6 سنوات على اختطاف المصور اللبناني سمير كساب لدى داعش ووالدته متمسكة بحدسها: أؤمن بأنه ما زال حيا
مع انطلاق الحملة العسكرية لتحرير آخر النقاط التي يتحصّن فيها تنظيم “داعش” شرق سوريا، تنتظر عائلات آلاف الأسرى والمخفيين كشف مصير أبنائهم الذين خطفهم التنظيم قبل معركة كوباني عام 2014 وبعدها.
وكما أُسر العديد من المخطوفين، تنتظر عائلة المصوّر اللبناني سمير كساب ابن بلدة حردين شمال لبنان، كشف مصير ابنها المخطوف في سوريا منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2013 من دون ورود معلومات حتى الآن تُحدد مكانه.
وتتمسك أمه بما “يمليه عليها قلبها” الجريح، فقد أكدت في مقابلات سابقة أنها تؤمن بأن ابنها حي، وأنها تنتظره.
ترجيح تواجده في الباغوز
ففي حديث لـ”العربية.نت”، أكد جورج، شقيق المصوّر سمير كساب، “أن لا معلومات جديدة عن سمير باستثناء التقارير الإعلامية الأخيرة التي نقلت عن شاهد عيان قوله إن سمير كان منذ قرابة العام والنصف مسجوناً في منطقة الطبقة (شمال سوريا) قبل أن يُنقل إلى دير الزور”، وعند هذه المعلومات انقطعت الأخبار عنه.
وأضاف: “نعتمد على المنطق في ملاحقة تعقّبات التحالف الدولي ضد داعش ومحاصرته من منطقة إلى أخرى. فسمير ورفيقاه كانوا في البداية في حلب ثم تم نقلهم إلى الرقة وبعدها إلى منطقة الطبقة، وبحسب هذا التنقّل الجغرافي فإن المنطق يقودنا إلى تحديد مكانه الآن وهو الجيب الأخير الذي يُحاصر فيه تنظيم “داعش”.
ومُني التنظيم الذي أعلن في عام 2014 السيطرة على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، وتفاقمت تلك الخسائر في الأشهر الأخيرة الماضية.
وبات في الوقت الراهن محاصراً في نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي حيث تشنّ “قوات سوريا الديمقراطية” هجوماً ضده منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ولا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية مترامية المساحة، بينما تنفذ “خلايا نائمة” تابعة له هجمات دامية في المناطق التي تم طرده منها.
وخُطف كساب من قبل جهات مجهولة في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2013، في سوريا، ويعتقد أن “داعش” مسؤول عن عملية اختطافه مع فريق عمل شبكة “سكاي نيوز” الذي يضم الصحافي الموريتاني إسحاق ولد مختار، والسائق السوري عدنان عجاج.
وفي وقت تقترب فيه “قسد”، المدعومة من الولايات المتحدة، من القضاء على آخر معقل للتنظيم على الإطلاق في سوريا، أشار مصدر أمني في وحدات مكافحة الإرهاب YAT التي تتبع للإدارة “الكُردية” في شمال وشمال شرق سوريا لـ”العربية.نت”، إلى “ثلاثة احتمالات حول مصير المدنيين المختطفين لدى “داعش” منذ سنوات”، لكن المعلومات متضاربة بشأن هذه القضية حتى الآن، على حد تعبيره.
ومع سقوط آخر الجيوب التي يتحصّن فيها التنظيم الإرهابي، ينتظر أن يُرفع الستار عن مصير مئات الأسرى الذين اعتقلهم “داعش” منذ انطلاق مسيرته في سوريا، من بينهم كساب والصحافي البريطاني جون كانتلي، ومطرانا حلب بولس اليازجي ويوحنا إبرهيم، فضلا عن المئات من المدنيين الأكراد الذين خطفهم تنظيم “داعش”.
ويأمل جورج كسّاب “في أن يُكشف مصير شقيقه سمير عبر صفقة تبادل أسرى ومساجين”.
نقل مخطوفين إلى العراق
وفي السياق، كشف المصدر الأمني في وحدات مكافحة الإرهاب YAT لـ”العربية.نت”، “أن هناك معلومات في حوزتنا تُفيد بنقل بعض المختطفين لدى التنظيم في سوريا إلى مدينة الأنبار العراقية عبر أنفاق حفرها التنظيم بالقرب من الحدود السورية ـ العراقية”.
ولم يستبعد المصدر الأمني الذي يتابع هذه القضية “أن يكون بعض أولئك المختطفين قد نقلوا بالفعل إلى بادية تدمر، حيث يتمركز بعض مقاتلي التنظيم في تلك المنطقة”.
كذلك لم يستبعد احتمال “وجودهم في الجيب الأخير للتنظيم”، مؤكداً “وجود مدنيين في معقل “داعش” الأخير”.
ورقة تفاوض
وكشف المصدر “أن من بين أولئك المختطفين، صحافيين أجانب ومحليين لم نعرف شيئاً عن مصيرهم بعد”، لافتاً إلى أنهم “قد يشكلون ورقة تفاوض كبيرة بيد مقاتلي داعش، كما أن معرفة مصيرهم أمر هام بالنسبة لنا”.
وتابع “لذلك احتمال تصفيتهم ضئيل، لأن التنظيم عادة ما يُعدم مثل هؤلاء الأسرى بشكلٍ علني في إصداراتٍ مصورة”.
وأكد مصدر آخر في هذه الوحدات نقلاً عن أسير تمكن من الفرار من سجون داعش في جيبه الأخير، وجود أسرى لديه من الجنسيتين العراقية والسورية داخل سجونه.
وتتابع الجهات الرسمية اللبنانية قضية المصوّر سمير كساب لتحديد مصيره، مع أنها ووفق معلومات “العربية.نت” لا تملك أي معطيات جديدة منذ أكثر من عام باستثناء ما تتداوله وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ذلك أن جماعات إرهابية هي التي تحتجز كسّاب ما يمنع التواصل معها.
وعن تواصله مع الجهات الرسمية اللبنانية، قال جورج كساب “إننا على تواصل دائم مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني بشخص مديرها اللواء عباس إبراهيم الذي كُلّف رسمياً بمتابعة قضية شقيقي، وهو كان اضطلع بمفاوضات عدة مع تنظيمات مسلّحة في سوريا لتحرير مخطوفين”.
(جوني فخري – العربية.نت)