موسم الصيف يقترب.. اللبنانيون محرومون من زيارة المسابح

 

صدى وادي التيم – لبنانيات/

بدأت درجات الحرارة بالارتفاع معلنة اقتراب موسم الصيف… بالتالي لا بد ان يكون الحديث عن قطاع المسابح، كيف ستستقبل المنتجعات الموسم وهي واقعة كباقي القطاعات الاقتصادية بين سندان كورونا ومطرقة الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية.

ففي وقت لا يمكن لاصحاب المنتجعات ان يتحملوا الغلاء الفاحش، لا يمكنهم في الوقت عينه زيادة الاسعار على المواطن الذي قد لا يتوجه الى المنتجعات.

تقول فاديا ن. موظفة في مؤسسة تجارية وامّ لطفل واحد، قد لا نتوجه هذا العام الى المسابح، وربما نستعيض عنها على غرار العام الفائت، بمسبح بلاستيكي وضعناه على شرفة المنزل، فمن جهة الاسعار من المتوقع ان تكون مرتفعة جدا كما هي الحال في كل الاسواق، اضافة الى ذلك وباء كورونا الذي ما زال يتفشى بسرعة.

هذا الرأي ذاته عبرت عنه رولا غ. ربة منزل التي باشرت بالقول: “اننا بالكاد نأكل ونشرب”… وكل يوم الاسعار ترتفع، اجلنا الترفيه الى السنة المقبلة لربما تكون الظروف افضل.

اما طوني ك. فيشير الى اننا ننتظر بدء الموسم لنرى كيف ستكون الاسعار، ربما استطعنا ان نقصد المسبح مرة واحدة…

في حين يعتبر عامر ق. ان المسابح هذا العام ستعج بالمغتربين الذين يزورون لبنان خلال الصيف، فهؤلاء يتقاضون رواتبهم بالدولار والاسعار عندنا باتت رخيصة مقارنة مع الاسعار في الدول الاخرى، او مع ما كانت عليه حين كان سعر صرف الدولار في لبنان ثابتا عند حدود 1500 ل.ل.

هذا هو واقع معظم اللبنانيين، الذين تدهورت ظروفهم المعيشية مع تدهور العملة… فكيف تستعد المسابح لاستقبال روادها؟

اجراءات كورونا

يأسف نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية جان بيروتي الى المعاناة التي يمر بها البلد، قائلا: ليس فقط قطاع المسابح الذي يعاني، بل الوضع الاقتصادي ككل “مضروب” في البلد.

ويضيف في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، المسابح التي ستفتح بعد نحو شهر، ستلتزم بنفس اجراءات الوقاية من كورونا التي وضعت العام الفائت بالتنسيق مع لجنة كورونا التابعة لرئاسة الحكومة، حيث نسبة الاشِغال لا تتعدى الـ50%، احترام التباعد الاجتماعي، التعقيم والتطهير بشكل دائم ومستمر، الزام الموظفين بارتداء الكمامات، ونسبة الكلور 3% في مياه برك السباحة…

ويتابع بيروتي: هذا الى جانب التعاون مع شركات لارسال The hidden visitor الزائر الخفي الذي يدخل المنتجع كأي زبون آخر، لكن يكون من مهامه مراقبة احترام الاجراءات والتقيد بها، ثم يصدر تقريره حين يغادر، وكان نسبة الالتزام وفقا لهذه التقارير لا تقل عن 88% من النقاط التي تخضع للرقابة، وهذه نسبة مرتفعة جدا.

سعر صرف الدولار

وبالتالي، يرى بيروتي ان المشكلة ليست بـ”كورونا” بل بالازمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار، اذ ان السؤال الاساسي هو كيف سنسعر؟! خصوصا وان اجراءات كورونا تفرض كلفة تشغيلية تقدّر بضعفي الكلفة العادية: من توفير الكمامات، المطهرات والمعقمات ورفع نسبة الكلور من 1 او 1,5 الى 3%، و”هذه كلها بالدولار”.

وهل من المتوقع ان تتخذ بعض المسابح قرارا بعدم فتح هذا الموسم؟ يجيب بيروتي: الاقفال او الفتح مرتبطان بمدى قدرة الزبائن على تلقف الاسعار التي ستكون مرتفعة، بالمقارنة مع السنوات السابقة، متحدثا عن مروحة مختلفة من الاسعار بين مسبح وآخر، حيث البعض سيركّز على الاسعار التي تجذب الزبائن وتقديم العروض، وبعض المسابح التي لديها قدرة استيعابية محدودة ستحاول فقط تغطية المصاريف من اجل الاستمرار.

افكار للترويج …ولكن

وسئل عن امكانية التوجه الى اسواق خارجية من اجل ترويج للقطاع، خصوصا وان الاسعار مهما كانت مرتفعة ستكون رخيصة بالنسبة الى اصحاب الـ FRESH MONEY ، يشير بيروتي الى اننا اخذنا هذا العامل بالاعتبار، ووضعنا العديد من الخطط والافكار، منها على سبيل المثال “سياحة التلقيح” في  packge  بـ 400 دولار لمدة اسبوع يشمل ايضا تلقي اللقاح في لبنان… واطلقنا العديد من البرامج التي يمكن ان تخدم الاقتصاد المتدهور، ولكن كيف نستطيع ان ننجح، اذ لم نجد داعما لنا على المستوى السياسي من خلال حكومة قائمة وفاعلة، وهمّها الاساسي انقاذ البلد؟

لمقاومة اقتصادية

ويلفت الى ان السياسيين لا يسألون لا عن البلد ولا الشعب والاستقرار فيه، قائلا: اصبحنا مكبلين جدا، فيمكننا ان نضع سياسة لمؤسساتنا، ولكن لا يمكن ان نضع سياسة بلد، نحن جاهزون للتعاون ولكن القيمين على الشأن العام غير موجودين، ولا يمكن للقطاعات السياحية ان تغير صورة لبنان في الخارج، في حين الدولة تضربها بشكل يومي، وخير دليل ما حصل في الايام الاخيرة على المستوى القضائي، حيت نسأل اي مؤسسة ستتلقى الضربة التالية؟!

وفي هذا الاطار يدعو بيروتي  الى مقاومة سياحية، كي ينجح لبنان في جذب السواح والاستثمارات اكثر من “دولة العدو”، وبالتالي يجب توفير حياة لائقة للبنانيين، ولكن للاسف الدخل في لبنان اصبح اقل من 100 $ شهريا، مشددا على ان المقاومة بالنسبة الينا هي الصمود بالاقتصاد والحياة، فما جدوى المقاومة المسلحة ان لم يكن هناك حياة كريمة لابناء الوطن!

ويختم: في كل دول العالم يسقط النظام السياسي نتيجة الفشل الاقتصادي، اما ما حصل عندنا هو العكس، اذ نتيجة الفشل السياسي سقط الاقتصاد!!!
كلمات مفتاحية

الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!