نصرالله… وفي الصمت حكم … بقلم نعمت حيصون

نعمت حيصون /بيروت نيوز عربية

يقول الاسرائيليون : صحيح أنّ هناك كراهية لنصر الله لكونه يمثل كل من يلحق بنا الأذى، ولكن ذلك يعكس نظرة من نوع معين لم تكن موجودة في السابق تجاه أيّ زعيم مُعادٍ. فالجمهور لم ينظر إلى نصر الله كشخص شرير مُثير للاشمئزاز، وإنما نظر إليه بنوع من الغيرة والحسد. كان لسان حال الإسرائيليين يقول: لقد أجاد نصر الله اللعبة، ليذهب إلى الجحيم… ولكن يا ليت كان لدينا زعيم كهذا».
ويذكر المحللون توصيفات أخرى في الخطاب العام الإسرائيلــــــــي ترتبـــــــط بصدقية السيد نصر الله، من قبيــــــــل «صاحب كلمة» و«يمكن إبرام صفقـــــــة معـــــــــه»، وغيرها من العبارات التي تؤكد القناعة بصدقيته. كمـــــــــا يؤكد الخبراء أنّ نصر الله ما زال يُعد في نظر الجمهور الإسرائيلي «شخصية تُولد الإلهام والحســــــــد».
شخصية نصر الله دفعت العديد من الخبراء الإسرائيليين إلى محاولة الغوص فيها لسبر أغوارها والوقــــــــوف عند سر جاذبيتها، حتى للإسرائيليين، وفي خضم الحرب معهم.
فقد تمكن نصر الله من أن يكسب صفة الرجل الصادق، الذي ثمة تأثير كبير جداً لكلامه على حياة مئات آلاف الإسرائيليين وعلى دولة إسرائيل كلها.
ويقول برئيل وهو احد محللي السياسة الاذكياء عن الاسرائيليين «في نظر كثيرين، اعتُبر نصر الله، عن حق، الشخص الذي طرد الجيش الإسرائيلي من لبنان، وأنشأ منظومة ردع هائلة لا مثيل لها في أي من الدول العربية التي تحدّ إسرائيل. وباختصار، اعتُبر نصر الله، بأنه زعيم عربي غير ثرثار، لا يكذب، دقيق ويستحق كل ثقة.
ولم يكتف برئيل في تحليله لشخصية نصر الله، بالتركيز على صدقيته، فتطرق إلى إلمامه بالشأن الإسرائيلي، مشيراً الى أن نصرالله «أظهر إلماماً وخبرة كبيرة، ليس في ما يتعلق بالمزاج الذي يسود المجتمع الإسرائيلي فحسب، بل أيضاً بصعوبات حياة المدنيين، وبالقرارات السياسية والعسكرية التي ليس لها طابع تكتيكي مباشر،وكذلك بطبيعة استيعاب الجمهور الإسرائيلي لكلامه».
و قال برئيل إن «التكتيك الذي يتبعه نصر الله هو وليد المعرفة شبه العميقة، وعن قرب، للمجتمع الإسرائيلي، وهي معرفة تفتقر إليها المحافل العسكرية الإسرائيلية التي تشتغل خصوصاً على تحليل التحركات العسكرية، أو تسلح حزب الله، لكنها تهمل تحليل المجتمع في الدول
العربية».
وكان نصرالله الذي ظهر على قناة الميادين بلقاء خاص وقال :
أن كل ما قيل عن وضعه الصحي “أكاذيب”، وقال: “لا أعاني من أي مشكلة صحية، و”لست كثير الكلام والخطابات، وعندما يكون هناك مناسبة أنا ملزم أن أتكلم، وخلال شهري كانون الأول والثاني ليس هناك من مناسبات رسمية، لكن حصلت أحداث مثل ما يسمى “درع الشمال”، ودخل نتنياهو في عملية إعلامية ضخمة، واجتمعت مع الأخوة وكان لدينا مجموعة من الأفكار لكن وصلنا إلى استنتاج أنه الافضل أن نترك الاسرائيليين أن يتكلموا حتى انتهاء العملية، فهم بحاجة إلى هذه العملية الإعلامية الضخمة، لهذا أحببنا ألا نكون جزءاً من عمليتهم، واتخذنا قرار عدم التعليق حتى نهاية عملية “درع الشمال”.

