محطات تاريخية في سيرة سماحة الإمام السيد موسى الصدر

 

 

وُلد في 4 حزيران 1928 في قُمّ وحُجز في 31 آب 1978 في ليبيا.
1928 وُلد الإمام السيد موسى الصدر في 4 حزيران في مدينة قُمّ-إيران، من عائلة من كبار العلماء العامليين التي تعود جذورها إلى السيد صالح من قرية شحور العاملية في جنوب لبنان، إلى الإمام موسى بن جعفر (ع).
1934 التحق بمدارس قُمّ الابتدائية وأنهى دراسته الثانوية في العام 1947.
1941 دخل الحوزة العلمية وتابع تحصيل العلوم الفقهية وصولًا إلى درجة الاجتهاد في مدينة قُمّ المقدسة.
1950 التحق بجامعة طهران، كلية الحقوق، قسم الاقتصاد، وتخرّج منها سنة 1953، وكان أول معمّم يتلقى العلوم الحديثة في الجامعة، كما استمر في الدراسة والتدريس في الحوزة.
عمل مع آخرين من الشباب الجامعي على التصدي للدعاوى الرائجة آنذاك المعادية للإسلام كالماركسية وغيرها. كان من المتابعين لحركة تأميم النفط 1952، متواصلًا مع آية الله كاشاني ورئيس حركة «فدائيان إسلام» السيد نواب صفوي والذي كان يعقد اجتماعاته السرية آنذاك في منزل والده آية الله السيد صدر الدين الصدر.
1954 سافر إلى النجف الأشرف لمتابعة تحصيل العلوم الفقهية العليا. شارك في «جمعية منتدى النشر» في النجف الأشرف والتي كان من اهتماماتها عقد الندوات الثقافية ونشرها. كما كان عضوًا في هيئتها الإدارية.
1958 عاد إلى حوزة قُمّ العلمية وشارك في تأسيس مجلة «مكتب إسلام» كما تولى رئاسة تحريرها، وله فيها مقالات عدة. وكان لهذه المجلة، وهي أول مجلة ثقافية إسلامية صدرت في الحوزة العلمية في مدينة قُمّ، أثر مميز في تشكيل الوعي النهضوي في إيران.
1959 شارك مع آخرين (منهم آيات الله: بهشتي، آذري قمي، مكارم شيرازي) في تدوين مشروع إصلاح المناهج العلمية في الحوزة.
قدم إلى مدينة صور-لبنان في أواخر 1959 وبدأ العمل فيها كعالم دين خلفًا للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس) بعد زيارتين سابقتين في 1955 و1957، وذلك بتشجيع ومباركة من المرجع الأكبر السيد البروجردي.
1961 أطلق الإمام الصدر عمله الاجتماعي المؤسساتي بدءًا بإعادة تنظيم هيكلية «جمعية البر والإحسان»، ومرورًا بإنشاء مؤسسات عامة تعنى بالشؤون التربوية، المهنية، الصحية، الاجتماعية والحوزوية. وقد أثمرت هذه النشاطات إنجازات عديدة كان أهمها إعطاء المرأة دورًا أساسيًا في العمل الاجتماعي والتنموي بدءًا باستحداث دورات محو الأمية، والقضاء على ظاهرة التسول في مدينة صور وضواحيها من خلال مشروع دعم يتضمن برامج صحية، اجتماعية وإنشاء صندوق الصدقة، ومهنية جبل عامل وأسند إدارتها إلى الشهيد الدكتور مصطفى شمران وكان لها الدور الأساسي في تخريج المجاهدين الذين تصدوا للاعتداءات الإسرائيلية منذ بداياتها.
1963 أعلن الإمام الصدر، بعد عودته من جولة قام بها في أوروبا واستمرت شهرين، أن هدف رحلته كان التعرف على الحضارات الجديدة والوقوف على مجالات التقدم فيها لجهة تطوير مناهج وأساليب العمل في المؤسسات الخيرية والاجتماعية والكهنوتية.
