مخيمات صيدا وصور تقاطع البضائع اللبنانية
في مشهد غير مسبوق، توحّد أهالي المخيمات والتجمعات الفلسطينية في الجنوب على الإضراب ومقاطعة البضائع اللبنانية احتجاجاً على قرار وزير العمل كميل بو سليمان فرض حيازة الفلسطينيين إجازة عمل. «يوم الغضب» لم يقتصر على نحو 170 ألف فلسطيني يعيشون بين صيدا وصور وساحل إقليم الخروب فحسب، بل طال اللبنانيين الذين لمسوا الثقل الفلسطيني في اقتصادهم.
منذ ساعات الفجر، أقفلت مداخل المخيمات الرئيسية في صور وصيدا بالإطارات المشتعلة، ونُفّذت وقفات حاشدة طالبت باستثناء الفلسطينيين من خطة وزارة العمل لـ«مكافحة» العمالة الأجنبية. التحركات الكبرى سجلت في صيدا، بوابة الجنوب، وعين الحلوة، عاصمة الشتات. على وقع هتاف «70 سنة لاجئ فجأة بتصير أجنبي» و«أنت ظالم يا وزير وقف كل الي عم يصير»، جابت مسيرات متتالية أرجاء المخيم، وسط إقفال تام للمحال. كذلك جابت مسيرة سيارة شوارع صيدا تضامناً مع اللاجئين.
التعبير الأبرز عن الرفض لم يكن بدخان الإطارات التي ملأت أجواء المخيمات، بل بإجراءات المقاطعة للبضائع اللبنانية. «الجوع ولا المذلة»، شعار رفعه ناشطون فلسطينيون لتشجيع أهالي المخيمات على التوقف عن شراء الخضر واللحوم والمواد الغذائية وسائر البضائع من الأسواق اللبنانية، بهدف الضغط اقتصادياً على الحكومة للتراجع عن القرار. غالبية الفلسطينيين لبّوا النداء، ما انعكس حركة خفيفة على الأسواق وخسائر بين التجار في «حسبة» الخضر في صيدا وصور، حيث تكدست البضائع. كذلك خسرت المسالخ عدداً كبيراً من زبائنها.
وفي إجراءات تصعيدية، انتشرت دعوات إلى الالتزام اليوم بالتوقف عن استخدام السيارات بهدف عدم شراء المحروقات من المحطات اللبنانية. دعوات المقاطعة وصلت إلى سجائر «سيدرز» وخط «فانات» صيدا ــ صور، حيث عدد كبير من سائقي الباصات العمومية من الفلسطينيين.