بعد قبرشمون والبساتين… باسيل الى كفرمتى مجدداً
في اليوم الأخير من شهر حزيران الفائت، لم يكمل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل جولته على قرى قضاء عاليه بسبب قطع الطرقات وإطلاق النار في قبرشمون والبساتين بين مناصري الحزب التقدمي الإشتراكي المعترضين على الزيارة ومناصري الحزب الديمقراطي اللبناني، الذين كانوا يواكبون وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب خلال إستقباله وزير الخارجية والمغتربين.
في ذلك اليوم الأسود الذي إنتهى بمقتل شابين من مناصري الحزب الديمقراطي، لم يتمكن باسيل من إستكمال الجولة، وكان قد بقي منها زيارة الى بلدة منصوريّة بحمدون ولقاء مع مناصري التيار في مخيمهم الصيفي في كفرمتى، وعشاء في خلده يقيمه على شرفه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان. على رغم كل ما حصل، قال رئيس التيار الوطني الحرّ يومها، سنكمل جولتنا في عاليه، وما من مناطق مقفلة علينا.
اليوم، وبعد لقاء المصالحة والمصارحة الذي رعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا وجمع فيه أرسلان مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وما تلاه من غداء عائلي في بيت الدين بين أفراد عائلة جنبلاط وعائلة رئيس الجمهورية ومن ضمنها باسيل، وبعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى منزل الأخير في اللقلوق، يبدو أن وقت إستكمال جولة باسيل في عاليه قد حان، وفي هذا السياق تكشف مصادر بارزة في التيار لـ”النشرة” أن رئيس تكتل لبنان القوي سيزور قضاء عاليه في تشرين الأول المقبل، وكان من المفترض أن تحصل هذه الزيارة في اليوم السادس من الشهر المذكور لولا التأجيل البسيط الذي طرأ بسبب بعض الإعتبارات اللوجيستية التي يفضل “التيار” راهناً عدم الكشف عن تفاصيلها. التأجيل لن يطول أكثر من أيام قليلة بحسب مصادره ” وستبقى الزيارة في تشرين الأول، وفي هذا السياق تفيد المعلومات بأن نائب القضاء في تكتل لبنان القوي سيزار أبي خليل إقترح على باسيل إقامة الخلوة السنويّة للتكل هذه السنة في قضاء عاليه، الأمر الذي رحّب به باسيل مغتنماً الفرصة لإستكمال الجولة التي تعطلت بفعل أحداث قبرشمون والبساتين، وهنا ينقل أحد المقربين منه قوله “نختم الخلوة ونستكمل جولتنا في القضاء”.
وسيبقى على جدول أعمال الزيارة الباسيليّة الى عاليه لقاؤه مع أرسلان، وبطبيعة الحال أيضاً في هذا الجو السياسي الإنفتاحي الذي أرسته عاصفة أحداث الجبل، قد ينظم لقاء لباسيل مع نواب ووزراء من الحزب التقدمي الإشتراكي، وهنا تقول المصادر “لا يوجد على جدول أعمال الزيارة لقاء كهذا، ولكن فيما لو طرح الأمر سيتم التعامل معه بإيجابيّة وترحيب”. أما بالنسبة الى زيارة باسيل لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز المسمى في خلده ناصر الدين الغريب والتي كانت مدرجة على جدول أعمال الجولة الأولى، فالمعلومات عنها معدومة، ولم يعرف بعد إذا كان باسيل سيعدل عنها راهناً لعدم إستفزاز الجمهور الإشتراكي، أم أنه سيبقيها على جدول الزيارة.
إذا موكب باسيل سيجول مجدداً في كفرمتى وقبرشمون والبساتين ومنصورية بحمدون وخلده، ولكن في ظروف سياسية مختلفة تماماً عن ظروف حزيران الفائت. ظروف سيضبط إيقاعها هذه المرة وليد وتيمور جنبلاط شخصياً، إنطلاقاً من العلاقة المستجدة التي يحاول تيمور أن يبنيها مع رئيس التيار.