فضيحة جديدة عن حرائق الشوف.. ولا تفرحوا كثيراً بإخمادها!
“لم ينتهِ موسم الحرائق بعد”، هذا ما يؤكده مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، جورج متري، مضيفًا أنه “بالرغم من أن مؤشرات اندلاع الحرائق تُظهر أن الخميس سيشهد انخفاضاً في وتيرة الحرائق التي شهدناها في اليومين الماضيين، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرائق ستتوقف، فهذا يعتمد على نسب المتساقطات وتوزيعها على الأراضي اللبنانية”.
وكشف متري أنّ عدد الحرائق تخطى المئة وعشرين والتقييم مستمر وأظهر احتراق حوالي 1500 هيكتار في خلال ثمان وأربعين ساعة أي ما يفوق المعدل السنوي للمساحات التي تحترق عادة كل عام.
وفي فضيحة جديدة تُضاف إلى سجل التقصير الحكومة، أكد متري وجود نقص فادح في المعدات لمكافحة الحرائق، وذلك “لأن لبنان غير مستعد لمواجهة مثل هذه الكوارث”، مبيناً أنّ “منطقة الأحراج في الدامور والمشرف كانت محددة على الخريطة كإحدى أخطر البقع المعرضة لخطر اندلاع الحرائق إلا أن أحداً لم يكترث لذلك”.
وتحدث متري عن نظام تنبيه تم تطويره من قبل المعنيين في الشأن البيئي لكي يعطي إشارة قبل ثلاثة أيام من خطر اندلاع الحرائق، مشدداً على أن التقصير يشمل كل السلطات المحلية والوزارات المعنية، سائلاً: “من يتحمل مسؤولية ما حصل من خسائر في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية؟”.
وعن إعادة التشجير، رأى متري أن الأهم اليوم هو حماية المواقع المحترقة من تغيير وجهة استعمالها أو الرعي.
ما أسباب الحرائق؟
أوضح متري أنّ عدد الحرائق المرتفع في اليوم نفسه يثير شكوكاً، حول افتعال إضرامها، لا سيما في ظل غياب الأسباب الطبيعية التي تؤدي إلى ذلك، والذي عادةً يكون ضرب البرق للمناطق الجافة.
أمّا عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة للحرائق، فعدّدها متري على النحو التالي:
• الأسباب المباشرة:
• تنظيف المزارعين للأراضي عبر إضرام النار في الأعشاب اليابسة التي نمت بفعل كمية الهطولات المطرية التي شهدها لبنان الشتاء الماضي.
• موسم الجفاف الذي يمتد إلى 6 أشهر.
• إضرام النار في مكبات النفايات العشوائية الموجودة بالقرب من المناطق الحرجية أو داخلها.
• الأنشطة التي تقام في الغابات من قِبَل المخيمات، والتي تؤدي إلى افتعال الحرائق.
• الأسباب غير المباشرة:
• عدم صيانة الغابات.
• إهمال الغطاء الحرجي والنباتي.
الحرائق مستمرة
وأمس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً أوضح أنّ وحدات الجيش والقوات الجوية بالإضافة إلى الطوافات القادمة من المملكة الأردنية ودولة قبرص، ما زالت تقوم بأعمال إخماد الحرائق ومنع تجددها في مناطق: مزرعة يشوع، ملتقى النهرين، داريا وبعورتا.
ومنذ يوم الأحد، شهد لبنان اندلاع موجة من الحرائق شملت المشرف والدبية- الشوف، جعيتا، القرنة الحمرا، بنشعي، مزيارة، وغيرها.