ملف المليارات فُتح ورسالة للبنان والحكومة: صبر وشنطن لن يطول!

نشر موقع “ذا هيل”، الذي يغطي شؤون الكونغرس الأميركي مقالاً لرئيس مجلس إدارة “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان“، السفير السابق في المغرب إدوارد غابريال، سأل فيه هل سيتلقف لبنان الفرصة الجديدة أم أنّه سيضيعها.

وأشار الكاتب إلى أنّ الحكومة تشكّلت في لبنان بعد 9 أشهر من إجراء الإنتخابات النيابية والمشاورات والمفاوضات، وكذلك قبل الذكرى السنويّة الأولى لثلاثة مؤتمرات جرى فيها التعهد بمليارات الدولارات كمساعدات وقروض ومنح للبنانلدعمه عسكريًا واقتصاديًا، كذلك لأنّه يستضيف نازحين سوريين، وكانت جميع الأموال مشروطة بتشكيل حكومة تقوم بإصلاحات. 

ورأى الكاتب أنّ هذه الأخبار قد تبدو جيدة للبنان، إذا تمكنت الحكومة من القيام بالخطوات المطلوبة لتأمين ما يريده المانحون، وإظهار أنّ الحكومة يُمكنها أن تعمل بشكل مستقلّ، على الرغم من الدور المتنامي لـ”حزب الله“، مضيفًا أنّ 40 دولة شاركت في مؤتمر روما الذي كان مخصصًا لدعم الجيش والمؤسسات الأمني، وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيس الحكومة سعد الحريري، لكي يعيدوا تأكيد التزامهم بالمساعدات “لدعم استقرار لبنان وأمنه وسيادته واستقلاله السياسي”.  

وأضاف الكاتب أنّه خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في بروكسيل في أيار الماضي، جمعت الدول المانحة 4.4 مليار دولار لتوفير الدعم الإنساني للنازحين في لبنانوالدول المجاورة لسوريا التي تستضيف لاجئين. 

والأهم من المؤتمرين السابقين كان مؤتمر “سيدر” الذي عُقد في نيسان 2018 والذي قدّمت فيه الدول المشاركة منحًا وقروضًا بقيمة 11 مليار دولار للبنان، من أجل الدفع باقتصاده. 

وشدّد الكاتب أنّه يتوجّب على الحكومة الجديدة أن تبرهن أنّها قادرة على إدارة الـ11 مليار دولار  بطريقة شفافة، وتطبيق المعايير الدولية بذلك، إضافةً الى إدارة مشاريع البنى التحتية في لبنان بشكل سليم، وبطريقة خالية من الفساد، كذلك يجب على الحكومة أن تلجأ إلى خصخصة بعض القطاعات العامّة، مثل الطاقة والكهرباء، الأمر الذي سيقلّص من العجز  في الموازنة بمقدار ملياري دولار. 

وفي هذا السياق، يقول بعض المحللين إنّ الجهود المرتبطة بالإصلاح محفوفة ببعض العقبات، لأنّ الحكومة تضمّ نفس الفصائل  السياسية  المتهمة باستغلال المال العام في تعزيز قواعدها والمحافظة على مراكزها الانتخابية، وفقًا لما قاله الكاتب والذي أضاف أنّ “حزب الله” زاد من مسؤولياته عبر  توليه حقيبة الصحة، علمًا أنّ هذه الوزارة تمتلك رابع أكبر ميزانية عامّة، ما يمنح الحزب الموارد للإستفادة من هذه الوزارة وتقديم خدمات، ولفت الكاتب الى أنّ واشنطن فرضت عقوبات على أشخاص مرتبطين بالحزب، وقد تزيد من هذه العقوبات بحال وجدت أنّ الموارد أو خدمات الوزارة تذهب دعمًا للحزب.

ولفت الكاتب الى أنّ من مصلحة الولايات المتحدة الحدّ من نفوذ “حزب الله“، مشيرًا إلى أنّ ذلك يجب أن يقارب بدقة، من أجل عدم زعزعة الإستقرار، وقامت واشنطن بهذا الإطار بفرض قيود مصرفية ضد بعض أعضاء حزب الله، لكنها فضلت عدم استهداف الحزب ككل، وبذلك استمرّ الإستقرار المصرفي. 

كما أشار الكاتب إلى أنّ لبنان يقبع بوضع هش وضعيف إقتصاديًا وسياسيًا، مشيرًا الى أنّ عدم الردّ الأميركي حتى الآن جنّب زعزعة استقرار لبنان، إلا أنّ واشنطنحققت أهدافها في مكافحة الإرهاب فيه، لكنّه أضاف أنّ “صبر أميركا لن يستمرّ إلى الأبد”، ويجب على الحكومة اللبنانية أن تتخذ خطوات لجمع الفرقاء والعمل كي تُظهر الحكم الجيّد وإجراء الإصلاحات المفتوحة كذلك في قضايا الأمن والإرهاب. 

وختم الكاتب بالإشارة الى أنّه يوجد فرصة الآن ويجب على اللبنانيين أن يتوقعوا من حكومتهم استعادة دورها التاريخي في الشرق الأوسط كجزيرة سلام وتسامح ورخاء. 

المصدر: the hill – ترجمة لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!