وكان الإمام قد شارك في مراسم تتويج قداسة البابا بولس السادس بناء على دعوة رسمية وكان رجل الدين المسلم الوحيد الذي دُعي لهذه المناسبة. وساهمت لقاءاته في الفاتيكان وعرضه لمعاناة الشعب الإيراني وعلماء الدين في ظل حكم الشاه في إطلاق سراح الإمام الخميني من سجنه.
1964 باشر التعاون والعمل المشترك مع أعضاء «الندوة اللبنانية» بعد أن استضافته لإلقاء محاضرة حول الوضع في لبنان ومواضيع أخرى. كانت «الندوة» التي أشرف عليها الأستاذ ميشال أسمر تضم العديد من الشخصيات الفكرية والثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية من الطوائف اللبنانية كافة.
1966 عقد مؤتمرًا صحفيًا في مقر نقابة الصحافة بيّن فيه الأسباب الموجبة لتنظيم الطائفة الشيعية وذلك بعد دراسات واستشارات وتحركات مكثفة مما أدى إلى إقرار مجلس النواب قانون إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في عام 1967. كانت هذه الخطوة مقدمة لحركة مطلبية إنمائية لبنانية عامة من أجل رفع الحرمان والدفاع عن الجنوب أرضًا وشعبًا.
1967 سافر الإمام الصدر إلى أفريقيا الغربية للتعرف على الجالية اللبنانية وتفقد شؤونها والعمل على ربطهم بوطنهم، كما التقى بالرئيس العاجي أُفويه بوانييه وبالرئيس السنغالي ليوبولد سنغور وقدّم له مساعدة رمزية للأيتام في السنغال. أثنى سنغور على بادرة الإمام مشيرًا إلى أنه يتتبع بكل اهتمام نشاطاته التي كان لها التأثير الكبير في بث شعور المحبة والإيمان بين المواطنين.
1969 انتُخِب الإمام رئيسًا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وأعلن برنامج العمل لهذا المجلس. ووجّه دعوة لتوحيد الشعائر الدينية بين المذاهب الإسلامية، كما حذّر من الخطر الصهيوني المتزايد، وأكد دعمه للمقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض المغتصبة. من جهة أخرى أعلن أن الطوائف المتعددة في لبنان نوافذ حضارية على جميع العالم.
1970 أثار حملة تعبوية إعلامية للدفاع عن الجنوب في وجه الاعتداءات الإسرائيلية مطالبًا بتسليح المواطنين وتدريبهم للدفاع ووضع قانون خدمة العلم وتنفيذ مشاريع إنمائية مع دعوة الناس للصمود في قراهم وعدم النزوح.
أسّس الإمام الصدر «هيئة نصرة الجنوب» بمشاركة رؤساء الطوائف اللبنانية.
دعا إلى إضراب سلمي وطني عام في 26 أيار تجمع على إثره حوالي 50 ألف شخص أمام مبنى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية-بيروت، فأنشأت الدولة اللبنانية «مجلس الجنوب» نتيجة لهذا الإضراب وبهدف تنمية الجنوب ورفع الحرمان عنه.
قام بجولة على بعض العواصم الأوروبية دعمًا للقضية الفلسطينية فعقد مؤتمرًا صحفيًا في مدينة بون-ألمانيا الاتحادية أوضح فيه حقيقة القضية الفلسطينية وندّد بمحاولات تهويد المدينة المقدسة.
وفي مقابلة صحافية في فرنسا قال: «إن مأساة فلسطين لطخة سوداء في الضمير العالمي، وإن نضال الشعب الفلسطيني هو دفاع عن الأديان وعن قداسة القدس، وإن إسرائيل دولة عنصرية توسعية، وإن لبنان بتعايش الأديان فيه ضرورة دينية حضارية».
أعلن في القاهرة أن تعايش الطوائف هو التجربة الحضارية الوحيدة في العالم.
