2020: المواجهة الكبرى الأميركية- الإيرانية قد تشمل لبنان
تحليل عسكري
يتوقع الإسرائيليون أن يستمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة في عام 2020، وأن تتفاقم المواجهة بينهما. ولكن هذه المواجهة لن تنحصر آثارها وارتداداتها السلبية على طهران وواشنطن، بل ستتوسع لتضم لبنان الذي يمر بظرف اقتصادي واجتماعي دقيق. وفي هذا الخصوص، حاولت صحيفة “إسرائيل هيوم”، من خلال بعض الخبراء العسكريين، تحليل ما ستؤول إليه الأمور في حال تحولت الغارات الجوية الأميركية إلى صراع مفتوح مع إيران.
يقول يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم البحوث في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن إيران تحاول التأثير على الولايات المتحدة عبر الاستنزاف، لرفع العقوبات الاقتصادية. وبرأيه، تعمل إيران عن طريق بعض ميليشياتها لإقناع الأميركيين أن الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية لن يؤدي سوى إلى نتائج وخيمة.
وحذر كوبرفاسر من أن يقوم الإيرانيون بمهاجمة إسرائيل كطريقة “ملائمة” لإرسال رسالة سياسية للولايات المتحدة عبر لبنان، معتبراً أنه من أجل إلحاق الضرر بالأميركيين، قد ينظر البعض في إيران بأن ال ح ز ب في لبنان يمتلك القدرة على فعل ذلك بالوكالة، وضرب الدولة العبرية.
النظام الإيراني يشعر بالتهديد
تنفق إيران مليارات الدولارات على الميليشيات التي تتكون من عشرات الآلاف من الجنود. ومن هذا المنظور، يرى كوبرفاسر بأنه سيفيد إيران تفعيل هذه القوات في هذه المرحلة الحاسمة.
ويضيف قائلاً “يشعر النظام الإيراني بالتهديد، ويشن حملة قمع عنيفة للغاية ضد الاحتجاجات في إيران نفسها والعراق. وفي لبنان يرغب الإيرانيون في استخدام الرصاص الحي لقتل أكبر عدد ممكن من المحتجين. لكن قواعد اللعبة هناك مختلفة. على أي حال، يجب ألا نتفاجأ إذا تعرضنا للهجوم أيضاً في إطار حرب إيرانية-أميركية”.
من جهته، قال الجنرال الإسرائيلي عاموس جلعاد، للصحيفة، أن إيران تستخدم نظاماً من المتعاقدين من الباطن، الذين يقومون بأعمال عسكرية نيابة عنها، في أماكن لا تتصرف فيها بشكل مباشر. منوهاً بأنه فيما يتعلق بإسرائيل، يجب معاملة حا ل ح ز ب و ح م ا س بأقصى درجات الجدية.
واستطرد جلعاد بالقول: “إذا كانت إيران تريد إلحاق الأذى بنا، فإن أسهل طريقة للقيام بذلك هي إصدار أوامرها لهذه الميليشيات لإطلاق صواريخ دقيقة علينا”.
الميليشيات الإيرانية في العراق
هذا، وأكدت سيما شاين، الرئيسة السابقة لوحدة البحوث في الموساد، أن الميليشيات الإيرانية في العراق تمثل خطراً واضحاً وراهناً على إسرائيل. مشيرةً إن الميزة الكاملة لهذه القوة هي أنه يمكن إنكار تصرفاتها، على نحو لا تتحمل إيران نفسها المسؤولية المباشرة.
وشددت شاين، أنه وكما حصل في لبنان، يمكن لإيران بالتأكيد أن تقرر منح هذه الميليشيات أسلحة دقيقة، بما في ذلك الصواريخ، ثم إرسال الأوامر لها بضرب إسرائيل. كما يمكن استخدام هذه الميليشيات ضد تل أبيب عبر نشرها بأعداد كبيرة جداً في سوريا، فتنتقل إلى الحدود الإسرائيلية على مرتفعات الجولان للعمل بسهولة أكبر، وهذا سيناريو واقعي للغاية ويتطلب المتابعة.
اندفاع للمواجهة
بدورها، تطرقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، لإنعكاسات عام المواجهة المرتقبة على إسرائيل، معتبرةً إن احتمال جر إيران لإسرائيل في صراع عسكري كبير مع الولايات المتحدة يمثل فرصة لتل أبيب. وقد بدا هذا جلياً في رسالة وزير الدفاع نفتالي بينيت الواضحة إلى العسكريين بشأن هذا النزاع المحتمل، ما يمثل تحولاً في الإستراتيجية الإسرائيلية.
تعتبر الصحيفة الإسرائيلية أن دخول الجيش الإسرائيلي في المواجهة العسكرية المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة، هو فرصة لجهاز الأمن الإسرائيلي، بحيث يمكن أن يبدأ بحملة هجومية ضد الأسلحة التي تُرسل ل ل ح ز ب في لبنان، قبل أن تعبر الحدود من العراق، ويُلحق خسائر كبيرة في الأرواح بين صفوف المقاتلين التابعين لطهران.
وبينما تجزم “يديعوت أحرونوت” بأن 2020 سيكون عام للمواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، تقول أنه إذا استغلت إيران الهجوم الأميركي الأخير في العراق، كي تعاقب إسرائيل، فإن هذه الخطوة ستخدم أولئك الإسرائيليين الذين يدعون إلى استغلال الضائقة الإيرانية السياسية في العراق والاقتصادية في الداخل، من أجل التخلص من الإيرانيين في سوريا، وحينها ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة مسلحة واسعة في سوريا وربما لبنان.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى عدم وجود حلول في الأفق، فالصدام القريب ينبع من النشاط العسكري الإيراني المباشر، ومن خلال الوكلاء ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ومن التراجعات عن الاتفاق النووي. إذ يمكن أن تصل إيران في 2020 إلى إنتاج اليورانيوم بكمية أعلى بعشرة أضعاف عما هو مسموح لها في الاتفاق، وهذا من ناحية الولايات المتحدة وإسرائيل، يعتبر كمية تسمح بالانطلاق نحو القنبلة النووية.