رئيس اليازا يكشف أسباب نزيف الموت على الطرقات!
منذ أيام فقط، خطف الموت الشابين رغيد عيتاني ومحمد غزال بحادث سير مروع تعرضا له في الكرنتينا في بيروت، ليتحول رغيد من عريس يتحضر لزفافه قريباً، إلى عريس تزفه الجموع إلى السماء.
الحادث وقع عندما اصطدمت سيارتهما المتواضعة بصخرة مما أدى إلى وفاتهما، في بلد تحوّل إلى “مزبلة للسيارات” غير المستوفية لشروط السلامة العامة وفق تعبير مؤسسة جمعية اليازا ورئيسها زياد عقل الذي تحدث لـ”إي نيوز”.
رحل عيتاني وغزال في عام 2019، العام الذي افتتح أولى ساعاته بـ29 حادثا و3 قتلى و35 جريحاً، بعد أن طوى 2018 صفحاته على ارقام مخيفة بشأن حوادث السير التي بلغت 4551 حادثا، و496 قتيلاً و5948 جريحاً، 37% من الضحايا هم من المشاة.
الضحيتان رغيد عيتاني ومحمد غزال
وتُعتبر نسبة الحوادث في لبنان مرتفعة قياسا بعدد السكان، إذ تبلغ 22 ضحية لكل 100 ألف مواطن بحسب منظمة الصحة العالمية حول السلامة المرورية في العالم، بينما تتراوح في الدول المتقدمة بين 4 و7 قتلى لكل 100 الف نسمة، أما أبرز أسبابها، فيُرجعها عقل في حديثه لـ”إي نيوز” إلى:
– السرعة التي تعتبر سبب رئيسي
– القيادة عكس السير
– مخالفة القانون بشكل كبير.
– المشكلة في إنارة الطرقات العامة.
– مشكلة كبيرة بإجازات السوق، أو رخص القيادة.
أما المشكلة الأكبر بحسب عقل، فهو عدم استمرارية تطبيق القانون على مدى العام، خصوصا في المناطق البعيدة عن العاصمة بيروت.
وتشكل الطرقات في عكار وبعض المناطق في الأطراف، خطراً على الأطفال، في حين تُعتبر الطرق في بيروت بأنها غير آمنة لكبار السن من المشاة.
وانطلاقا من هذا الواقع تطالب اليازا باستمرار، بحسب عقل، بوجود شرطة بلدية فاعلية، تطبق قانون السير على الجميع من دون استثناء أحد، لاحترام قانون السير. فبرأيه فإن كلمة “بسيطة، ومعليش”، تسببت بالخراب بشأن السلامة المرورية، وسقط جراءها الكثير من الضحايا.
مؤسس اليازا زياد عقل
ما دور المركبات المتردية بحوادث السير؟
تتحدث بعض الأرقام عن وجود حوالي 600 ألف سيارة في لبنان لا تستوفي شروط السلامة العامة ولا تخضع للمعاينة الميكانيكية من بين مليون و800 ألف سيارة، كما يتم استيراد عدد كبير من السيارات المستعملة رغم أنها على اللائحة السوداء في دول الاستيراد، ويقوم بذلك التجار نظرا لتدني أسعارها، مما جعل هذه السيارات تتسبب بالكثير من حوادث السير خصوصا أن لبنان يفتقد إلى الرقابة على المعايير المفروضة على الاستيراد.
ويعترف عقل لـ”إي نيوز” بهذا الواقع الرديئ قائلا لـ”إي نيوز” إن استيراد عشرات الاف المركبات الرديئة تُعتبر من إحدى المشكلات الأساسية في البلد، لأنها تكون دون المواصفات المطلوبة للسلامة العامة”، موضحا إن جمعية اليازا ترى “ضرورة إجراء المعاينة الميكانيكية الإلزامية على المرافئ قبل دخول المركبات إلى السوق حتى لا يتحول لبنان إلى “مزبلة السيارات” كما هو الوضع اليوم”.
كيف يمكن إيقاف الموت المجاني على الطرقات؟
رغم تقاذف المسؤولية حول الفشل في الحد من ارتفاع حوادث السير في لبنان، إلّا أن زياد عقل يؤكد بأن هذه المشكلة في كل بلدان العالم تحتاج إلى تضافر جهود القطاعين الخاص والعام للحد من الحوادث، وهذا ما تسعى إليه جمعية اليازا في لبنان، خصوصا أن البلد بحسب عقل، أمام واقع لا يُعطي أهمية كافية لسلامة المرور.
ويشرح عقل كيف أصرت اليازا خلال إعدادها قانون السير مع لجنة الأشغال العامل والنقل، على وجود لجنة وطنية للسلامة المرورية يرأسها وزير الداخلية، ويكون هدفها علاج موضوع السير بكل متشعباته المتعلقة بإدارة السير، وبقوى الأمن وصيانة الطرقات وإنشائها، إلى المتشعبات المتعلقة بالبلدية وجمعيات المجتمع المدني.
لا يوجد تطبيق متواصل لقانون السير على مدى العام
ابرز أهداف اليازا
تأسست جمعية اليازا عام 1994 غداة وفاة الشاب طارق عاصي بحادث سير، وهو صديق مؤسس الجمعية “زياد عقل”، ثم وفاة ابن عمه بالسبب نفسه. وتهدف الجمعية إلى تطبيق قوانين السير وتطويرها، وتطوير السلامة العامة لتفادي وقوع الحوادث وللحصول على سلامة مرورية أفضل.
ويقول زياد عقل إن الجمعية تهدف إلى نشر التوعية في المجتمع، وتعليم الأطفال من عمر ال7 السنوات على مبادئ السلامة العامة، وحث البلديات والدولة على الاهتمام بهذا الموضوع، وتغيير وجهة نظر الناس للخطر، مؤكدا أنه كلما وُجدت سياسات وقائية أفضل، كلما قلّ عدد القتلى.
أرقام حول حوادث السير
– أظهرت الأرقام أن سقوط عدد الضحايا في لبنان عام 2018 تراجع بنسبة 17 قتيلاً عن عام 2017، ولكن حوادث السير زادت 498 حادثا.
– يسجل سقوط قتيل بحادث سير في العالم كل 24 ثانية.
– النسبة الأكبر من ضحايا السير تتراوح أعمارهم بين 5 و29 سنة.
المصدر: إي نيوز