“حزب الله”ـ إسرائيل.. من يُطلق الرصاصة الأولى؟

بدأت الرسائل التحذيرية بين “حزب الله” واسرائيل، تأخذ مداها في الأيام الأخيرة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. فعلى خلفيّة عمليات التسلّح والإستعدادات المتواصلة لأي موقعة مُحتملة بين الطرفين خصوصاً في ظل تنامي المخاوف من إنسحاب ملف الترسيم البحري على أجواء الإحتقان المتزايد بينهما، أطلقت إسرائيل جملة تهديدات من نوع “تكبيد “الحزب” هزيمة ساحقة”. هذا التحذير رد عليه الشيخ نعيم قاسم بأن “تهديدات اسرائيل وأميركا لن تخيف شعب المقاومة بل على العكس ستزيده قوة وصلابة وعزم”.

بموازاة التحركات الميدانية والإستنفارات العسكرية على الجبهات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وعلى ضفّة الترقب والحذر الذي من تنامي قدرات “حزب الله” الصاروخية وسعيه الدائم لاحتلال منقطة الجليل، تواصل التحذير الإسرائيلي لـ”الحزب” بـ”زالة تهديد منظوماته الصواريخة أرض- جو الدفاعية روسية الصنع من طراز “إس 300″، وتكبيده هظيمة ساحقة في حال حاول دخول الجليل”.

من موضوع “الأنفاق” وماسبقه من دراسات استراتيجية أكدت خلالها إسرائيل التطور الملحوظ لجهة تسلح “حزب الله” وما حمى منذ فترة وجيزة عن تحركات قرب الجولان من بينها إنشاء وحدة سريّة لـ”الحزب” في إحدى المناطق الميحطة به هدفها مراقبة التحركات الإسرائيلية، يشتد السؤال هذه الفترة حول فرضية اتجاه المنطقة إلى الحرب في المدى المنظور، بالإضافة إلى تحديد مناطق المواجهة التي يُمكن أن تندلع فيها خصوصاً وأن الطرفين (حزب الله وإسرائيل)، يؤكدان في تصاريحهما الموجّهة، أن الحرب لن تكون نزهة ولا تُشبه بأي شكل من الأشكال، أي من المعارك السابقة.

في السياق يبرز سؤال في غاية الأهمية، يتعلق بالإستراتيجية التي سيعتمدها الطرفان خلال الحرب المتوقعة؟. مصادر عسكرية مقربة من “حزب الله” لـ “اي نيوز” إلى أن هناك خيارات كبيرة يُمكن ان يلجأ اليها محور “المقاومة”. مقاومة الاقتصاد أولاً، وثم المقاومة النارية الى حين رد العدو عن الداخل فقط، أو المقاومة لرد الحصار والدخول في المواجهة الشاملة إذا فّرضت. وبكل تأكيد فإن اللجوء الى الحرب المفتوحة، لكن يكون على الإطلاق بمبادرة من محور المقاومة المعتمد لاستراتيجية دفاعية”.

وتقول: “لا يوجد في الأفق ما يدل على حرب أو احتمال اطلاق أولى شرارتها، أقله من طرف محور “المقاومة”. لكن هذا الكلام لا يُلغي على الإطلاق وجود توجه عام لدى “حزب الله” بالرد على أي عملية حصار يُمكن أن تتعرض له المقاومة. لكن نوعية هذا الحصار وأهميته، تبقى مرهونة وفقاً لقراءة “الحزب” إن لجهة التوقيت أو الوسيلة بما يناسب قدرته وإمكانياته، بالإضافة إلى وضعية عدوه وأفق خياراته”.

من جهتها تستعد إسرائيل لأي حرب مُرتقبة مع “حزب الله” على الحدود الشمالية منذ فترة. هذا ما تكشفه المناورات المكثفة التي تُجريها في مزارع شبعا بين الحين والاخر أو على طول الحدود مع لبنانن لا سيّما تلك الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ اسبوعين تقريباً والتي صُنّفت على أنها الأضخم منذ عشرين عاماً. وقد اعتبرت التحليلات الإستراتيجية داخل إسرائيل، أن سيناريو المناورة الاخيرة، يتطابق مع التحضير لعملية غزو بريّة للأراضي اللبنانية، وسط قناعة إسرائيلية تامة أن أمن إسرائيل بخطر مقارنة مع التطور اللافت في ترسانة حزب الله.

وبالعودة إلى كلام الشيخ نعيم قاسم، فقد برز استعادة الحديث عن ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، من بوّابة أن “المقاومة لن تتخلى عنها”، ردت مصادر “القوّات اللبنانية” على هذا الكلام، عبر “اي نيوز” أن “الحزب يستخدم هذا العنوان فقط من باب المراوغة، لكن في الواقع فهو لم يركن ولو لمرة إلى خيار الدولة أو الشعب”. وسألت المصادر: “هل يعني حزب الله بهذه الإستراتيجية أن قرار الحرب سيكون بيد هذه “الثلاثية”، أم ان الحرب ستُفرض علينا كما فُرضت في العام 2006 ومن بعدها سيدعونا الحزب إلى “وليمة” الحرب؟”.

وختمت المصادر: “نرجو أن لا يورطنا “حزب الله” بحرب لا قدرة لنا على تحمّل تبعاتها ولا نتائجها. وهنا يكمن دور الدولة بتأكيد حضورها وتفعيله على اساحة الداخلية وعند الحدود سواء مع اسرائيل أو من الجهة السورية”.

المصدر: اي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!