في منتصف الطريق : بقلم سارة ابو حمدان
نحن الجيل الذي يقف في منتصف الطريق بين الحياة والموت. نحن شبابٌ عقدنا هدنةً مع الموت، لنعاقَب بأيامٍ شديدة السكون، مثل رحيلٍ يلوح من بعيد.
في بلدي حرقوا فينا الأمل، وتركونا جثثاً باهتة، ميتةً، في روحٍ بالكاد تتنفس. أنَفْرح، ونحن نتصنّع الضحكات؟ أنتأمل، وفينا بركان من الخيبات؟ أنصمدُ، ولوتْ أكتافَنا كوابيسٌ صفراء؟
ماذا عسانا أن نفعل؟ قتلتم البشر، وحطّمتم الحجر. زدتم علينا الأنين، وسرقتم خبزنا. حطّمتم جبالنا، وردمتم شواطئنا. دستم على الورود وكأنها أشواكٌ يابسة، وأعدمتم الشهود. صرخاتنا علقت في حناجرنا، لأنكم لا تبالون. تعبنا من الكلام والصراخ بين جثثٍ صمّاء.
قِفوا، وبرهنوا لنا بأنكم أحياء أحياء. فوالله لولا وجوهكم وخطاباتكم، لكنّا نحسبكم أشباحاً تجول حول حياتنا لتخطف منها الألوان. أتعلمون ماذا؟ لا عليكم. فنحن ذلك الجيل الذي يموت ببطء، ويرى في الأفق البعيد أشلاء الفرح.
تلك الهدنة مع الموت، أفقدتنا لذة الحياة. لكنكم نسيتم، لحسن حظّنا، بأنها مسؤولية الحياة أو الموت. فَعلى الحياة أن تدمّرنا إذا شاءت، وأن تعزلنا إذا شاءت، فنحن لم نبخل بأنفسنا يوماً في صراع الحياة.
الانباء