تظاهرة وسط بيروت…”تنفيسة” ام بداية تصعيد!

شهدت الساحة اللبنانية اليوم العديد من التحركات الشعبية في مناطق لبنانية مختلفة، والتي شارك فيها المواطنون رفضاً لتردّي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان

وفي ظلّ تراكم الازمات التي تلقي بثقلها على كاهل المواطن، كان لا بدّ للاحتقان ان ينفجر صراخاً مدويا يشفي الصدور، وإذ كانت التحركات الشعبية امرا متوقعا منذ تشكيل الحكومة اللبنانية وتكدّس الملفات الداخلية العالقة والتي تمسّ باستقرار اللبنانيين وتطال معيشتهم ومستقبلهم في البلاد، الا ان العشوائية والتي يحلو للبعض تسميتها بالعفوية، من شأنها أن تصبح حجر عثرة في طريق التغيير، حيث ان تعدد الاهداف والنداءات يضعف قيمة الحراك، ودخول “الحابل بالنابل” يقضي على اخر امل باستعادة المواطن لحقوقه المهدورة في هذا الوطن.

وإذ علّق مراقبون على بعض شعارات تظاهرة بيروت اليوم والتي كان في طليعتها “إسقاط النظام” بأنّ حكم الاعدام قد نفّذ بالمطالب قبل وصولها الى مسامع المسؤولين، حيث ان هذا الشعار الذي وصفه هؤلاء بالفضفاص من الصعب جدا تطبيقه في لبنان وذلك في ظلّ نظام سياسي معقّد مبنيّ على اساس التوزيع الطائفي.

واعتبر مصدر مطّلع على تطورات ردود الفعل الشعبية، بأن مطلب اسقاط النظام يدلّ على عدم ادراك الشعب اللبناني للواقع السياسي في البلاد، ومدى تأثره بمجريات الاحداث الاقليمية والدولية،  مشيرا الى ان “اسقاط النظام دفعة واحدة، هو ضرب من الخيال” وأضاف: “كنت اتمنى لو ان المتظاهرين رفعوا شعار الاصلاحات اولا، وتبديل المناهج والسياسات الاقتصادية، ملتزمين بحراك موحّد ومنظّم يضم كافة شرائح المجتمع لا سيما تلك المتضررة من التخاذل الحكومي في ظلّ هيمنة “العهد” على مفاتيح الحلول”.

من جهة اخرى، رأى مصدر متابع بأن التظاهر هو حق مكفول في الدستور الذي لم يحدّد أطراً معينة للحراك، معتبرا ان التجمعات الشعبية وان لم تكن منظمة او تنضوي تحت راية واحدة وسقف مطالب موحّد، افضل من الصمت والحياد، مشيراً الى أن التظاهرة العفوية التي حصلت اليوم، هي شكل من اشكال الاحتجاج، ونوع من انواع التعبير عن حالة الاختناق التي وصل اليها المواطن في بلد لا يعترف بحقوقه ولا يأبه مسؤولوه بمستقبله. وأضاف، “الحكم على اداء المتظاهرين هو مجرّد فزلكة لإفشالها” وكل محاولات تسييس الحراك واخراجه بصورة الضغط من تحت الطاولة لن تجدي نفعا، لان اللبنانيين قد ضاقوا ذرعا بالاوضاع المعيشية والاقتصادية ومن حقهم ان يثوروا بالطريقة التي “تفشّ قهرهم” وتنفّس احتقان نفوسهم”

مما لا شك فيه ان مجموعة المطالب التي حملها اللبنانيون الى ساحات الأمل، هي جملة من أبسط حقوق المواطن في وطنه، الا ان الواقع المفترس الذي يغرز مخالبه في اعناق الحق، يسخر من معاناتهم المستمرة منذ سنوات طويلة، حيث أن كل اليافطات المرفوعة بأيادي التغيير، تكاد تكون جميعها Dejà vu ولكن من دون جدوى!

فهل يصمد الاجماع الشعبي على ضرورة التغيير امام جميع الضغوطات السياسية، وترتفع وتيرة التوتّر في  الشارع على مبدأ “في الاتحاد قوة” لتشكل انذارا لبداية التصعيد؟ ام تنطفىء شرارة الاحتقان مع اول “تنفيسة”؟

المصدر: لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!