ما لم يروَ عن هجوم أفيفيم… العناصر أتت من الداخل!

 

خلال حرب تموز، وبعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عملياً على مارون الراس، سأل النائب السابق نواف الموسوي، القائد العسكري لـ”حزب الله” عماد مغنية عن أوضاع “مارون”، فأجابه مغنية أن “الشباب قاموا بالدخول إلى مارون الراس أمس (يومها) عبر مستوطنة أفيفيم وإستطلعوا نقاط إنتشار الجنود الإسرائيليين.
في هذه الرواية، ما يعطي أفيفيم، لسبب غير مفهوم طابعاً خاصا لدى “حزب الله”، فهو ووفق هذه الرواية إستطاع الدخول إليها في ذروة حرب تموز للإنتقال من خلف الخطوط الإسرائيلية إلى مارون الراس، وهذا يعني أن ما حصل أمس، من عملية عسكرية داخل هذه المستعمرة ليس جديداً.
الجديد في ما حصل هو أصل العملية التي تقصّد “حزب الله” وزنها في ميزان الذهب لتحقيق الهدف منها من دون الإنجرار إلى مواجهة كبرى، موجهاً رسائل بكل الإتجاهات، لتكون عملية الحزب أمس عملية بعيدة عن الإستعراض أمام الرأي العام اللبناني وحتى الإسرائيلي.
فرضية ميدانية:

لا معلومات حاسمة حول شكل وطريقة تنفيذ العملية التي حصلت أمس في أفيفيم، وهذا الأمر بيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي سيتحدث مساء اليوم، لكن مطلعين على الوضع الميداني وعلى التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل يتحدثون بشكل شبه نهائي حول فرضية عسكرية يمكن تأسيسها بناءً على مجموعة معطيات باتت مؤكدة.

ووفق هذه المصادر فإن العملية العسكرية التي قام بها “حزب الله” حصلت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليس كما حاول الجيش الإسرائيلي الترويج أنها من الأراضي اللبنانية، إذ إن النقطة المستهدفة والتي تم تدمير الآلية فيها هي نقطة غير مرئية من الأراضي اللبنانية فكيف يمكن إستهداف هذه النقطة من مكان لا يمكن رؤيتها منه؟ هذا يعني بما لا يقبل الشكّ أن العناصر الذين قاموا بإستهداف الآلية الإسرائيلية كانوا في مكان ما داخل الأراضي المحتلة.

وتؤكد المصادر أنه لتأكيد إستهداف الدورية تم إطلاق صواريخ كورنيت (مضاد للدروع) دفعة واحدة، وهذا ما يؤكد وجود ثلاث منصات إطلاق داخل الأراضي المحتلة.

من هنا، تبدأ المصادر بالحديث عن الرسائل التي أراد إيصالها الحزب بعيداً عن الإستعراض الذي قد لا يخدم الرغبة بعدم الذهاب إلى معركة كبرى.

وتقول المصادر أن الرسالة الأولى تكمن في سعي الحزب إلى كسر، وبشكل نهائي، وقف العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية الخاضعة للقرار 1701، وهذا يقلب الطاولة على تل ابيب، فبعدما حاولت إسرائيل بإستهدافها عناصر الحزب وإستهدافها الضاحية الجنوبية، قام الحزب بتغيير قواعد الإشتباك وتكريس الحدود اللبنانية ممراً لأي عملية عسكرية، وهذا ما لا تريده إسرائيل بأي شكل، إذ إن هذه الحدود التي تمتد إلى 100 كلم، يصعب ضبطها.

أما الرسالة الثانية وفق المصادر ذاتها، فهي إثبات أن هناك إمكانية لتسلل عناصر “حزب الله” إلى داخل المستوطنات، وهذا ما يعني أن كل الأنفاق التي إكتشفها الجيش الإسرائيلي لم تؤد إلى ردع الحزب أو الحدّ من قدرته على المناورة.
علي منتش – لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!