جعجع وجنبلاط خارج الحكومة؟!

يقول مصدر وزاري يواكب عن كثب الاتصالات الجارية لإخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من التأزّم السياسي الذي يدخل أسبوعه الرابع بأنه “من غير الجائز اتهام رئيس الجمهورية ميشال عون بمخالفة الدستور على خلفية عدم دعوته الكتل النيابية للمشاركة في الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة العتيدة”.

وضمن مقالٍ للصحفي محمد شقير في صحيفة “الشرق الاوسط”، يرى المصدر الوزاري أن “من حق رئيس الجمهورية أن يبدي وجهة نظره لجهة تحديد رؤيته للتركيبة الوزارية، وذلك أسوة بالأطراف السياسية الأخرى التي كانت أدلت بدلوها في هذا الخصوص”، ويعتبر أن “ما صدر عنه لا يُلزم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة”.

ويضيف أن “الرئيس الحريري كان أول من أبدى وجهة نظره واقترح تشكيل الحكومة من اختصاصيين لفترة زمنية انتقالية لعلها تتمكن من إحداث صدمة سياسية تحاكي من خلالها “الحراك الشعبي”، وتتوجّه إلى المجتمع الدولي لطلب مساعدة لبنان للنهوض من أزمته المالية والاقتصادية من جهة وتشكّل رافعة سياسية لإعادة تعويم مقررات مؤتمر “سيدر” التي يراد منها التأسيس لإنقاذ البلد من هذه الأزمة”.

وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري “إذا كان البديل لوجهة نظر الحريري يتراوح بين تشكيل حكومة تكنوسياسية وأخرى من لون واحد في حال تعذّر التوافق على حكومة مطعّمة”.

ويلفت المصدر الوزاري إلى أن “الخيار البديل في حال تعذُّر تشكيل حكومة من اختصاصيين يكون في حكومة تكنوسياسية، وهذا ما يفتح الباب أمام السؤال عن إمكانية توفير الغطاء السياسي لمثل هذا النوع من الحكومات والذي لن يتأمّن إلا بتوسيع المشاركة فيها بما يسمح بأن تكون جامعة لئلا تولد معطوبة وتتحوّل إلى حكومة من لون واحد”.

ويرى أن “الوقوف على رأي الرئيس الحريري في تسمية الرئيس المكلف لقطع الطريق على تكليف شخصية استفزازية بات ضرورياً، وهذا باعتراف معظم الأطراف المعنية بولادتها وقد لا يكون كافياً في حال إصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على قراره بعدم المشاركة فيها والأمر نفسه ينسحب على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

ويعتبر أن “صمود جنبلاط وجعجع على موقفهما من شأنه أن يُفقد هذه الحكومة صفتها الجامعة ويقدّمها للرأي العام على أنها من لون واحد، خصوصا أن دعم الحريري لتسمية الرئيس المكلف بالتّوافق مع القوى السياسية الرئيسية لا يؤمن لها الميثاقية في غياب حليفيه عنها، إضافة إلى أن دعمه لا يعني بالضرورة أن يتمثّل فيها تيار المستقبل انسجاماً مع قناعته بأن تتشكل من اختصاصيين، فكيف سيكون موقفه في ضوء القرار النهائي لجنبلاط وجعجع برفضهما أي حضور لهما في هذه الحكومة”.

الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى