ليلة غنّى فيها “قمر جزين” ومرسيل خليفة… لأنك المطر غنتك عصافير الجنوب

 

ربما منذ أمد بعيد، لم تشهد عروس الاصطياف الجنوبي، جزين، زحفاً جنوبياً (غير سياسي) نحوها، فقط ليغني مع “القمر” الذي أطلق نوره فوق الحشد المحتشد، مرسيل خليفة وقصائد محمود درويش ومحمد العبدالله وغيرهما، حتى إذا أطلقت الفرقة ومرسيل، وفيها رامي عازفاً على البيانو، وبشار على الطبل، أنشودة الأناشيد الجنوبية “شدّوا الهمّة”، عصفت الحناجر معها وتمايلت الأجساد موجاً لا يهدأ، لتعلن الجماهير هناك، أن مرسيل خليفة صوتهم وموسيقاهم، فرحهم وثورتهم، والمقاومة وفلسطين، اللتان ما غابتا عن مجمل ما غنّى وعزف في ليلة من ليالي مهرجانات جزين 2019.

لم ينسَ مرسيل أن يذكّر الحشد، وبينه أبناء جزين وجوارها والفاعليات، أن الشاعر الكبير محمود درويش، حطّ مع ذويه ذات مرة من العام 1948، عام تهجير الفلسطينيين من أرضهم، في جزين وشاهد للمرة الأولى التفاح في الكروم، والثلج يغطي التلال، هذا قبل أن يعود إلى فلسطين.. كذلك لم ينسَ أن يذكّر أن “حليب رامي وبشار، حليب جزّيني”… وكان لا بدّ من تحية إلى أبناء الجنوب “الأوفياء على عهدهم وانتمائهم”…

كانت ليلة من ليالي مرسيل خليفة في “قلب الجنوب” شدّت الجماهير الجنوبية رحالها من كل حدب وصوب، زرافات ووحداناً، سيارات وباصات، لتكون مع مرسيل خليفة وأغنيته وموسيقاه، وظلّت مشدودة إليها، وغادرت وهي تتمنى المزيد المزيد… مرسيل خليفة: “لأنك المطر غنتك عصافير الجنوب”.

المصدر : هوا لبنان – كامل جابر

  

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى