زحلة تحتفل بيوم العرق اللبناني برعاية وحضور الرئيس عون وتنظيم وزارة الزراعة

افتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني”، الذي نظمته وزارة الزراعة في “بارك جوزف طعمة سكاف” بزحلة، بحضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وزير السياحة اواديس كيدانيان، وزير البيئة فادي جريصاتي، والنواب: جورج عقيص، سليم عون، ميشال ضاهر، ادي دمرجيان، قيصر معلوف، سيزار ابي خليل، نقولا صحناوي، هاكوب ترزيان، ادي معلوف، اسعد درغام، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، مطران زحلة للموارنة جوزف معوض، مطران زحلة للسريان الأرثوذكس مار يوستينوس بولس سفر، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، اضافة الى وزراء ونواب سابقين، وكبار موظفي الدولة، وقضاة، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، وشخصيات رسمية ودينية وعسكرية، وفاعليات المنطقة.
في مستهل الاحتفال، ألقى رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل أسعد زغيب كلمة قال فيها: “أبدأ كلمتي اليوم بعبارة “كاسكن”… كأس الاصالة والكرم والكرامة، كأس لبنان العظيم، كأس زحلة الابية، كأس شعب تاريخي فصلت الحياة على قياسه. كأس العرق الزحلاوي، وهو اساس العرق الذي بدأت قصته من خارج لبنان، ولفتت نصف العالم قبل ان تصل الى لبنان مع الجيش الانكشاري، الا ان العرق لم يكتسب مفهومه الحالي الا بعد ان تعمد في زحلة عام 1920، حين اخترع الزحلاوي خليل نحاس “العروس” وطور مفهوم “الكركي”. ومنذ ذلك الحين، اصبح العرق جزءا اساسيا من التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لزحلة، وبات الخبراء والباحثون يعرفون ان العرق زحلاوي من خلال رائحته وجودته، وتحولت زحلة الى البيئة الحاضنة لهذه الصناعة”.

أضاف: “مرافقة العرق ل”المازة” اللبنانية التي نشأت على ضفاف البردوني، جعلت من زحلة عاصمة عالمية للطعام اللبناني، وصنفت عام 2013 مدينة عالمية للتذوق، وانضمت الى شبكة “الاونيسكو” للدول المبدعة وسفيرة لبنان في العالم اجمع، سفيرة الاصالة والابداع والرقي وحسن الضيافة اللبنانية”.

وأشار إلى أن “زحلة التي تجمع الامجاد في تاريخها، تتوج نجاحاتها اليوم بحضور فخامة الرئيس ميشال عون”، قال: “إن حلوله اليوم بيننا هو بركة، ونحن نحتفل سويا للسنة الثانية على التوالي بيوم العرق اللبناني ويوم التذوق العالمي، وتنتظرنا ايضا سنوات من الاحتفالات والمهرجانات”.

أضاف: “نعمل في زحلة على تطوير ابداعاتنا، من خلال المحافظة على اصالتنا ومواكبة اساليب التطور التي شملت كل المجالات، ونعمل على تشجيع المبادرات الفردية الهادفة الى نشر التميز الزحلاوي بكل القطاعات. كما نعمل على خلق اجواء مناسبة للاستثمار. من هنا، ادعو الجميع الى المجيء الى زحلة والاستثمار في بيئتها النظيفة وجوها الآمن، فهي كانت وستبقى مدينة على قدر طموحاتنا، مدينة عالمية للسياحة والثقافة والابداع”.

وختم: “فخامة الرئيس، نشكر لكم حضوركم ورعايتكم واهتمامكم الدائم بزحلة وكل لبنان، كما دعمكم لاهلنا الزحلاويين. كما نشكر وزارة الخارجية والمغتربين ووزيرها النشيط معالي الصديق جبران باسيل لاهتمامه بالانتاج اللبناني ونشره في العالم، وبخاصة احتضانه للنبيذ والعرق والمونة وتعيينه لملحقين اقتصاديين في دول العالم. وشكر من القلب ايضا لوزارة الزراعة والمهندس لويس لحود وشركة LNE بشخص السيد غسان خوري لمشاركتها الفاعلة معنا، وكل من ساهم في إنجاح المهرجان، فلنرفع سويا كأس زحلة مدينة الشعر والخمر، وكأس لبنان بلد الكرامة والابداع”.

خوري
من جهته، ألقى رئيس جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية غسان الخوري كلمة قال فيها: “تأسست جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية LNE بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وبلورة الخيارات الاستراتيجية التي يملك لبنان قدرة تنافسية فيها: رصد الطاقات اللبنانية الوطنية، تفعيل الحركة التجارية، خلق فرص عمل، تنشيط الاقتصاد الوطني، ودعم وتسويق المنتجات اللبنانية، وهي تشكل اساس التعاون القائم بين LNE والقطاعين العام والخاص”.

بعدها، ألقى المدير العام لوزارة الزراعة كلمة شكر فيها “الرئيس عون على حضوره ورعايته هذه المناسبة”، وقال: “مرت سنتان ونيف على انتخابكم، وقد تميزت ولايتكم بإنجازات عدة على الصعد كافة، الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والامنية. وها انتم اليوم ترعون احتفالنا في عروس البقاع، زحلة، عاصمة الحضارة والشعر والخمر والرجولة والإباء، المزهوة بعراقة أهلها ونبل سكانها، وموقعها في قلب لبنان النابض دائما”.

أضاف: “فخامة الرئيس، في خطاب القسم، أشرتم إلى إطلاق نهضة اقتصادية ترتكز على التخطيط والتنسيق في ما بين الوزارات، وتعتمد خططا قطاعية، واننا – من حكمتكم في التعاطي مع الشأن الزراعي – نستمد هديا وإرشادا،. فالقطاع الزراعي في لبنان هو الركيزة الاساسية لترسيخ العلاقة بين الانسان والطبيعة والحد من النزوح والهجرة وتثبيت اللبناني في ارضه. ولذلك، ركزت وزارة الزراعة في محاورها الاستراتيجية على اولوية زراعة المعرفة والانتقال من مفهوم الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الانتاجي وتشجيع الاستثمار في المجال الزراعي. وفي هذا الاطار، نتوجه بالتحية الى معالي وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس للجهود التي يقوم بها من خلال سعيه إلى تنمية هذا القطاع في كل المناطق اللبنانية، كي يصبح شريكا أساسيا في ازدهار الاقتصاد الوطني. ونتوجه اليكم يا سيد العهد لمزيد من احتضانكم ورعايتكم لهذا القطاع، لان فيه لقمة خبز الشعب اللبناني الذي يتطلع شبابه الى عهدكم بأمل كبير بالمستقبل، كما يتطلع فيه المزارع اللبناني الى حماية انتاجه وتعبه ورزقه من آفة التهريب لانها اصبحت عبئا ثقيلا عليهم، والى اعادة تقييم الاتفاقيات مع كل الدول لحماية اكبر للانتاج المحلي”.

وتابع: “فخامة الرئيس، تسعى وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، الى فتح اسواق جديدة امام الانتاج اللبناني. ولقد بدأنا بعقد مذكرات تفاهم مع دول اوروبا الشرقية مثل هنغاريا وبولندا وصربيا وتشيكيا وبلغاريا، وسنتابع مع الدول الأخرى. ولا بد لنا أن نتوجه بالتحية الى معالي وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل، وقد عودنا، إضافة إلى مسؤولياته الكبيرة في وزارة الخارجية والمغتربين، على إهتمام لافت، ودعم كبير للقطاع الزراعي، وتسويق المنتجات الزراعية اللبنانية في الاسواق الخارجية ومتابعته الدقيقة لكل مراحل العمل مع البعثات والسفارات اللبنانية في كل أنحاء العالم. وسنطلق اليوم شعار: لتحافظ ع ارضك استهلك مونة لبنانية”.

وأردف: “فخامة الرئيس، بدأت وزارة الزراعة، مع وزارة الخارجية، في تسويق 25 منتجا من المونة اللبنانية: ماء ورد، ماء زهر، بن بزورات وبهارات، حلويات عربية، طحينة وحلاوة، اعشاب وبهارات، حمص بالطحينة وبابا غنوج، عسل، زيت زيتون، نبيذ، عرق، فريكة، زعتر وسماق، دبس رمان وخروب وعنب، خل التفاح، مخللات لبنة بالزيت، شرابات ومربيات، خبز وحلويات محضرة على شكل بودرة وصابون، وذلك من خلال تنظيم أيام المنتوجات الزراعية والمونة والمطبخ اللبناني في لبنان والخارج. واناشد كل لبناني في الاغتراب والانتشار التسويق لهذه المنتجات وأن يفتخر فيها لانها من تراث اجدادنا في لبنان وتساهم في المحافظة على اهلكم، فكل تسويق للمونة والمطبخ اللبناني هو دعم لقراكم وبلداتكم في لبنان”.

وقال: “أتوجه بالشكر من فخامتكم ومن دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري ومن مجلس الوزراء على ثقتكم بي من خلال قرار تفويضي صلاحيات قطاع النبيذ والعرق والمنتجات الكحولية الأخرى. وقد تنبهت وزارة الزراعة إلى أهمية قطاع النبيذ اللبناني لما له من أهمية إقتصادية وإجتماعية ووطنية، وقد أصبح سفيرا متألقا في كل الاسواق العالمية بعد فتح وزارة الزراعة أسواقا جديدة في الدول الأوروبية والأميركية من خلال تنظيمها أيام النبيذ اللبناني، وستواصل تسويقه في أسواق اسكندينافيا من خلال تنظيمها لأيام النبيذ في الدانمارك في تشرين الثاني المقبل. وسأعلن عن فتح أسواق الصين للنبيذ اللبناني وإطلاق وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الخارجية والمغتربين، برنامج سياحة النبيذ في لبنان”.

أضاف: “اليوم، تستضيف زحلة اليوم الثاني للعرق اللبناني، فالعرق وصناعته مرتبطان بذاكرة ابناء زحلة الذين يرددون نشيد: زحلة زحلة زحلتنا وشرب العرق عادتنا. فصناعة العرق قد اشتهرت بها زحلة لتنتقل من البيت الى الخمارات التي اشتهر البعض منها بالسبيرتو والبعض الآخر بخلطه مع اليانسون لتحويله عرقا، فأصبح العرق اللبناني عنصرا مزينا للمازة اللبنانية، أعلن اليوم ان وزارة الزراعة، وعلى غرار ما قامت به للنبيذ اللبناني، ستعمل على إعادة العرق اللبناني الى أمجاده في كل لبنان. وفي هذا الاطار، اشيد بمثابرة منتجي العرق اللبناني واحترامهم المواصفات واستثمارهم في هذا القطاع”.

وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: “بات للعرق يوم، كيف لا؟ وهو مشروبنا الوطني وأحد رموز لبنان. في الماضي، كان العرق يحل يوميا على طاولتنا، ويحن له المنتشر اللبناني، فهو جزء من تراثنا تناقلته الاجيال، وتنقلت الكركة من الاب الى الابن، فمن منا لم يسهر ليلا قرب كركة للعرق؟”.

أضاف: “العرق هو مشروب مشرقي بامتياز، فالعنب والخبرة من لبنان واليانسون من سوريا، والسر باليانسون الفاخر هو الذي يميزه عن غيره من المشروبات العالمية المشابهة. لقد
بات للعرق يوم، وسيكون له بيت في زحلة وفي بلدة عبرين، بفضل وزارة الزراعة وبفضل LNE، ونتيجة التعاون بين القطاعين العام والخاص وجمعيات المجتمع المدني، وهذا ما سيساعدنا الى الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج. ننتج ونستهلك من انتاجنا، ونصدره الى الخارج لادخال العملة الصعبة، بدلا من عدم الانتاج، والاستهلاك من انتاج غيرنا عبر الاستيراد، واخراج العملة الصعبة من لبنان، وهذا ما اوقعنا في عجز تجاري مخيف بلغ 17 مليار دولار، وأخرج الاموال الى الخارج، والتي لا تعوض عنها تحويلات المنتشرين اللبنانيين، ولا الودائع الآتية الينا”.

وتابع: “العرق هو المنتج المناسب للتصدير، وزحلة هي مدينة الانتاج، ومدينة الذوق والتذوق بحسب اليونيسكو، هي زهرة البقاع وعاصمة الانتاج الزراعي. ارتباط زحلة بالعرق جوهري قبل ارتباطها ب”مربى الاسودي”. وارتباط زحلة بالعرق تاريخي، وكلنا نعرف “توما” و”غنطوس وابو رعد”. وقبلهما، اول معملين في لبنان كانا لبطرس قازان ولأبي سعدى. كانوا يشترون كل عنب سوريا لأن عنب لبنان لم يكن يكفي”.

وأردف: “انتاج العرق في الثمانينات بلغ 25 مليون قنينة. واليوم، انخفض الى مليونين ونصف مليون قنينة، فهذا اليوم هو لاعادة مستوى الانتاج الى ما كان عليه في السابق، كي يكون الانتشار اللبناني سوقا لاستهلاك العرق، ويكون السوق اللبناني لاستهلاك العرق الداخلي، بما فيه الfusion عرق الذي بدأنا نسوق له. زحلة هي المكان، ومنطقة الكروم التي ينهشها الباطون بدلا من الدوالي التي استقت منها لقب وادي العرائش. ارضنا ليست للبيع والمضاربة العقارية، بل هي تربة ومزارع وانتاج، اذا عرفنا كيف نحسن النوعية والتسويق والبيع بأسعار جيدة”.

وفي الختام، قدم الوزير باسيل ومدير عام وزارة الزراعة هدايا تذكارية الى الرئيس عون من منتجات المونة اللبنانية والعرق.

الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى