وقالت مواقع ايرانية انها المرة الاولى التي تشتري فيها الإيرانيات تذاكر لحضور المباريات، إذ طرح ملعب “أسادي” في طهران، تذاكر للبيع مخصصة للنساء لمتابعة مباراة منتخب بلادهم من على مدرجين مخصصين لهن.
وجمعت المباراة الدولية تلك، المنتخب الإيراني ونظيره الكامبودي ضمن تصفيات بطولة العالم.
تمثل هذه المبارة المرة الأولى التي يُسمح فيها إيران للنساء بالدخول إلى ملعب آزادي منذ الوفاة الصادمة لسحر خدایاری، التي أضرمت النار في نفسها الشهر الماضي، بعد استدعائها إلى المحكمة لمواجهة تهم تتعلق بمحاولتها دخول ملعب كرة القدم.
ونقلت الوكالة الألمانية للأنباء (د ب أ) اليوم الخميس عن إدارة ملعب العاصمة، أن 90% من التذاكر المخصصة للنساء قد بيعت بالكامل، وأنه تمّ تخصيص نحو 5000 مقعد للمتفرجات.
وتمّ الاحتفال بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من لدن النساء، سواء من عاشقات عالم الساحرة المستديرة، أو من غيرهن، باعتبار أنه يشكل “انتصاراً ولو بسيطاً” للمرأة في إيران.
وكتبت الصحافية فرح الزمان شوقي، في “فايسبوك”: غطيت الشأن الإيراني من طهران لسنوات وكم من قصة عملنا عليها حول منع النساء من دخول الملاعب، وكم من مرة كتبنا عن اعتقال فتيات تنكرنّ بلباس الرجال لحضور مباريات كرة القدم. اليوم تدخل الإيرانيات الملعب.. بالنسبة لهنّ الامر أهم من مجرد حضور مباراة ودخول ملعب. الأمر يعني حرية ومساواة”.
وأفادت وسائل إعلام رسمية أن الدفعة الأولى من التذاكر المخصصة للنساء بيعت خلال ساعة من طرحها. كما طرحت دفعة ثانية ونفذت في وقت سريع أيضاً، بحسب المصدر.
ومن اللواتي تمكنن من الحصول على تذكرة، الصحافية الرياضية رها بوربخش التي قالت: “حتى الآن لا أصدق أن الأمر سيحصل. بعد كل هذه الأعوام من العمل في هذا المجال، ومتابعة كل شيء عبر التلفزيون، يمكنني هذه المرة أن أختبر الأمر بشكل مباشر”.
ويبدو أن الطلب على التذاكر من النساء فاق الكميات المعروضة، إذ أطلق عدد منهن حملة عبر مواقع التواصل موجهة إلى الفيفا، للمطالبة بتوفير عدد أكبر. وبحسب وكالة أنباء “إيسنا”، بلغ عدد الذكور الذين ابتاعوا بطاقاتهم الإلكترونية 2500 فقط من أصل 70 ألفاً معروضة للبيع.
وستحافظ الجمهورية الإسلامية على مبدأ الفصل بين الإناث والذكور في مدرجات الملعب، إذ ستتواجد النساء في منطقة مخصصة لهن، بحماية 150 من عناصر الشرطة الإناث.
ورغم رفع الحظر، قالت منظمة العفو الدولية، ان السلطات حددت عدد التذاكر المباعة للنساء لحضور المباراة. وتم تخصيص أربعة أقسام فقط من الملعب للنساء المشجعات فكان عدد المقاعد المخصصة لهن حوالى 3500 مقعد. وتبلغ سعة ملعب أزادي حوالي 78000 مقعد.
وقال فيليب لوثر، مدير البحوث وكسب التأييد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “إن قرار إيران بالسماح لعدد رمزي من النساء بالدخول إلى الملعب لمشاهدة مباراة كرة القدم، ما هو إلا دعاية تثير السخرية من جانب السلطات التي تهدف إلى تلميع صورتها بعد اندلاع الاحتجاج العالمي على وفاة سحر خدایاری المأساوية”.
ومنذ مطلع 2018، اعتقل ما لا يقل عن 40 امرأة، وتمت محاكمة بعضهن لمحاولتهن دخول ملاعب كرة القدم. وتطالب منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية إلى بأن تسقط، فوراً ومن دون قيد أو شرط، جميع التهم الموجهة إلى أي امرأة تواجه المحاكمة بسبب محاولة دخول ملعب لكرة القدم، أو الاحتجاج على مثل هذه القيود.