“زيتونة”: من ” الهبارية ” جنوب لبنان إلى العالم… زيت زيتون يعكس جودة بلادنا
يوماً بعد يوم نرى إثباتاً جديداً على أنّ الشباب اللبناني لا يستسلم ولا يترك مكاناً لليأس، رغم الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي. ورغم الأوضاع المعيشية السيئة، يجد طريقه إلى النجاح الذي يشقّه ولو بتعبٍ كبير.
تشتهر كل منطقة في لبنان بزراعة معينة وفقاً للتربة وطقس المنطقة. أما منطقة الجنوب، ورغم الاحتلال والمآسي، فقد حافظ على أشجار الزيتون فيه لتكون يوماً ما مستقبل أبنائه. معتصم نور الدين شاب في العشرينيات من عمره، بحث عن وظيفة تؤمن له قوته لمدة سنتين ولم يحالفه الحظ. فقرر أخيراً أن يستعين بمعصرة والده الموجودة في الجنوب. ويقول لـ”النهار”: “حالي كحال كل الشباب، لا أفهم من زيت الزيتون إلا أنه يوضع مع الطعام، لكن حين بدأت البحث عن أنواع زيت الزيتون علمتُ أنّ ما يمكننا تقديمه في المعصرة هو أجود أنواع زيت الزيتون في العالم، وقررت أن أبدأ بالعمل على علامة تجارية خاصة بنا”.
“زيتونة” هي علامة تجارية لبنانية خاصة بشركة Barakat Ko، مختصة في صناعة زيت الزيتون، افتتحها معتصم من نحو 3 سنوات، تملك الشركة الناشئة معصرة في بلدة الهبارية-قضاء حاصبيا، ومصنعاً وكاراجاً صغيراً توضع فيها الآلات التي تم استئجارها. وأكثر ما يُميّز زيت الزيتون الذي تصنعه هو أن العمل بأكمله يجري “Old Style، وفق ما قاله، إذ يُعصر الزيتون “على الحجر وعلى البارد”، نظراً إلى أنّ ارتفاع الحرارة هو ما يقلل من جودة الزيت.
يبدو الفرح في عيني معتصم عندما يتحدث عن “زيتونة” ويقول: “يقصدنا الزبائن من مختلف الأراضي اللبنانية: من البقاع وبيروت والشمال، وهذا ما أكدّ لي أنّ ما نوفره للزبون منتج جيّد يستحق الإنتاج، وتعليقاتهم الإيجابية ساهمت في دعمي وتشجيعي على العمل وتخطي التحديات”. وعن اختيار الاسم، يوضح معتصم لـ”النهار”: “أعتقد أنّها تختصر عملنا وتضفي طابعاً عصرياً على العلامة التجارية، واختاره لي صديقي محمد ياسين فأعجبني كثيراً”.
المعصرة ملك والد معتصم منذ القدم، لكنّ الدراسات والأبحاث التي أجراها أكدت أنّها قادرة على إنتاج أجود أنواع زيت الزيتون الذي يوزعه حالياً على مختلف المحال التجارية في العاصمة وغيرها من المناطق، بأسعار مدروسة وأحياناً أرخص من الأسعار الموجودة في السوق. أما الهدف فهو واضح بالنسبة لمعتصم، وهو إيصال فكرة أنّ الزيوت الموجودة في السوق في معظمها ليست زيتاً حقيقياً بل هي مجبولة بزيت “القلي”، والأهم أنّ المنتج المحلي له قيمته ويمكنه منافسة أكبر الشركات العالمية.
لم يحصل معتصم على أيّ دعم مادي، بل مشروع “زيتونة” جهد فردي يحاول من خلاله نشر ثقافة شراء المنتجات الوطنية، ويؤكد: “زيت الزيتون عندنا 100 في المئة organic and extra virgin”. طموحه أبعد من لبنان، ويهدف للوصول إلى الخارج كي يعرف العالم أنّ لبنان قادر بزراعته الوصول إلى كل منزل، وختم: “منتجنا أكبر دليل على النجاح، والأهم أنّه “ببيّض الوجّ”.
المصدر: “النهار” – مارسل محمد