مؤتمر اغترابي في النبطية

 

نظمت هيئة تكريم العطاء المميز والمجلس القاري الافريقي “مؤتمر البحث العلمي حول الاغتراب اللبناني” برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز وذلك في قاعة قصر الملوك في النبطية بحضور ممثل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، عضو هيئة الرئاسة في حركة امل الدكتور خليل حمدان، ممثل قيادة حركة امل في الجنوب المهندس حسان صفا ، منفذ منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في النبطية المهندس وسام قانصو،رئيس اتحاد بلديات  ساحل الزهراني  علي مطر  رئيس هيئة العطاء المميز الدكتور كاظم نور الدين،  رئيس الجالية اللبنانية في الغابون عماد جابر، نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم علي النسر،  نائب رئيس المجلس القاري الافريقي حسن يحفوفي، والامين العام ابراهيم فقيه، وعضو الهيئة الادارية جميل راجح، وشخصيات وفاعليات ووجوه اغترابية واجتماعية وثقافية وتربوية ومهتمين.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد هيئة العطاء المميز الذي عزفتهما الفرقة الموسيقية في كشافة الجراح – فوج كفررمان، وكلمة ترحيب وتعريف من عضو هيئة العطاء المميز ماهر الحاج علي  ،

ألقى راعي الاحتفال رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز كلمة اعلن فيها “أننا سعداء لتنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع هيئة تكريم العطاء المميز في النبطية مدينة العلم والعراقة والمقاومة، مدينة العالم الكبير المخترع حسن كامل الصباح، الشيخ عبد الحسين صادق، واحمد رضا وسليمان ظاهر ومحمد جابر،ال صفا وغيرهم من النخب من اعلامها اللامعة في مجالات الفقه والنشر والشعروالادب والاقتصاد والاغتراب والسياسة والوطنية والتي بفضل ابداعهم النبطية ظلت منارة مشعة في لبنان والاغتراب.

وقال: ان انعقاد مؤتمر البحث العلمي حول الاغتراب اللبناني يشكل فعلا” محطة تحول اساسية في التاريخ العلمي للهجرة، التي لم تنصفها الدولة بعهودهاوحكوماتها المتعاقبة وتعاطت معها باستخفاف ولامبالاة، وكأن المهاجرين اللبنانين لا يحملون الهوية اللبنانية ولا ينتمون الى وطن. وان ما ابدته كان خجولا” ومتواضعا” ومركزا” على الجانب العاطفي والحنين الى الوطن بثلجه وبحره،وارزه، والى مراتع الصبا والطفولة، والتذكير في كل مناسبة بالكبة والتبولة والحمص ومرقد العنزة….

اضاف: أن مؤتمرنا اليوم يشكل قفزة نوعية متقدمة ويستحق هذاالمستوى الراقي والمميز من المشاركة والدراسات والابحاث التي ستكون حتما على درجة عالية من العلمية والموضوعية لتسليط الضوء على الهجرة اللبنانية عامة والى افريقيا خاصة بأزمنتها وأمكنتها واسبابها ودوافعها ونتائجها وتداعياتها السلبية والايجابية على لبنان بجناحيه المقيم والمغترب، وعلى الدول المضيفة. انه خطوة وبل فرصة مهمة وغير مسبوقة لاستكمال الابحاث العلمية حولها ولفتح طريق الانتقال من طابع العموميات ومخاطبة المغتربين بلغة العاطفة والحنين الى الوطن الام، الى لغة الحقائق ، وفي هذا الصدد يقول المؤرخ اللبناني  الدكتور مسعود ضاهر ” انه منذ العام 1960 وكتاب ايلي صفا ” الهجرة اللبنانية” الصادر في بيروت باللغة الفرنسية يشكل نقطة اساسية في التاريخّ العلمي للهجرة اللبنانية عبر العصور .

