هل المصارف في لبنان معرضة لمشكلة الإفلاس؟

 

 

في معرض نقاش موازنة 2020 ،يجيب النائب أنور الخليل عن هذا السؤال ،وإليكم الإجابة:
….”وأخيراً، أنتهز فرصة مناقشة الموازنة لأنتقل إلى موضوع مرتبط بآثار الموازنة والتخبّط المسيئ في معالجة مالية الدولة، ألا وهو الألق، وأحياناً الهلع، الذي أصاب ولا يزال يصيب اكثرية المواطنين والمتعلق بعدم قدرتهم على الحصول على كامل ودائعهم في المصارف والإشاعات التي رافقت هذا الإجراء بأن المصارف ستُفلس جميعها أو أكثرها وبالتالي فإن جميع الودائع قد تتبخّر وتذهب أدراج الرياح.
البارحة بتاريخ 26/1/2020 وقف الخبير المالي والمحاسبي الكبير الأستاذ طلال أبو غزالة، المؤسس والرئيس “لمجموعة أبو غزالة الدولية” وهي أكبر شركات العالم العربي ومن أكبرها عالمياً، وتعمل في حقول تقديم الخدمات المهنية في مجالات مختلفة مثل المحاسبة والإستشارات الإدارية والخدمات القانونية ليقول شخصياً:
” كل الدنيا تقترض وكل حكومات الدنيا تواجه عجوزات. ومثال على ذلك أُعلنت حديثاً الموازنة الأمريكية ولكي لا نقلق ولا نخاف دون أي مبرر الدخل الحكومي السنوي في أمريكا 3،5 تريليون بينما المصروفات الحكومية 4،5 تريليون أي أن هنالك عجز في موازنة الحكومة الأمريكية ألف مليار دولار. أولاً تريليون رقم كبير، ثانياً يُشكل 25% من الموازنة يعني ما حدا قال راح تفلس الدولة الأمريكية إذا عندها 25% عجز أو ألف مليار لأن ذلك لا يسبب إفلاساً. الدول تستدين من البنك المركزي وهوبدوره يستدين من البنوك وهي حلقة اسمها Bermuda Triangle.
أما الحديث عن إفلاس البنوك فهو ناتج عن عدم معرفة بالنظام المصرفي. علينا أن نعرف كم بنك أفلس في سوريا أو أيران أو اليمن أو في الدول التي خضعت لظروف أصعب من لبنان، عملية إفلاس البنوك ليست من السهولة التي كانت سابقاً . فيما يتعلق بالبنك المركزي يجب أن لا يسمح بإفلاس البنوك وأن يعمل على إنقاذهم أو دمجهم لأن إفلاس بنك يجر بنوك أخرى معه وتبدأ عملية Chain effect من بنك إلى بنك لذا لا يجب أن يكون عندنا قلق من إفلاس بنوك، هناك تعثر مالي نعم، كل البنوك اللبنانية عندها صعوبة في تأدية الإلتزامات بالدولار وليس بالليرة اللبنانية.
هذه الأزمة أزمة نقدية ومالية يمكن أن تستمر لفترة ويمكن أن تنتهي بقرار سريع، ولكن بالتأكيد أن المصارف ليست معرضة لمشكلة إفلاس ومثال على ذلك أن ليبيا وسوريا والسودان يعانون من مشاكل مالية ونقدية ولكن ليس هنالك إفلاس. لذا يجب وضع مسألة الإفلاس على جنب وما حدا يقول في إفلاس.”….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى