“حزب الله”.. بين التضامن مع الحلفاء وعدم الارتياح للخطاب الباسيلي

انفجر التأزم أمس بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر” على خلفية زيارة قضاء عالية من قبل الوزير جبران باسيل ومواقفه، فخلف شهيدين من “الحزب الديمقراطي” وجرحى من الديمقراطي و”التقدمي الاشتراكي”، علما ان الكثير من المراقبين اعتبر أنه لا يجب ان يوضع كلام باسيل في خانة تبرير ما ارتكب في الجبل أمس.

وواضح أن الاشتباك السياسي بين العونيين والاشتراكيين على أشده، وليس وليدة الساعة، فالنائب السابق وليد جنبلاط الذي أفقدته انتخابات ايار العام 2018 الآحادية التمثيلية يشعر أن هناك تكتلات سياسية مدعومة من أطراف محلية وخارجية تعمل على محاصرته، ويرى أن التسوية السياسية سطرت معالم تحكم رئيس تكتل لبنان القوي الوزير باسيل بالبلد من دون أن يردعه أحد، وهذا بحد ذاته محاولة للاخلال بالتوازنات القائمة والشروع نحو تكريس الثنائيات السياسية التي تضرب وثيقة الوفاق الوطني، علماً أن أصوات كثيرة علت في الآونة الأخيرة من حلفاء التيار البرتقالي قبل خصومه وحتى من داخل القاعدة العونية، ضد أداء الوزير البتروني على قاعدة أنه أصبح يشكل عبئا على العهد ويهدده ويسيء إليه.

أعادت حادثة قبرشمون أمس الفرز السياسي القائم. فحزب الله تضامن بشكل كامل وصريح مع النائب طلال أرسلان والوزير صالح الغريب، ولعل مقدمتي نشرتي أخبار “المنار” و”النور” مساء أمس كانتا أصدق تعبير عن انزعاج حارة حريك من المختارة، وهذا يدل على أن العلاقة بينهما ليست سوية على الإطلاق وأن الإشكال لم يحل رغم الاتصالات التي جرت في الفترة الماضية. ومرد التوتر انزعاج حزب الله من مواقف بيك المختارة من سوريا وايران ومن تشكيكه بلبنانية مزارع شبعا، علما أن الاخير لا يزال يحيد المقاومة بالمباشر عن اي انتقاد، هذا فضلاً عن افتعاله مشكلة حول ترخيص معمل الاسمنت في بلدة عين دارة ومسه عن سابق اصرار وتصميم بقرار وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن وتعمده التشويش على زيارة وزير الصحة العامة جميل جبق الى راشيا وحاصبيا قبل حدوثها وبعد ذلك.

بالنسبة لحزب الله، وفق مصادر مقربة منه لـ”لبنان24″، فإن “الجبل ليس محمية سياسية فهو منطقة كسائر المناطق اللبنانية الاخرى يحق الجميع زيارتها من دون طلب الاذن، ولذلك فإن اقفال الطرقات بأساليب وبذرائع مختلفة اعتراضا على زيارة وزير، لا يعد تصرفا حكيماً وسليما. فما جرى كان أشبه بعراضة بالنار معدة سلفا استُحضرت خلالها إحدى الأدوات القليلة المتبقية من الحرب وهي لغة الإرعاب للاخر، وهذا لا يليق بالنائب جنبلاط على وجه التحديد، خاصة وانه لا يزال يرفع راية المصالحة والتمسك بها وحمايتها”.

وإذا كان حزب الله يؤكد أهمية التنوع داخل الطوائف كما تقول المصادر، فإن مسارعة وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي إلى دارة النائب أرسلان في خلدة، تحمل موقفاً سياسياَ تضامنياَ مع المير. فمسؤول حزب الله كان دقيقاً في انتقاء مصطلحاته التي ركزت على أن زمن الميليشيات قد ولى، وأن العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة، موجها أصابع الاتهام بطريقة غير مباشرة إلى الاشتراكي، بمحاولة قتل وزير، عندما قال “أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، من جراء ما حصل”.

ومع ذلك، فإن حزب الله في الوقت عينه ليس مرتاحاَ لخطاب باسيل، رغم أنه لم يرصد لمسؤوليه على مستوى القيادة ووزرائه ونوابه أي انجرار لسجال معه، فهناك قرار من رأس الهرم بعدم التعرض للوزير البرتقالي، واحترام وثيقة مار مخايل؛ واتفاق على معالجة التباينات والخلافات بعيداً عن الإعلام؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية الوظائف المتعلقة بالناجحين بمباراة مجلس الخدمة المدنية، المجمدة بقرار من رئيس التيار الوطني الحر والذي على صعيد آخر، يقارب ملف الجامعة اللبنانية بطريقة لا تريح الثنائي الشيعي، علمأ أن المقربين من حزب الله، يرون في المواقف الباسيلي استفزازاَ للساحة السنية والبيئتين الشيعية الدرزية وحتى المسيحية (القوات والمردة والكتائب) ولها محاذيرها على المستويين السياسي والشعبي ويؤكدون أن ما حصل في الجبل كان يمكن أن يحصل في زغرتا وبشري وحتى في بعلبك.

وعليه، فإن تفاهم حزب الله والرئيس ميشال عون ثابت ومتين وراسخ وعصي عن الاهتزاز، تقول المصادر نفسها، ومن الطبيعي أن تكون علاقته جيدة، مع باسيل(منسق العلاقة مع العهد)، مع إشارتها إلى أن حركة الأخير وإدارته لخطابه السياسي ومصطلحاته التي يصفها البعض بالعنصرية، فضلاً عن طريقة تعاطيه مع القوى السياسية لا يتدخل بها لا من قريب ولا من بعيد .

المصدر:  لبنان 24 – هتاف دهام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!