وقال: علينا ونحن نبحث ونغوص في قضية الهجرة الا نغفل ان اي دراسة  أو بحث علمي على ضرورته لا بد ان يعتريه وجود ثغرات ونواقص تتمثل في افتقاره الى الاحصائيات الدقيقة واحيانا عدم وجودها وهي مشكلة بحد ذاتها وتشكو منها الدراسات البحتية والعلمية السابقة والمعاصرة، وخاصة  تلك المتعلقة بالهجرة اللبنانية الغارقة بالتاريخ ، والتي لم تنحصر في زمان او مكان وقد توسعت مروحتها ودائرة انتشارها لتشمل قارات العالم ، وان حصلت فهي قليلة جدا” وقد تكون نادرة ولاسباب واهداف خاصة وعشوائية وتقريبية وعناوينها طائفية وسياسية ومناطقية لا تفي بالمطلوب ولا يمكن الاستناد اليها في أي دراسة او بحث علمي، وهنالك العشرات من الاصدارات والابحاث والدراسات التي تناولت الهجرة اوالاغتراب والانتشارعلى اختلاف التسميات والتصنيفات بعناوينها ومضامينها ومقارباتها لانها تحولت مع مرور الزمن وما رافقها واتصل بها الى حدث فرض نفسه في لبنان وخارجه، الى ظاهرة من الظواهر التي لا يمكن تجاهلها  لاهميتها الكامنة في توزيعها الجغرافي الواسع على مساحة العالم  والى كثافة المغادرين من مختلف طوائف لبنان وشرائحة الاجتماعية وهي للاسف الى ازدياد لا سيما في العقود الاخيرة وللاسباب والظروف ذاتها التي دفعت باللبنانين الى الهجرة الحديثة والمتمثلة بشح الموارد وانعدم الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في لبنان والتي بدأت في مطلع القرن التاسع عشر، خاصة فتنة  1860 وبعدها  الحرب العالمية الاولى ، واضيفت اليها بعد استقلال لبنان عام 1943 والحرب اللبنانية عام 1975 هجرة الكفاءات  حتي قيل ” قلما يوجد بلد في العالم لم تطأه قدم انسان من لبنان ” ان افتقار ما كتب عن الهجرة الى الاحصائيات العلمية اوحتى انعدامها له مايبرره ومرده الى التقصيرالواضح والفاضح الذي تتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى ، الدولة في لبنان بوزاراتها واجهزتها وسفاراتها المنتشرة في العالم وضألة وجودها في القارة الافريقية، كذلك المؤوسسات الاغترابية كالجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ومجالسها القارية والوطنية وروابط العلاقات اللبنانية الافريقية والجمعيات والهيئات التي تزداد اعدادها لاهداف ومصالح خاصة.

وقال: أننا في المجلس القاري الافريقي لدينا من الجرأة والشجاعة للاعتراف بأننا قصرنا في هذا المجال ،الا اننا قمنا بخدمات ضرورية للمجتمع الافريقي فبنينا الصروح العديدة ، وشكلنا على الدوام الرافعة والدعم الاساسي لاقتصاد هذه الدول والحؤول دون سقوطها في المحظور المجهول. ان الاغتراب الذي تجذر في القارة الافريقية بعد معاناة  طويلة وقاسية استمرت لعقود ، ولا يزال يعاني ، ولكن الحافز ظل قائما” امام المغتربين اللبنانين اوالذين يرغبون بالهجرة ، وقد فتحت افريقيا ابوابها على مصراعيها لهم، وهم الذين حملوا ريادتهم واحلامهم واتجهوا الى القارة الخضراء المعطاءة يحذوهم الامل بالنجاح والنهوض باقتصادها وتطورها وارتقائها وحققوا ما ارادوا بعد ان تقدموا في العمل والانتاج واكتساب الخبرات والمهارات والثبات في المجتمع الافريقي الجديد، وباتوا قادرين على مساعدة دول وشعوب افريقيا وبث الروح والحياة في مختلف القطاعات الانتاجية والتجارية والصناعية والزراعية وتشاركوا وتعاونوا مع المواطنين الافارقة ومتنوا العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاعمارية  وشّدوا من عزيمتهم ووفروا لهم فرص العمل وتسلموا المسؤوليات في الشركات والمصانع  اللبنانية ، وبنوا او ساهموا في بناء المدارس والمستشفيات والمستوصفات في القرى النائية ودعموا الجمعيات الخيرية والانسانية والاجتماعية، وقدمواالمنح للمتفوقين من طلابهم فحظيواعلى ثقة وتقدير وترحيب القادة الافارقة في غير دولة فأحتضنوهم واشادوا بانجازاتهم ومشاريعهم التي عممت الفائدة على اللبنانين والافارقة، وهنا يحضرني كلام للرئيس السيراليوني ارنست كروما ” لا اقتصاد في سيراليون من دون اللبنانيين ، لذلك لا يمكنني ترحيلهم “، وما قاله حكيم افريقيا ، رئيس شاطىء العاج هوفيت بوانييه ” ان اللبنانيين هم هبة من السماء وبناة افريقيا ” والامثلة كثيرة.

