معركة جوية سريعة وكثيفة تنتظر لبنان وسوريا.. الحرب أواخر الربيع؟

قبل أسابيع قليلة، عاد الحديث إلى الصالونات السياسية عن حرب إسرائيلية محتملة على لبنان، إستند فيها البعض على اللهجة الأميركية الحازمة بتوجيه الطلبات والإنذارات والملاحظات بعيداً عن الأسلوب الأميركي الديبلوماسي المعتاد، إذ يعتمد كل زوار لبنان وسفيرة واشنطن في بيروت على بيانات مكتوبة لا تحتمل أي تأويل، فيما ربط البعض الآخر توقعات الحرب، بالوضع الداخلي لرئيس وزراء العدو بينيامين نتنياهو، الذي يعاني من مأزق إتهامه بالفساد، غير أن إستطلاعات الرأي في إسرائيل أظهرت بالأمس أن حظوظ نتنياهو في تشكيل تحالف لتأليف الحكومة المقبلة ما زالت عالية.

إضافة إلى التحليلات السابقة، هناك من يبني مواقفه على معطيات ميدانية توحي بأن الحرب مقبلة خلال أشهر.

وتتحدث مصادر مطلعة أن التحركات الميدانية الحاصلة في الجانب الإسرائيلي ومن جانب “حزب الله” توحي بتحضيرات كبيرة وجدية، غير أن هذه التحضيرات لا تعني  بالضرورة حصول الحرب، لكنها تؤكد إستعداد الطرفين لها، وقد تدخل في إطار توازن الرعب.

وتعتبر المصادر أن إسرائيل فقدت القدرة على المبادرة الإستراتيجية، أي القدرة على بدء حرب شاملة، تشارك فيها القوات البرية والجوية والبحرية بهدف إنهاء وجود مسلح أو هزيمة بلد معادي لها بشكل كامل، لذلك من المتوقع، قيام إسرائيل بضربة يمكن وصفها بالأكبر من معركة وأصغر من حرب، ضدّ “حزب الله” وإيران في لبنان وسوريا.

ووفق المصادر فإنه من المتوقع أن تكون الضربة الجوية سريعة جداً لا تستمر لأكثر من 36 ساعة، وكثيفة جداً يشارك فيها عدد كبير من الطائرات، إضافة إلى القصف الصاروخي الكثيف. وتستهدف هذه الضربة قدرة “حزب الله” الصاروخية الدقيقة والبعيدة المدى بهدف ضرب التوازن الإستراتيجي الذي خلقته هذه الأسلحة.

نتيجة هذه المعطيات، تؤكد المصادر أن “حزب الله” يقوم بنشاط وجهد أمنيين وعسكريين كبيرين، من دون أن يصل إلى حدّ الإستنفار العام الذي وصل إليه قبل نحو عام، لكن هذا النشاط يشمل عمليات نقل مقاتلين من سوريا إلى لبنان.

وتلفت المصادر إلى أن الضربة تهدف إلى إشغال وإضعاف محور “إيران – سوريا – “حزب الله” كي لا يستطيع “تقريش” إنتصاراته في سوريا، ولتجنب أي تحركات شعبية وإعلامية وحتى عسكرية لعرقلة صفقة القرن التي ستصبح أولوية دبلوماسية أميركية بعد الإنتخابات الإسرائيلية.

غير أن أوساطاً أخرى تعتبر أن الحديث عن الحرب لا يمكن إستبعاده في أي وقت، لكن كل المعطيات توحي بأن لا حرب قريبة لا على لبنان ولا على سوريا، لا هذه السنة ولا خلال السنوات القليلة المقبلة.

وتعتبر الأوساط أن تل أبيب لن تقدم على أي عمل عسكري ما دامت لا تملك يقيناً بالنصر الحاسم.

وترى الأوساط أن إسرائيل لا تضمن في حال قامت بأي عملية عسكرية متوسطة الحجم عدم تدحرج الأمور إلى حرب شاملة في المنطقة، خصوصاً في ظل تهديدات الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله” وتأكيده أن الحزب سيرد حتماً على أي إستهداف له، وتالياً فإن ضبط ما تسميه تل أبيب بالمعركة بين الحروب، أو بالضربة التي تتخطى المعركة ولا تصل إلى الحرب، ليس مضموناً.

علي منتش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!