لكل انسان 50 شجرة في الأمازون.. اليكم ما لا تعرفونه عن “رئة العالم”

تشهد غابات الأمازون حرائق عملاقة، الى درجة أن نهار مدينة سان باولو تحول الى ليل دامس في الثالثة بعد ظهر الاثنين الماضي، لأن دخان الحرائق المستمرة منذ شهر قطع آلاف الكيلومترات ووصل اليها والى غيرها. اليكم ما لا تعرفونه عن “رئة العالم”.
غابات الأمازون مكتظة بأكثر من 390 مليار شجرة حاليا، هي أكبر ينابيع لما يسمونه “الأنهار الطائرة” والطائرة فعلا لا بالمجاز، وفق تقرير صدر منذ عامين عنInstituto Nacional de Pesquisas da Amaz nia أو “المعهد الوطني للأبحاث عن الأمازون” بالبرازيل، وفيه عن “النهر الطائر” أنه تيار من الهواء مشبع ببخار الماء، الناتج عما يسمونه Evapotranspiration أو الطفح التبخيري، المحوّل الماء المتولد من الأشجار بحوض الأمازون الى بخار بفعل الحرارة، فيجري بخار الماء كما النهر بالجو، الى أن تتوالد فيه شحنات كهربية ويسقط مطرا يلبي حاجات معظم أميركا الجنوبية.
الشجرة البالغ قطر هامتها أو قبتها، حوالي 10 أمتار مثلا “تضخ في الجو أكثر من 300 ليتر بخار ماء يوميا، واذا كان قطرها 20 فانها تضخ 1000 ليتر” وهذا الضخ الهائل واليومي من مليارات الأشجار، يؤلف السحاب الحامل المطر للزرع وللينابيع والأنهر والبحيرات والأحواض والسدود المنتجة للطاقة وغيرها. كما أن الغابات تختزن 90 الى 140 مليار طن متري من المواد الكربونية، المساعدة على توازن المناخ في العالم كله، لأنها تمثل وحدها 10 % من حجم “الكتلة الحية” على سطح الأرض، وهي الكتلة المعروف باسم Biomass.

الفراشة التي تشرب دموع السلاحف

قلة تعرف أيضا، أن الأنواع والعناصر الحية في غابات الأمازون، مما يدبّ ويهبّ ويتبرعم ويغوص، أي أشجار ونباتات وحيوانات وطيور وحشرات وكائنات في الماء، هي مصدر كبير لصناعات حيوية بالعالم، أهمها مواد غذائية وللتجميل والأدوية، ففيها 10 آلاف نوع من النبات الصالح بعضه لانتاج المضادات المكافحة للآفات، منها نبتة يسمونها Unha de Gato في البرازيل، أو “مخلب القط” لشبه أوراقها به “تساعد فعلا بعلاج التهابات المفاصل، وتقلل من التعب، وتؤخر الى حد ما احتدام السرطان لدى المتقدمين بالسن”، وفق صحيفة O Globo البرازيلية. وقالت الصحيفة إن تقريرا صدر عن كلية الطب بجامعة سان باولو، أشار في 2017 الى ما ظهر من نتائج ايجابية بشأنها بعد اجراء تجارب علمية متنوعة عليها. كما في الغابات فراشات غريبة “تشرب دموع سلاحف” معروف نوعها للعلماء باسم Podocnemis unifilis المنتمي لفصيلة الطفاشيات ذوات النقط الصفراء.

ويخرج من الغابات الى العالم الكثير من المواد الغذائية الحرشية، وأهمها الفواكه الاستوائية المتنوعة والبالميتو والأدوية العشبية ومستحضرات التجميل النباتية الطبيعية، كما والجلود على أنواعها والخشب المستخرج من أشجار مسموح قطعها والحرف اليدوية والأحجار النادرة والزيوت وخشب الورد المستخرج منه جوهر العطور، اضافة الى أنواع عدة من الزيوت والمطاط الطبيعي لبعض الصناعات، كما وانزيمات جذوع الأشجار، الى جانب معظم ما يحتاجه علماء عدد كبير من العلوم لأبحاثهم وتجاربهم من مواد خام. الا أن أهم ما يخرج من تلك الغابات، الأكبر بمليون كيلومتر مربع من مساحة دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، هو طفح يجدد 20 % من الأوكسيجين بجو الأرض، وهذه وحدها تكفي.

لكل انسان 50 شجرة بالأمازون

في غابات الأمازون أكثر من مليونين و500 ألف نوع من الحشرات، اضافة الى 2200 نوع من الأسماك وحيوانات المياه العذبة، كما و420 نوعا من الثدييات، والعدد نفسه من البرمائيات، مع 120 نوعا من العصافير، و 370 من الزواحف. كما فيها 4 مليارات شجرة من 16 ألف نوع مختلف. ودلت بعض المؤشرات والأبحاث الأثرية والعلمية عموما، أن الانسان وصل الى تلك الغابات منذ 11 ألف و200 سنة تقريبا، وأنها بدأت بالظهور منذ 55 مليون عام، وأن رمالا تهب عليها مع الهواء من صحار أفريقيا، فتغذي ما فيها من معادن وتساعد على مزيد من التخصيب في الغابات 60 % من الغابات المحتلة معظم “حوض الأمازون” البالغة مساحته 6 ملايين و300 ألف كيلومتر مربع، أي 35.5 % من مساحة أميركا الجنوبية، هي أراض تابعة للبرازيل، تليها 13 % للبيرو، ثم 10 % لكولومبيا، ونسب أقل لفنزويلا والاكوادور وبوليفيا وغيانا وسورينام، اضافة الى “غيانا الفرنسية” التابعة كمحمية وراء البحار لفرنسا. الا أن كل انسان على الأرض يمكنه أن يقول أن له 50 شجرة في الغابات على الأقل.

الاسم أطلقه المستكشف الاسباني Francisco de Orellana بعد أن قاتل احدى قبائل المنطقة حين وصل اليها، ولاحظ أن نساءها يشاركن رجالها بالقتال، فتذكر أسطورة يونانية تتحدث عن Amazons أو “أمازونيات” مقاتلات، ولاحداهن تمثال حاليا في متحف Capitoline بروما، فسمى النهر “أمازون” الذي شمل فيما بعد الغابات التي لا تزال تعيش فيها 60 قبيلة بعزلة تامة عن العالم الخارجي. ثم أراد اكتشاف مصب النهر، فتتبعه حتى عثر عليه في نوفمبر 1546 عند المحيط الأطلسي، وهناك انقلبت سفينته وتعرض في الوقت نفسه لهجوم بسهام مسمومة، شنته قبيلة محلية، فقضى قتيلا بعمر 35 سنة قرب “الأمازون” الأكثر غزارة بالماء في العالم، والثاني طولا بعد النيل، وفق ما قرأت “العربية.نت” بسيرة النهر الذي تمكن انسان واحد من قطعه سباحة، هو السلوفيني Martin Strelالبالغ 55 حاليا، والوارد اسمه بكتاب “غينيس” للأرقام القياسية، فقد بدأ في أول شباط 2007 وبعد 66 يوما انتهى في 7 أيار من قطع 5268 كيلومترا.

المصدر: العربية – lebanon 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!