وفي شأن الأنفاق على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية: “لست ملزماً بأن أقول أن حزب الله هو من قام بحفر هذه الأنفاق، ونفضل دائماً الغموض البنّاء، وحتى الان الاسرائيلي يدّعي أن حزب الله حفرت الأنفاق ولم يقدم دليلاً على ذلك. وبمعزل عن من حفرها وسواء قديمة أو جديدة والاسرائيلي اكتشف بعد سنوات عديدة مجموعة من هذه الأنفاق والمفاجىء أن الأنفاق طال وقتها حتى اكتشفها الاسرائيلي والحدود لدينا صخرية وجبلية والحفر ممكن أن يسمعه كثيريون. أحد الأنفاق التي تم اكتشفها يعود عمره إلى نحو 14 عاماً وموجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخلال كل هذه المدة لم تكتشف الأجهزة الإسرائيلية هذا النفق.

وقال نصرالله : “إن نتنياهو من أجل أهدافه الشخصية، قدم لنا من خلال التضخيم الإعلامي الكبير لموضوع الأنفاق خدمة في الحرب النفسية وأدخل الخوف في نفوس مستوطني فلسطين المحتلة”. وأكد: “لا نحتاج للأنفاق للدخول إلى الجليل بل إلى كل الوديان والسهول ولن نسمح للعدو بتغيير قواعد الاشتباك”.

وفي الشان اللبناني اعتبر السيد نصرالله أن “الموقف الرسمي اللبناني في مجلس الأمن كان صوتاً واحداً ونسجل أيضاً موقف الكويت وتميز الموقف الفرنسي وبالتالي فشل الاسرائيلي في المجلس”.

وقال: “نحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية ولدينا حججنا القوية وحقيبتنا ممتلئة وليس بورقة واحدة تقول الحل هو تسليم السلاح للجيش بل نحن بلا شروط وفي أي زمان أو مكان تتم دعوتنا جاهزون”.
واعتبر الامين العام لحزب الله أن “الحرب في سوريا تتجه إلى الانتصار، وصارت في المرحلة الأخيرة، ولكن الملف لم يغلق بسبب إدلب وشرق الفرات”، معتبرا أن “المأزق تركي وكردي وأميركي في شرق الفرات وفي إدلب، ولكن الجيش السوري قادر على حسم المعركة في شمال سوريا”، مؤكدا أنه “في الفترة القريبة سيتم الانتهاء من وجود داعش في شرق الفرات، على يد الوحدات الكردية، لكن الأولوية في إدلب ما تزال للحل السياسي”.
وقال: “برأيي، إن ترامب في قراراته، جاد وصادق مع نفسه، وواحدة من وعوده الانتخابية كانت مسألة وجود قوات أميركية في الخارج، والكلفة التي يدفعها من اجلها، وقرار ترامب بالانسحاب في سوريا وما رافقها من اتصالات مع الروس، تتعلق بأن الأميركي يعرض عليهم الانسحاب الكامل من سوريا شرط انسحاب إيران”، مضيفا: “لقد أبلغني الرئيس روحاني بهذا الأمر بعد إبلاغه اياه من الروس، ولكن كان رأيي أن الأميركي سيخرج لحفظ ماء وجهه، وأنه لذلك يريد تحقيق إنجاز بأن الإيراني انسحب، لكن الإيراني رفض الخروج من سوريا”، مشيرا إلى أن “الروسي لم يمارس ضغطا في هذا الأمر”.
وقد استطاع نصرالله اي يزرع قلقا جديدا في كيان العدو,وحيرة عارمة في اوساط اجهزة الاستخبارات يبقى صداها يتردد حتى اطلالته المتوقعة في ال 6 من شهر شباط المقبل….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى