إسرائيل” على شفير حرب متزامنة مع حماس وحزب الله وسوريا وإيران
ردّت “إسرائيل” على صواريخ حركة حماس التي استهدفت تل أبيب للمرة الأولى منذ العام 2014، وقامت بشنّ ضربات جوية. وكاد هذا التبادل في القصف والضربات الجويّة، أن يقود “إسرائيل” إلى حرب أخرى مع حماس أقرب ممّا هو متصور حتى الآن.
وتبدو “إسرائيل” أيضاً على شفير الحرب مع حزب الله وسورية وإيران، وبخاصّة في ضوء اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من نيسان/أبريل القادم.
لا يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يسمح بأن يبدو ضعيفاً إذا سقط المزيد من الصواريخ على تل أبيب، لأنَّ ذلك سيجعله يخسر الكثير من أصوات الناخبين خلال الانتخابات حامية الوطيس. ولكن ينبغي على نتنياهو أخذ الحيطة والحذر، لأن أي ضربة إسرائيلية عسكرية من العيار الثقيل يمكن لها أن تشعل شرارة صراع كبير على مستوى الإقليم.
يدرك الجميع، وببساطة، أن “إسرائيل” لن تتساهل مع إطلاق الصواريخ على تل أبيب. ومن المفيد التذكير هنا بما جرى الخميس الماضي بالإشارة إلى تعليق صحيفة الـ “جوراسليم” بوست بأن تفعيل القبة الحديدية لم يمنع سقوط الصاروخيين اللذين تم إطلاقهما من قطاع غزة.
وإذا توقفت حماس عن إطلاق المزيد من الصواريخ فلربما يكون الأمر بحكم المنتهي. ولكن مع حماس، لا يمكن توقع أنها ستتوقف عن إطلاق الصواريخ.
وفي غضون ذلك، تقف “إسرائيل” على شفير الحرب مع حزب الله في الشمال، حيث تم خلال الأيام الماضية تدمير خمسة أنفاق ضخمة يمكنها نقل عتاد عسكريّ ثقيل للحزب إلى شمال “إسرائيل”، وفي وقت لايزال فيه أيضاً الكثير من هذه الأنفاق.
هذا، وللمرة الأولى منذ العام 1973، يواجه الجيش الإسرائيلي مخاطر مواجهة توغّل كبير إلى داخل “إسرائيل”، بعد أن تحول حزب الله، وبعد سنوات من قتاله، إلى جانب القوات الروسية والإيرانية في سورية، إلى قوة عسكرية منيعة تستطيع شنّ مثل هذا الهجوم بتنسيق مع قصف مدفعيّ وحتى بالتنسيق مع الدبابات والطائرات المُسيّرة.
تستمر قيادة حزب الله بتهديد “إسرائيل” بحرب جديدة. وتشير التقديرات إلى أنها قامت ببناء ترسانة تتألف من نحو 150 ألف صاروخ لذلك. تعادل مساحة “إسرائيل” مساحة ولاية نيو جيرسي الأمريكية. تخيل لو تم إطلاق هذا الكم من الصواريخ فجأة على مدن وقرى نيو جيرسي كي تدرك حجم ما ستواجه “إسرائيل”.
بالطبع الجيش الإسرائيليّ أكثر تفوقاً مقارنةً مع قوات حزب الله، ولكن ستواجه “إسرائيل” تحدياً حقيقا إذا كانت ستقاتل في وقت متزامن ضد حماس وحزب الله.
وفي سورية، هدد الرئيس بشار الأسد بمهاجمة “إسرائيل” إذا لم تغادر مرتفعات الجولان، ذلك إشارة إلى تصريحات نائب وزير الخارجية فيصل مقداد مؤخراً.
هل تستطيع أن تتخيل حجم التوتر الذي يعيشه نتنياهو الآن، إذ تقترب الانتخابات وهو يصارع من أجل حياته السياسية؛ بينما يحضّر جيران “إسرائيل” للحرب ضدها.
وكذلك تقف إيران على استعداد للقتال ضد “إسرائيل”، وبالإشارة إلى تصريحات نائب قائد الحرس الثوريّ الإيراني العميد حسين سلامي الأخيرة، والتي هدد من خلالها بإزالة “إسرائيل” من الخارطة. مع العلم بأن نتنياهو بدوره يتوقع مثل هذه المواجهة مع إيران، حيث دعا في مقابلة له مؤخراً مع محطة NBC إلى فعل مشترك بالتنسيق مع بعض دول الخليج لـ “حرب مع إيران”.
واختتم الكاتب بالقول «إننا نقترب الآن أكثر من أي وقت مضى من حرب كبيرة في الشرق الأوسط، والتي طالما حذرت منها. ولكن دعونا نأمل بالسلام والذي طالما بدا مؤقتاً في هذه المنطقة. ولا يمكن لأي شيء أن يوقف التزام حماس وحزب الله وإيران بتدمير إسرائيل كليّاً. والحرب قادمة عند نقطة ما، وستكون حرباً دمويّةً».
مداد – مركز دمشق للابحاث والدراسات