وقال: ان الاغتراب اللبناني في افريقيا بنجاحه وتميزه اقتصاديا” واستثماريا” تحول الى محط انظار الدول ورجال الاعمال العرب حيث باتت الحاجة ضرورية وملحة للاستفادة من خبراته وامكانياته وخاصة ان للمغتربين اللبنانين امتداداتهم وعلاقاتهم فكان لابد من توظيفها واستثمارها في مشارق الارض ومغاربها ، وهم صمام امان لهذه العلاقات وترجمتها اقتصاديا”وتجاريا” واستثمارات متبادلة ، ولتحقيق ذلك نظم المجلس القاري الافريقي في العام 1991 وكنت رئيسا” له انذاك مؤتمرا” اقتصاديا” اغترابيا” في القاهرة لرجال اعمال ومغتربين لبنانين في افريقيا ومشاركة وزراء في الحكومة المصرية ورجال اعمال ومستثمرين مصريين برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء المصري انذاك بطرس غالي ، والذي تسلم فيما بعد مهام الامين العام  للامم المتحدة ، واستفاض الحديث فيه حول امكانية نقل النجاح اللبناني في افريقيا الى مصر والتعاون والاستفادة من الطاقات الاغترابية اللبنانية ولتقوية اواصر الصداقة والشراكة الاقتصادية  والاستثمارية من خلال اشراك اللبنانين في منظومة العلاقات الاقتصادية العربية الافريقية  التي كانت محورلقاءاتنا مع مسؤولي جامعة الدول العربية .

وقال: انه الاغتراب اللبناني المؤهل الذي تعملق واقتحم المجهول حاملا” معه رسالة المحبة والانفتاح والسلام الى حيث حط رحاله في دول العالم منطلقا” بمبادرات فردية نتيجة لظروف خاصة ثم تطور طبيعيا” وحضاريا” مع شعوب الدول المضيفة ، ولم يكن موجها” من شركات قابضة ضخمة  بل كان في رحلة شاقة وواجه الصعوبات واخترقها من دون ان يسبب الاذى لشعوب هذه الدول ، او استغلالها والتعالي عليها، بل عمل كأهل البلاد تماما” وتأثر مثلهم بالتطورات الايجابية والسلبية وساهم معهم في مشاريع تنموية واجتماعية ولا تخلو دولة من دول الاغتراب من صرح او مشروع بناه اللبنانيون الذين حملوا معهم عزيمة العمل ورسالة التعاون والتعاطي العلمي والحضاري وقد اثمرت علاقات جيدة وتفاهما مع الشعوب المضيفة وهي ثروة بحد ذاتها.

هذا الاغتراب ايها الاخوة المحصن برسالته السلمية والحضارية والتشاركية لم يترك الدول المضيفة وخاصة في افريقيا حاملا” معه ماجناه وجمعه من مال عند حصول اي اضطراب امني او سياسي او اجتماعي وعندما فر الكثيرمن الشركات الدولية او توجهت هي ورجال الاعمال الاجانب الى اماكن اكثر امنا” وربحا” ، بل بقي فيها وعرض سلامته وعائلته لما تعرض له اهل البلد انفسهم ماترك اثرا”كبيرا” وطيبا” لدى هؤلاء ،انه اغتراب صاحب هوية وانتماء ووفاء للدول التي استقبلته وحضنته كما لوطنه الام الذي دعمه اقتصاديا” واجتماعيا” من خلال التحويلات المالية والمساعدات والاستثمارات التجارية  والصناعية والزراعية.

صحيح ان هذا الاغتراب بدأ افراديا” ونجح ، لكنه من الخطأ القاتل ان يستمر كذلك ، وقد انتشرت في اكثر من دولة  يتواجد فيها مغتربون لبنانيون الجمعيات والنوادي والروابط بعناوين واشكال متعددة ، مما حفز بعض المخلصين والحرصاء عليه في منتصف الخمسينيات الى الدعوة لتأسيس رابطة او جمعية اغترابية  شاملة، وانتجت فيما بعد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عام 1960 في مؤتمر اغترابي موسع عقد في بيروت برعاية رئيس الجمهورية انذاك اللواء فؤاد شهاب . واستطاعت هذه الجامعة في بعض المراحل من الحفاظ على وحدة اللبنانين في الخارج  ومد جسور الصداقة والتعاون  مع شرائح اجتماعية مختلفة في دول الانتشار وفي تذكير المغتربين بانتمائهم الوطني والحضاري الى وطن ودولة وامة ،ولهذا السبب رفعت شعار وحدة المغتربين من اجل وحدة لبنان في مؤتمر باريس عام 1989، لكن سنوات الحرب في لبنان وما شهده من صراعات طائفية وسياسية انعكست على المغتربين وجامعتهم التي بدورها عانت من بعض الانقسامات ومن اختلالات رئيسية ، ولا زالت تعاني رغم محاولتنا المتواضعة لانقاذها وتقديمنا افكارا” لتطويرها وتحويلها الى مؤسسة اغترابية عالمية بالتعاون مع شخصيات قادتها تحترم وتقدر تحملها للمسؤولية وترؤسها على مدى ستة عقود ، وقد شاركت في هذه المحاولات من خلال تدرجي في اجهزتها على مدى اربعين عاما”من عضو فرع لها في ليبيريا الى امين سر الى رئيس للمجلس الوطني الى رئيس للمجلس القاري الافريقي للمرة الاولى عام 1993 – 1988، الى رئيس لجنة الحوار انطلاقا” من التزامي بضرورة انتشالها وتفعيلها لتصبح بحق مؤسسة العصر ولتكون فعلا” الممثلة الشرعية الوحيدة للمغتربين في العالم ،ولكن هذا لم يحصل ونحن بدورنا لم نيأس، ومستمرون في المحاولة وبذل الجهود الى ان يتحقق حلم انقاذها ووحدتها .

اننا في المجلس القاري الافريقي ومنذ انتخابي رئيسا” له للمرة الثانية من نيسان 2015 وبالتعاون والانسجام مع اعضاء الهيئة الادارية  الكريمة ولجان المجلس قطعنا شوطا” كبيرا” في تحقيق الكثير من الانجازات ، ونعمل على توحيد جهود المجالس الوطنية والاقليمية والفروع في افريقيا والتواصل معها وفيما بينها وبين الوطن الام . ويلتزم المجلس بتطبيق النظام الاساسي للجامعة وتعزيز التضامن بين مختلف اجهزتها والبت باي خلافات قد تعجز عن حلها المجالس الوطنية والاقليمية والفروع في القارةالافريقية ، وقد بدأت ورش عمل المجلس منذ لحظة انتخاب الهيئة الادارية الجديدة ، حيث قمنا بزيارات لعدة دول افريقية وشارك المجلس في مؤتمرات اغترابية واقتصادية عقدت في لبنان ودول عربية ،مصر والاردن ،وكذلك رعى المجلس القاري الافريقي مؤتمر” اندحار الارهاب في المنطقة وتأثيره على القارة الافريقية”  الذي عقدته المديرية العامة للامن العام في اوتيل Four Seasons وشارك فيه 13 دولة افريقية ، بحضور وفود اجنبية وامنية، ان الارهاب يشكل خطر على كل المجتمعات التي يتفشى بها وكون الجاليات اللبنانية منتشرة في عدة اماكن في العالم وخاصة  لها انتشار قديم، اقتصادي واجتماعي، في افريقيا منذ حوالي 150 عاما” فان الارهاب يشكل خطرا مشتركا على المواطن الافريقي واللبناني سوية في القارة الافريقية . ان نتائج المؤتمر الاول من نوعه في لبنان والمنطقة كانت محطة اعجاب المشاركين والمراقبين وكذلك  التوصيات التي صدرت عن المؤتمر كانت اكثر من ممتازة .

وختم : بعد انتخابي رئيسا” عالميا” للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم اود في هذه المناسبة ان اوجه شكري العميق للاخوة الزملاء في المجلس القاري الافريقي لتعاونهم الدائم وحسهم العالي بالمسؤولية  ودفعهم  بالمجلس الى اعلى المستويات، ولكم احترامي وتقديري  ولن اتوانى يوما” وعند اللزوم ان اكون الى جانبكم.

هذا قليل من كثير قد لا يتسع الوقت والمجال للاعلان عنها واخرها بالطبع انعقاد هذا المؤتمر النوعي والمهم  جدا” بالتعاون مع هيئة تكريم العطاء المميز الذي نتمنى له ولكم النجاح والتوفيق لخدمة الوطن بمقيمه ومغتربيه.

و على ضوء الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا الجبيب لبنان نتيجة السياسات الاقتصادية المتعاقبة  منذ سنوات عديدة . وهذه الاوضاع التي سببت انهيارا مالياً و سياسياً واقتصادياً واجتماعياً طالت آثارها الطبقات الفقيرة وجعلتها تعيش في حالة توتر وخوف من المستقبل الغامض.

لهذا صممنا نحن المغتربون المنتشرون في كافة أصقاع العالم تخفيف القلق عن أمنها الغذائي . وأنا من خلال موقعي كرئيس عالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أعلن ومن على هذا المنبر إنشاء الصندوق الاغترابي لدعم صغار المزارعين ، و كلنا أمل بأن يساهم ذلك في إعادة بعض الطمأنينة لشعبنا العظيم

 

.

ثم كانت كلمة رئيس هيئة العطاء المميز الدكتور كاظم نور الدين رحب في مستهلها بالحضور في مؤتمرنا الثالث ، تبزغ القاماتُ الشامخةُ، والوجوهُ النيّرةُ ، ورجالُ الفكرِ والأدبِ والعلمِ والتاريخِ والجغرافيا  … يفتخر بكُمْ الوطنُ بشكلٍ عام ، والجنوبُ اليومَ بشكلٍ خاص ، تعيشونَ مع وطنِنَا الحبيب في كلّ الميادين التي تتعلقُ بالاغتراب، كاشفينَ من مدخراتِهِ العلميةِ والفكريةِ والاجتماعية و الاقتصادية و الأدبية التي أغنتْ الوطنَ والمجتمع الانساني بنتاجِ المغتربين.

وقال: لعل هذا اللقاء الذي اعتدنا عليه في أوقات محددة ، جاء هذا العام ليكّون نشاطاً أظن أنكم أنستم به ، لأنه يمثل إطلالةً كاملة على المهجر، وحياةِ المغتربين وعلاقتِهم بالمقيمين ، ونشاطاتِهم المتنوعة والتي طالت كل الميادين التاريخية والجغرافية والتنموية والتجارية  والثقافية والأدبية والشعرية … فالمهجر دولةٌ خارجَ الدولة ، وأمةٌ رديفة للأمة المقيمة ، علماً أن ثراء المغتربين لا يُعدُّ في شتى الميادين ، لقد أضاؤوا الوطن من البعيد ، وأقاموا مجداً للبنان وراء البحار .

اضاف: إن هيئة تكريم العطاء المميز آلت على نفسها أن تستمر في نشاطاتها التكريمية المميزة، والتي إنتقلت من تكريم البيئة الذي تمثل بمؤتمر البيئة و المجتمع في العام 2017 ، الى تكريم جبل عامل من خلال جمع جزءٍ من تراثه الذي يتطلبُ عدداً من المؤتمرات، وكمّاً من المجلدات ، وقد تمثلَّ ذلك بالمؤتمر الذي انعقد في هذه القاعة العام الماضي في شهر ايلول(2018) ، و ها نحن اليوم نكرّمُ المغتربَ اللبناني عموماً، ومغتربي جبلْ عامل خصوصاً، وأُعلنُ من هذا المكانِ أن الاغترابَ أيضاً يحتاج الى مؤتمرات عديدة للتمكُّن من التعرّف على كافة خفاياه في كل الميادين، وأعدكم بأننا لن َنكِلُّ بل سنتابع المسيرة التكريمية بدعمكم العلمي ، المعرفي وايضاً المادي لأن هكذا نشاطات تتطلب جهود الميسورين أصحاب الأيادي  البيضاء ، وخاصة أن إنتاجنا المعرفي في هذا المؤتمر، كما نشاطتنا السابقة، يوزع مجاناً ليطال أكبر عينة مثقفة من فئات مجتمعنا اللبناني .

وقال: ان هيئة تكريم العطاء المميز، التي وعدت بمؤتمرات عاملية أخرى، و كانت قد حددت عنواناً لهذا المؤتمر الاغتراب العاملي . وفي يوم من الأيام تراءى أمامنا نور مبهج  يشع ، تبعناه فحط بنا في بلدة الغسانية في دارة رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، الحاج عباس فواز والذي كان رئيساً للمجلس القاري الافريقي، وقد استقبلنا ببسمته المعهودة . وبعد أن عرضنا عليه الفكرة رحّب و قال: لِمَا لا يكون هذا المؤتمر مؤتمرالاغتراب اللبناني ونركّز في بعض محاوره على الاغتراب في جبل عامل. و انتهى بنا المطاف الى تبني رأيه الأكثر صوابية . وقد تكفل بتأمين كافة مطلبات هذا المؤتمر بما فيها السعي الى إنجاحه ، و ها نحن اليوم وغداً سنؤكد ذلك كوننا ركزنا على مجموعة كبيرة من الباحثين أصحاب الباع الطويل والخبرة في البحث العلمي ، وهم يمثلون ينابيع معرفية متميزة في كل الإختصاصات . شكراً لك حضرة رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الحاج عباس فواز الذي نعلنك اليوم رئيساً فخرياً و حاضناً لهيئة تكريم العطاء المميز، ونفخر بهذا الاحتضان .

السادة الحضور أسمح لنفسي أن أتطرق الى موضوع يفرضه الاغتراب الا وهو علاقة الدولة اللبنانية بالمغتربين اللبنانيين والتي تتميز بما يمكن أن تحصّله او يحصله القيمون على السياسة اللبنانية والمؤثرون فيها  مادياً منهم (العلاقة هي علاقة إستفادة )، اما الحماية فلم تلحظها حالات المصاعب التي تعترضهم ، وحالات الخطف والقتل و النهب ، والسرقة ، واذا ما حصل ذلك فهو من باب حفظ ماء الوجه… و ما حادثة رجل الأعمال الأستاذ حسن جابر ابن النبطية في الآونة الاخيرة الا نموذجاً لتأطير هذه العلاقة . فالحمد لله الذي قيّض له عاملين اساسيين لإعادته سالماً الى ربوع الوطن : الأول أنه يحمل الجنسية الغابونية، والثاني متابعة رئيس المجلس القاري الافريقي آنذاك الحاج عباس فواز للموضوع وبفعالية ومثابرة حيث وصل النهار بالليل من أجل ذلك ، و الامثلة كثيرة … ومن هنا أعتبر ان أهم ما نطالب به من هذا المؤتمر هو تنظيم هذه العلاقة، والمتابعة الجديّة لشؤون اللبنانيين ، كل اللبنانين في الخارج أينما حلوا والى أي طائفة إنتموا ، و الى أي فئة اجتماعية، و تصنيف مادي … وكذلك تسهيل شؤون اللبنانيين للأستثمار في الوطن.

 

ثم قدم نور الدين درعا تقديرا لفواز ..

بعد ذلك انطلقت اعمال المؤتمر ونظمت ندوات عن” تاريخ الاغتراب”، و” جغرافيا الاغتراب”، و” الاغتراب والتنمية”.

 

النبطية – مصطفى الحمود

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!