حقيقة رواية الانتحار بسبب الـ ‘PUBG’ في ب


داخل شقة والديه عُثر عليه مشنوقًا. حبل معلق بقسطل حديد في ساقية الجنزير انهى حياته بتسعة عشر عامًا، الانتحار كان مَعبره الوحيد، ليقوده نحو العالم الآخر فرارا من مواجهة واقع معلوم فقط لهُ.

الانتحار، خراب نفسي ذاتي، يدمر، يفتك ويستنزف حياة مئات الشباب اللبناني يوميًا ومحمد كان آخرهم، قصته المُفجعة لا يزال الغموض يلفها وسط روايات عدة رافقتها تحليلات من هنا وهناك دون انتظار جلاء الحقيقة وانتهاء التحقيقات لكشف ظروف مقتله وتبيان الدوافع.

احدى الروايات برزت إلى العلن وتنقالتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن أن الوفاة نتيجة تأثر “محمد” بلعبة “PUBG” الشهيرة والأكثر رواجًا ودفعته للإنتحار بسبب تقمص أدوار اللعبة، في محاولة للايحاء والتحذير بان هذه اللعبة الالكترونية التي سرقت عقول الشباب قد تودي بحياتهم مثلها مثل الحوت الازرق ومريم وغيرها، فما صحة هذه الرواية من عدمها؟

مصادر أمنية اكدت لموقع “رادار سكوب” ان التحقيقات الاولية حتى الساعة تتركز في أكثر من اتجاه، رافضة ان تجزم اي سبب للانتحار ريثما تنتهي التحقيقات ويتمكن الفريق التقني من سحب الداتا التي قد تكشف دوافع اقدامه على ذلك.

وحول التكهنات والاشاعات التي رافقت حادثة انتحار الشاب محمد محملة البعض منها المسؤولية للعبة الكترونية، استبعد المصدر كليًا ان تكون اللعبة هي السبب، معتبرا انه “في الوقت الراهن كل ما يشاع لا يتعدى الشائعات والمعلومات المغلوطة التي نجهل من ورائها والغاية منها”.

بالمقابل اشار مهندس البرمجيات “محمود الحمصي” في حديثه لموقع رادار سكوب، إلى ان اللعبة بتفاصيلها وهندستها خالية من اية اوامر بالانتحار أو قتل الآخر في العالم الحقيقي والهدف منها فقط هو المُتعة، مستبعداً ان يؤدي التعلق بها إلى الانتحار او الاكتئاب حتى، فهي في الواقع شبيهة بالعاب الحرب، مثل “كاونتر سترايك” قديما او فورت نايت ولا علاقة لها بالحوت الازرق او ما شابه كونها لا تتطلب اي تصرفات خارج اطار اللعبة.

الحمصي، اعتبر ان للعبة بعض التداعيات ‏على المراهقين الذين لا قدرة لهم لتقبل العنف او يعانون من ضعف بالشخصية قد يتأثرون سلبا بها خصوصا من ناحية التنمر من قبل الفريق.

أما لمن قد لا يزال يجهل الـ”PUBG” والضجة التي خلقتها هذه اللعبة، اليكم شرح مقتضب عنها:
‏هي لعبة الكترونية “أكشن”، تعلّمك فن القتال و”تثقفك” حول أنواع الأسلحة ‏والرصاص ‏والهدف منها هو القتال أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة الافتراضية.

فكرتها وطريقة لعبها
تبدأ اللعبة بمئة لاعب في طائرة حربية تحلّق فوق جزيرة كبيرة، يمكنك اختيار مكان قفزك من الطائرة في هذه المرحلة من اللعبة، بعد ذلك عليك جمع الأسلحة (لا تحتوي على الاسلحة التكتيكية او الثقيلة) والإضافات الأخرى لتساعدك على النجاة، كل المئة سيكونون محاربين في اللعبة، وعليك أن تكون الشخص الأخير الحيّ على الجزيرة.

حسنًا، رواية مقتل محمد بسبب الـ” PUBG” شكّل صدمة ربما فاجعة اصابت عشاقها وروادها الذين بمعظمهم رفضوا تصديق كل ما يقال، فالشابة “آيا” مثلا التي تلعب بشكل يومي ولساعات استبعدت ذلك وقالت: مستحيل، ما لقيت فيها شي بأثر على حياة الشخص او عقله، لعبة حلوة وبتسلي بينما أحمد رأى ان حملة التشويه التي تطال هذه اللعبة لها خلفيات “بكون في شي لعبة تانية بدن ينزلوها عالسوق قالو يلا منضرب ال بابحي”، أما ريتا فأسفت لما جرى للشاب محمد متمنية ان لا تكون اللعبة السبب.

في المحصلة النهائية، قُطبة مخفية ربما سيُكشف النقاب عنها في القريب العاجل، وحتى تحين تلك الساعة لا شيء مؤكد الا ان العائلة حرمت من ضناها بعز شبابه.
حلقة مفقودة لا بد من ايجادها لمعرفة الدوافع الحقيقية لاقدامه على الانتحار، دوافع من المؤكد انها البعيدة كل البعد عن عالم اللبنانيين المليئ بالتكهنات والتخيلات.

ستيفاني جرجس رادار سكوب 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!