حفل لمناسبة عيد الام لسيدات المحبة في مكتب النائب أنور الخليل
حفل لمناسبة عيد الام لسيدات المحبة في مكتب النائب أنور الخليل
خاص : صدى وادي التيم الاخباري
احيت سيدات المحبة في مكتب النائب انور محمد الخليل احتفالاً نسائيا جماهرياً حاشداً بمناسبة عيد الام ، بحضور المرشح عن المقعد الدرزي في دائرة الجنوب الثالثة قضاء حاصبيا مرجعيون لائحة الامل و الوفاء النائب انور محمد الخليل و حرمه السيدة ليلى الاطرش الخليل.
قدمت الحفل السيدة وسام ابو دهن كما و تخلل الاحتفال وقفة غنائية قدمتها الشاعرة ليديا كنعان . ختم الاحتفال الفنان خالد العبدلله و فرقته الموسيقية بوصلة فنية جامعة وتخللها تفاعل مباشر من الحاضرين.
القت السيدة ليلى الاطرش الخليل كلمة بالمناسبة جاء فيها:
“كم هو جميلٌ ثوبُكَ أيها الربيع! تلبَسُهُ في الثامِن وِالتاسعِ من آذارَ، وفي الواحدِ والعشرينَ والثاني والعشرينَ منهُ، وفي كلِّ يومٍ قادمٍ بإذنِ الله… معًا سنهزمُ البردَ الذي في الطبيعةِ وصقيعَ الروح.
اليومَ يا حاصبيّا في بيتِنا العيدُ! فألفُ سلامٍ لك أيّتها الأمُ ، لحُضنِكِ الدافئِ، حمَيْتِ فيه طفولتَنا وضِعفَنا. وتحيةٌ إلى يديكِ يا أمّي بهِما غسلتِ وجهي وأنا صغيرٌ آلافَ المرّاتِ وما مللتِ، مشطتِّ شعري وما كلَلتِ، وسوّيتِ ما تهدّمَ بي من الخوفِ والحاجةِ بيديكِ المتشققتينِ بردًا وشقاء.
تحيةً الى عينَيْ أمّي اللتينِ عندما كانتا تضحكانِ ، كانت ثمّةَ دموعٌ تجولُ وتسقطُ ممزوجةً بفرحٍ ملائكيّ عجيب .
للامهات في عيدِهُنّ ألفُ تحيّةٍ وحبٍّ وتذكيرٍ بمشروعِ قضية، إنّها قضيّةُ الوفاءِ. فعندما يقفُ الرجلُ القويُّ أمامَ الامتحانِ الصعبِ، يتذكّرُ أمَّهُ، وعندما يجتازُ الإمتحانَ الصعبَ، يتذكرُ تربيتَهُ فيعتزُ بها ويفخرُ. كيف لا، والزمنُ أكبرُ الإمتحاناتِ، فإمّا أن نتقدّمَ إليهِ بحنوٍّ ورأفةٍ ورحمةٍ، أو بجبروتٍ وادّعاءٍ ورياء!
وإذ نكرمُ الأمَ اليومَ، نكونُ قد كرّمنا بذلكَ أنفسَنا، فالأمُّ قَيْمِيَةٌ معنويّة منها اكتسبنا واقتبسنا مفاهيمَنا القيَمةَ!
يومُ عيدِ الأمِّ يومٌ غريبٌ في مذاقِه، سحريٍّ في دقائقِهِ وساعاتِهِ، إنّهُ يومٌ لِ”ست الحبايب” ، نكرِّمُها بما نقدرُ عليه من الشكرِ الذي علّمتنَا إيّاهُ، ونشكرُهَا، كلٌّ منَّا على طريقتِهِ، أوليسَت هي صانعةُ الرجالِ في قراراتِهم؟ وصانعةُ الحضارةِ من حيثُ لا ندري!؟
لم يكنِ الرابطُ يومًا بينَ الأمِ وولدِها رابطَ حاجةٍ ورعايةٍ فحسبُ، بل تحلُّ محلَّها حاجةٌ نفسيَّةٌ لذلك الحنانِ الذي إن فقدَهُ الإنسانُ فسيستمرُّ في البحثِ عنه حتى آخرِ رمقٍ في حياته.
لقد كرّرَ الناسُ لسنواتٍ خَلَت، ولا زالوا يكرّرونَ مع أحمدَ شوقي:
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعدَدتَها أعدَدتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ
فإذا بها مدرسةٌ هي كلّ شيءٍ فيها ، هي المعلّمةُ وموادُّ التعليمِ، ووسائلُهُ . تَراها تجوبُ في وجهِ ولدِها ، وشَعْرِهِ وثيابِهِ وتفكيرِهِ ،تَراها تضجُّ بالحياة ، تمنحُها له وكلّما مرّت إلى جانبِ روحِهِ كلّمتهُ عن الحبِّ والحريّة. فالحبُّ لا يأتي من فراغٍ، والحرّيّة لا تستقيمُ بِلا وعيٍ.
سلامٌ على الأمهاتِ المِعطاءاتِ في عيدهنَّ، وسلامٌ على العيدِ عندما يحمِلُ اسمَ الأمِّ. وأقولُ لهنّ: ما من أمٍّ جميلةٍ وأمٍّ غيرَ جميلةٍ ، بل هناك أمُّ أجملَ من أمٍّ ، تماما كجمال البحرٍ والنهرِ والساقيةِ وما بينها من فوارقِ العطاء.
مباركٌ من اللهِ عيدكنّ أيّتها الأمهاتُ الفاضلاتُ، ورحمَ اللهُ اللواتي غادرنَ بائسات كنَّ أَم أميرات.
ألا يا نسائمَ الربيعِ العابقِ بالعطرِ، الجاريةِ على مساكبِ الزنبقِ والبنفسجِ وشجرِ الغارِ والعَرارِ ،المارّةِ على العشبِ الحريرِ، ألا أَخبري أمّي أنّني لا بُدَّ ألقى طيفَهَا وتفتحُ ذراعيها لاحتضاني، فأنا ما شبعتُ من غمرتِهَا ،ولا ملَلتُ رائحةَ منديلِها، ولا ضحكتَها، هيهاتِ، فأنا ما عرَفتُ أجملَ من حنوِّها ، ولا ألطفَ من ابتسامتِها، ولا أعذبَ من صوتِها !
عيدٌ سعيدٌ…كنَّ بخيرٍ لنَكُن بألفِ خير.”