تطور خطير بعد الأزمة.. لماذا هبطت طائرتان روسيتان بـ100 عسكري في فنزويلا؟!
في أول تطور للازمة التي تشهدها البلاد منذ تنصيب رئيس الجمعية الوطنيةوزعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه قائماً بأعمال الرئيس، ورفض الرئيس نيكولاس مادورو التنحي، هبطت في العاصمة الفنزويلية كراكاس طائرتان روسيتان تنقلان نحو 100 عسكري و35 طناً من العتاد.
فما هي القصة هناك؟ وما هو دور موسكو وواشنطن؟ وما تأثير ذلك كله على الشعب في فنزويلا؟
في هذا الصدد، نشرت “عربي بوست” تقريراً عن “أسباب الأزمة السياسية الحالية في فنزويلا”، مشيرة الى انها “اقتصادية بامتياز”، لافتة الى انه “رغم أن فنزويلاكانت تعتبر واحدة من أغنى الاقتصاديات في أميركا اللاتينية، بفضل احتياطاتها النفطية التي يقال إنها الأكبر في العالم. ولكن الفساد وسوء الإدارة وتراكم الديون الخارجية أثناء حكم الرئيس الراحل هوغو تشافيز ومن بعده نيكولاس مادورو الذي تولى السلطة عام 2013، أدت لانهيار الاقتصاد في البلاد”.
معدلات تضخم كارثية وانهيار الاقتصاد
فبحسب دراسة أعدها المجلس الوطني الذي تسيطر عليه المعارضة، وصلت نسبة التضخم السنوي 1,300,000 % في الأشهر الـ12 التي سبقت تشرين الثاني 2018، بحسب تقرير للـ”BBC“. وبحلول نهاية العام الماضي، كانت أسعار السلع تتضاعف كل 19 يوماً بالمعدل، مما ترك العديد من الفنزويليين يعانون للحصول على السلع الأساسية كالغذاء والمواد الصحية. كما انهارت قيمة العملة المحلية (البوليفار) مقابل الدولار الأمريكي.
مادورو الروسي وغوايدو الأميركي
نيكولاس مادورو هو الرئيس الحالي وكان يشغل منصب نائب الرئيس قبل وفاة تشافيز في 2013، وتم انتخابه رئيساً للمرة الثانية في الانتخابات التي أجريت في مايو 2018 وقاطعتها أحزاب المعارضة. مادورو أعلن أنه سيبدأ فترته الثانية في العاشر من كانون الثاني الماضي وبعدها بأسبوعين قضت الجمعية الوطنية ببطلان انتخابات الرئاسة معلنةً تولّي رئيسها غوايدو رئاسة البلاد.
وكان أول المعترفين بغوايدو رئيساً للبلاد هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكتب على تويتر: “لقد عانى شعب فنزويلا طويلاً على أيدي نظام الرئيس غير الشرعي مادورو واليوم اعترفت رسمياً برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو كرئيس مؤقت للبلاد”.
مادورو – الذي كان يردد دائماً أن أميركا تحاول إزاحته من السلطة – ردّ بشكل سريع بقطع العلاقات مع واشنطن وأمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة فنزويلا.
دعم روسي غير مشروط
وداخلياً أصبح النظام الحاكم ومسؤولوه والجيش في صف مادورو وأقسموا على الدفاع عن الرئيس ضد “المحاولات الاستعمارية”. وأعلنت روسيا دعمها غير المشروط لمادورو. وتزامن وصول الطائرتين الروسيتين مع دعوة غوايدو الأحد لمسانديه من المعارضة بالاستعداد للسيطرة على السلطة في البلاد، حيث إن موسكو الداعمة لمادورو قد أكدت من قبل أنها “لن تسمح بالانقلاب على السلطة بدعم من واشنطن”. وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، فإن “هذه الرحلات ليست مستغربة”، مضيفة أن الجنرال فاسيلي تونكوشكوروف قائد القوات البرية الروسية يقود بنفسه العسكريين الذين وصلوا كاراكاس.
تنسيق عسكري وتواجد للحماية
وصول قائد القوات البرية الروسية إلى فنزويلا يأتي بعد ثلاثة أشهر من المناورات العسكرية بين قوات من البلدين في فنزويلا والتي وصفتها واشنطن بأنها “تسلل روسي إلى المنطقة”، بحسب موقع صحيفة موسكو تايمز الروسية.
يشار الى أن دوافع موسكو وراء دعم مادورو ومن قبله شافيز ليست سرية، فمن الناحية السياسية ولو رمزياً يمثل الوجود الروسي هناك شوكة في ظهر واشنطن، لكن أيضا من الناحية الاقتصادية أنفقت موسكو مليارات الدولارات في صورة قروض وأسلحة لنظام مادورو وسوف تخسر كل ذلك حال سقوط نظامه. في الوقت ذاته وفي ضوء مساندة الجيش حتى الآن لمادورو، تقول التقارير الواردة من موسكو إنها مستعدة لمواصلة وزيادة دعمها للنظام الحالي، بحسب تقرير للـ”BBC“.
وأفاد التقرير ذاته بوجود مرتزقة روس يتولون حماية مادورو دون تحديد أعدادهم ولا أماكن تواجدهم بالتحديد.