جنبلاط منزعجٌ ومستاءٌ وفي وضعيّةٍ… لا يُحسَد عليها
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
يتجنَّب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، إطلاق أي مواقف سياسيّة، خصوصًا بعد سقوطِ الشهيد علاء أبو فخر، نظرًا لحساسيّة الوضعِ مع ا ل ح ز ب على عناوين عدّة، في مقدّمها سخرية جنبلاط إثر إقفال حساب نجل الأمين العام الرسميّ عبر “تويتر”، كاتبًا له “مع السلامة”، في وقتٍ تشير المعلومات، إلى أجواءٍ غير صحيّةٍ ومتوتّرة بين حزب الله و”الإشتراكي”، على خلفية إقفال الأوتوستراد الساحلي بين بيروت والجنوب، واتهام الأوّل جنبلاط أنّه يقف وراء عمليّة الإقفال هذه في الناعمة والدامور.
وتؤكِّد مصادرٌ في “الإشتراكي”، أنّ ذلك يحمل الكثير من التجنّي، خصوصًا، أنّ الحزب التقدمي لم يشارك في هذه التظاهرات، فكيف له أن يقفل هذه الطرق؟!.
وعُلِمَ أيضًا، أنّ التسريبَ الهاتفي بين رئيس “الإشتراكي” وأحد أنصار ا ل ح ز ب على خلفية إقفال طريق الناعمة، إنما أيضًا زادَ من منسوبِ التوتر بين الطرفين بعدما تحدَّث جنبلاط كذلك عن تهديدِ السيّد حسن نصرالله الأسبوعي للدروز.
كما عُلِمَ، أنّ جنبلاط مستاءٌ أيضًا من الإتصالات التي جرت في بيت الوسط بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وتفرّدهما بصياغة تركيبات حكومية والعمل على التكليف والتأليف، ما فاقم كذلك من الفتور بين المختارة وبيت الوسط، كما هو الحال بين معراب والحريري.
وعلى هذه الخلفية، يعمل جنبلاط على تجنّب أي صدام على الطريق الساحلية أو في أي منطقة في الجبل في هذه المرحلة الصعبة، إذ يقول قيادي إشتراكي، أنّ البعضَ يعمل على جرّنا إلى فتنةٍ على خلفية قطع الطرق من خلال استعمال هذه المسألة كمطيةٍ واضحةٍ لخلقِ إشكالاتٍ أمنيّة وإرباك المتظاهرين والمنتفضين في الشارع، مع الإشارة إلى أنّ الإشتراكي لم يشارك في هذه التظاهرات ولا في قطع الطرقات.
وثمة أيضًا من يتّهم في ا ل ح ز ب جنبلاط كما “القوات اللبنانية” بدعم التظاهرات للإنتقام من العهد ومن الوزير باسيل، ما يعني وفق المعلومات، أنّ هناك فتورًا وتوترًا ارتفعت وتيرته في الأيّام القليلة الماضية بين جنبلاط وخصومه، وفي المقابل، أنّ رئيس “الإشتراكي”، أوعزَ خلال اجتماعِ قيادة الحزب، إلى ضرورة التنبّه مما يُحاك في الجبل، وخصوصًا في ظل الحديث عن ظهورٍ مسلّحٍ لبعضِ الأحزاب والتيّارات الموالية ا ل ح ز ب تحت ذريعة قطع الطرق عليهم وهذا ما لن يسمحوا به.
وأخيرًا، فإنّ جنبلاط في وضعية لا يُحسد عليها في هذه المرحلة، إن من خلال التظاهرات وتوجّه الأكثرية من قواعده الحزبيّة والشعبيّة للمشاركة بها، وهو، أي جنبلاط، يحبّذها أيضًا، إنما حساسيّة العلاقة مع ا ل ح ز ب في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة، تحتّم عليه عدم المشاركة في أيّ حَراكٍ في الشارعِ، لما لذلك من مخاطر وتردّدات على أمن الجبل، في ظلّ حالة التوتر القائمة بين الأفرقاء السياسيين.