الخليل تعقيباً على إستقالة الحريري : هنيئاً لك موقفك الوطني
مقدمة الدستور الفقرة (د):
“الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة”.
الحريري يرمي استقالته بوجه العهد ويقول: “استقالتي أضعها بتصرف فخامة الرئيس والشعب اللبناني”.
ويقول من بيت الوسط في أول تصريح له بعد الاستقالة: “مرتاحٌ أنني قدمت شيئاً للشعب اللبناني”.
السيد رئيس الحكومة المستقيلة سعد الدين رفيق الحريري: هنيئاً لك في موقفك الوطني الذي أكد أن الشعب كان دائماً في ضميرك.
هنيئاً لك لأنك وضعت الأفعال مكان الأقوال، وجعلت هدفك الدائم “لبنان أولاً”.
هنيئاً لك لأنك حاولت وصبرت دون كلل أو ملل طرح الحلول للخروج من الأزمة المستفحلة اقتصادياً، وسياسياً، ومالياً، وحكومياً والتي أدّت الى قيام الإنتفاضة الشعبية المباركة ، وكنت في كل طرحٍ من تعديلٍ او تبديلٍ او تغييرٍ للحكومة تصطدم بمواقف ممانعة وأشدها ممانعةً من السيد رئيس الجمهورية بإصراره الدائم على أن يكون السيد صهره وزير الخارجية جبران باسيل موجودا في كل ماتطرح.
وهنيئاً لك لأنك وقفت موقف العزة والكرامة لموقعك كرئيسٍ للحكومة، والحياة وقفة عز فكان جبينك أعلى من كل جبال العراقيل التي وضعوها في مسار محاولاتك.
وأمّا لشعبنا المنتفض فنقول: هنيئاً لكم يا أبطال المواقف الوطنية الشامخة، وناشدي الإصلاح واستعادة الكرامة لشعب لبنان العظيم، فقد انتصرتم في تحقيق الخطوة الأولى باستقالة الحكومة التي اعتبرتها شخصياً منذ بزوغ فجر الإنتفاضة بأنها، أي الإستقالة، أصبحت أولويةً وطنية.
لكنها، وعلى أهميتها، تبقى الخطوة الأولى في مسار #إعادةتكوينالسلطة، الهدف الأسمى للإنتفاضة المباركة.
إنتفضتم لشعوركم بالغربة على أرضكم. طبقةٌ سياسيةٌ لا إحساس لها بحقوقكم. طبقةٌ متواطئة فيما بينها حول سمسراتٍ واحدة، برّاً وبحراً وجوّاً.
للمرة الأولى منذ مجاعة الحرب الكبرى حكى اللبنانيون عن الجوع. لكن الجوع ليس إهانة. ولا ذلًّا. الذل أن يلتفت السياسيون حولهم ليبحثوا عن المزيد في خزائنه الخاوية. هذه الوقاحة واللجاجة التي لا سابقة لها أودت بالشعب الى الخروج والإنتشار الذي لا سابق له في كل بقعة من لبنان ،
من الهرمل، الى طرابلس، الى البقاع، الى الجبل، الى بيروت والى الجنوب، وأعلنتم قيام الثورة حتى النصر. هذه هي لحظة الحقيقة التي تؤرخ بها قيام الدول وقوة الشعوب قبل أن يدخل لبنان بسنته المئوية ،فأعلنتم قيامة لبنان بين ساحة الشهداء، ورياض الصلح، وبشارة الخوري، وجسر فؤاد شهاب. جمهوريتكم يمكننا اليوم جميعاً أن نعلنها: جمهورية شعب لبنان العظيم.