشفافية العمل ،وكذلك رفعها دوريا الى المسؤولين.
الى ذلك تدرس خلية الأزمة في البلدة عددا من الأفكار لتنفيذها في حال طالت الأزمة ،خاصة على مستوى الأمن الاجتماعي والمعيشي.
وقد عبر رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي عن اعتزازهم بأهالي بلدتهم الذين يتجاوبون بنسبة كاملة مع الإجراءات المتخذة .
في الخلاصة ليست الناقورة وحدها من تشهد هذا النشاط في زمن الكورونا ،حيث أن مختلف البلديات في المنطقة تعمل جاهدة لمواجهة هذه الحرب الصامتة على الناس ، والناقورة نموذج لهذا العمل البلدي ،وهو ما يؤكد أهمية البلديات لرعاية شؤون المواطنين ،بل أكثر من ذلك يؤكد دور الدولة وأهمية تعزيز هذا الدور الرعائي للناس.

 

الحوار نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!