1971 غادر الإمام الصدر لبنان في جولة شملت المغرب حيث ألقى محاضرة في كلية الشريعة في جامعة القرويين في مدينة فاس (بدعوة من الملك الحسن الثاني) وموريتانيا ونيجيريا ومصر حيث شارك في القاهرة في المؤتمر السادس لاجتماعات «مجمع البحوث الإسلامية» والذي كان عضوًا مشاركًا فيه منذ سنة 1968. وتقدّم الإمام الصدر بمقترحات لمعالجة الأوضاع الوطنية والإسلامية في هذا المؤتمر.
وقام الإمام الصدر بزيارة جبهة السويس وأمضى عدة أسابيع فيها حيث اجتمع إلى العسكريين، وأمَّ الصلاة في مساجدها ودعا إلى وجوب التمسك بالدين وإعلان الجهاد المقدس في سبيل تحرير فلسطين، كما اقترح مشروع «سندات الجهاد» لتفعيل المشاركة على كافة المستويات الشعبية في الجهاد ضد إسرائيل.
كما وجّه الإمام رسالة إلى القس البريطاني هيربرت و. أدامز حول حقيقة وضع الإنسان في منطقة الشرق الأوسط.
أكد أن وجود الطوائف في لبنان خير مطلق، أما النظام الطائفي فشرٌّ مطلق أعطاه الإقطاع السياسي لون القداسة.
1972 أصدر الإمام الصدر تصريحًا في بلدة جويا-جنوب لبنان، حول الأخطار المترتبة على تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. ودعمًا لصمود الجنوبيين كثّف الإمام الصدر تحركاته السياسية والإعلامية عبر: إصدار بيانات للرأي العام الوطني والعالمي، إلقاء المحاضرات والخطب في المساجد والكنائس والجامعات محذرًا من النتائج المترتبة على إهمال الدولة لتحمل مسؤولياتها تجاه الدفاع عن الجنوب وتنمية المناطق المحرومة.
دعا إلى اعتماد النظام المتدين كبديل عن النظامين الطائفي والعلماني.
1973 أعلن في خطبة الجمعة أن السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية وسعي لتحرير الإنسان، كما أنه نادى بعدم تشويه سمعة الله في الأرض، لأن الصهيونية بتصرفاتها تشوّه سمعة الله. كما دعا عبر نداء وجّهه عندما اندلعت حرب رمضان إلى الجهاد وقاد حملة تبرعات لنصرة المجاهدين.
1974 دعا إلى مهرجان بعلبك في آذار (حضره مئة ألف شخص) ومهرجان صور في أيار (حضره مئة وخمسون ألف شخص) حيث أقسم الجميع مع الإمام الصدر على عدم الهدوء حتى لا يبقى محروم أو منطقة محرومة في لبنان وأدى ذلك إلى ولادة «حركة المحرومين» وإصدار «وثيقة المثقفين» المؤيدين لحركة الإمام الصدر المطلبية التي وقعها أكثر من 190 شخصية من قادة الرأي والفكر في لبنان، يمثلون كافة الفئات والطوائف اللبنانية.
1975 بادر الإمام إلى بذل المساعي والجهود لدى مختلف الأفرقاء لوأد الفتنة وتهدئة الوضع في لبنان فوجه النداء تلو النداء محذرًا من مؤامرات العدو ومخططات الفتنة، ودعا اللبنانيين لحفظ وطنهم وفي قلبه مكان للثورة الفلسطينية وناشد الفلسطينيين حفظ قضيتهم التي جعلت لها من قلب لبنان عرشها.
وبدعوة منه وإشرافه عمل على تشكيل «لجنة التهدئة الوطنية» محددًا خطوط تحركها العريضة بالمحافظة على التعايش واعتماد الحوار والوسائل الديمقراطية لتحقيق الإصلاحات ووجوب المحافظة على الثورة الفلسطينية.
