“ملف ثمين” لدى “حزب الله”… عن باسيل
كتبت منال زعيتر في صحيفة اللواء : فيما يتغنى وزير الخارجية جبران باسيل ب ٦ شباط مار مخايل، لا يبدو ان حليفه على الضفة الاخرى يبادله نفس الشعور، فتفاهم حزب الله مع العونيين كما يردد الحزب كان منذ البداية وما زال مع الاصيل اي رئيس الجمهورية ميشال عون وليس مع الوكيل اي باسيل.
وبالتالي، يبدو حزب الله على اعتاب الذكرى الثالثة عشرة للتفاهم اكثر ميلا لتسمية الاشياء باسمائها، والقول بكل صراحة ان عون هو الضامن الوحيد لتفاهم مار مخايل وبعده قد يكون لا لزوم للتفاهم.
ولكن ، ليس منتظرا اليوم من حزب الله القول في العلن ان لنا مآخذ على باسيل، على اعتبار انه ردد مرارا وتكرارا على لسان امينه العام وقيادييه ان اي خلاف مع حلفائنا نحله بعيدا عن الاعلام، ولكن الحزب الوفي لحلفائه لا مانع لديه من المجاهرة بان باسيل لم يتآمر على المقاومة ولم يتخذ مواقف تضر بنا وكان له مواقف وطنية مهمة في ملفات استراتيجية وحساسة رغم كل الضغوطات التي مورست عليه، وهذا كفيل بترجيح كفة الميزان لصالحه حتى الآن.
وهذا يعني بأن حزب الله الذي يملك ملفا ثمينا لاخطاء باسيل المتكررة، ما زال يراهن على ان باسيل سيقف عاجلا او اجلا عند حده، هو اليوم مرتاح لوضعه ويتخذ مواقف تصعيدية محتميا بعون الذي تربطه بالامين العام للحزب علاقة ثقة واحترام تتخطى حدود التفاهم، ولكن في المستقبل سوف يكون مضطرا لاتخاذ مواقف سياسية غير رمادية او ابتزازية في الملفات الداخلية وتراعي اسس التفاهم حتى يبقى هذا التفاهم موجودا وصالحا للحياة.
الا ان كل ما قيل لا يلغي حقيقة ان باسيل لم يعد اليوم قناة اساسية في التواصل مع عون، منذ مدة يعتمد الحزب سياسة التواصل المباشر مع الرئيس في الملفات المشتركة وحتى في معالجة تداعيات ما يقوم به باسيل، لربما للحزب اسبابه في اعتماد هذا التكتيك في التعامل ولكن السبب الرئيس كما تجزم مصادره هو سعي الحزب لعدم المساس بالتفاهم ولا بقدسيته وهو قدم امثلة كثيرة على حرصه هذا حين ضحى في محطات كثيرة من حسابه الشخصي للمحافظة على التفاهم وعلى شراكته الاستراتيجية مع عون.