احتجاجًا على استمرار الحرب الأهلية بدأ الامام في 27 حزيران اعتصامًا في مسجد العاملية-بيروت متعبدًا صائمًا وأنهاه بعد خمسة أيام إثر تشكيل حكومة مصالحة وطنية تبنت مطالب الإمام الصدر الشعبية. وتوجه بعدها إلى قرى القاع ودير الأحمر في البقاع لفك الحصار عنها ووأد الفتنة الطائفية.
أعلن عن ولادة «أفواج المقاومة اللبنانية» (أمل) في مؤتمر صحفي عقده لأداء دورها في تحرير الأرض والإنسان، بعد أن كانت قد خاضت معارك عدة ضد العدو الصهيوني.
وبمبادرة منه تم عقد القمة الروحية لجميع رؤساء الطوائف اللبنانية.
حذر الإمام من أخطار ثلاثة ودعا إلى التصدي لها مهما كلف الأمر: خطر التقسيم لأن التقسيم إسرائيل ثانية في قلب الوطن؛ وخطر الاعتداءات الإسرائيلية الذي يجب علينا وجوبًا شرعيًا وتاريخيًا ووطنيًا أن نقف للتصدي لها؛ وخطر تصفية المقاومة الفلسطينية. إن إسرائيل شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين وعلى الحرية والكرامة.
1976 شارك الإمام الصدر في اجتماعات القمة الإسلامية اللبنانية في بلدة عرمون التي وافقت على «الوثيقة الدستورية»، واعتبرها الإمام مدخلًا للسلام والوفاق الوطني في لبنان.
عمل جاهدًا على تقريب وجهات النظر بين القيادة السورية وقيادة المقاومة الفلسطينية مؤكدًا أن ذلك قدرهما وأن الصدام بينهما سيؤدي إلى سقوط لبنان وتحجيم المقاومة، وإلحاق الضرر بسورية والقضية العربية وأن المستفيد الوحيد من كل هذا هو إسرائيل.
كما بذل الإمام جهودًا مكثفة مع الزعماء العرب في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، كان نتيجتها انعقاد مؤتمر الرياض 16 تشرين الأول وقمة القاهرة 25 تشرين الأول ودخول قوات الردع العربية إلى لبنان.
عارض بشدة الدعوة إلى العلمنة والإدارات المحلية واعتبر أنها تسلب الجماهير المؤمنة مكاسبها وتعبر عن ذهنية انفصالية تمهد لتقسيم الوطن.
1977 أكد الإمام أن لبنان ضرورة حضارية للعالم وأن التعايش اللبناني هو ميزة لبنان الخاصة وأن السلام لقاء تاريخي محتوم بين الإسلام والمسيحية.
تقدم الإمام الصدر بورقة عمل تحمل مقترحات حول الإصلاحات السياسية والاجتماعية تدعو إلى إعادة بناء الوطن ومؤسساته متمسكًا بصيغة العيش المشترك ومواجهة الخطر الصهيوني، وأكد فيها أن «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه».
ومن جهة أخرى، توّج الإمام الصدر حملاته ضد نظام الشاه في إيران ودعمه العملي والفكري للحركة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس) وذلك في مهرجان أُقيم بمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد الدكتور علي شريعتي، أحد أبرز المفكرين الإسلاميين تأثيرًا في إيران.
1978 قام بجولة عربية على عدد من الرؤساء العرب إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان حيث وصل وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ الصحافي السيد عباس بدر الدين إلى طرابلس-ليبيا في 25 آب تلبية لدعوة رسمية من سلطاتها العليا وانقطع الاتصال بهم هناك اعتبارًا من ظهر 31 آب وحتى اليوم.
ادعت ليبيا أن ضيوفها تركوا الأراضي الليبية متجهين إلى إيطاليا. كذَّب كِلا القضاءين الإيطالي واللبناني هذا الادعاء بعد تحقيقات مطولة ونفيا دخول أي من الثلاثة موانئ إيطاليا البحرية والبرية والجوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!