كي لا تتحوّل الطاقة الشمسيّة في لبنان من نعمة إلى نقمة
صدى وادي التيم – لبنانيات :
تَعِد الطاقة الشمسيّة في لبنان بمستقبل “مُضيء” في ظلّ الانقطاع شبه التّام للكهرباء، وتقنين المولّدات الخاصة مع الارتفاع اللامحدود في الفاتورة. ولكنّ هذه النّعمة قد تتحوّل إلى نقمة بسبب التركيب العشوائي لبعض ألواح الطاقة الشمسيّة.
ومن التّداعيات التي بدأت تظهر إلى العلن، نشوب خلافات بين سكّان المبنى الواحد على خلفيّة تركيب الألواح على السّطح بطريقة قد تضرّ الآخرين. وتتّجه الأنظار أيضاً إلى فصل الشّتاء وأجوائه الممطرة ورياحه العاتية، مع تخوّفٍ كبير من تطاير ألواح الطاقة الشمسيّة مسبّبةً خسائر ماديّة وبشريّة مع العلم أنّ بعض عمليّات التركيب غير متينة ولا تستوفي شروط السلامة العامة.
تعليقاً على هذه المشكلة، يقول رئيس بلدية المطيلب بول شديد إنّ “تركيب ألواح الطاقة الشمسيّة يتمّ بطريقة عشوائيّة ويُشعل خلافاتٍ بين المواطنين نتيجة عدم حصول تنازلات من قبل بعض الجيران، أو تسبّب الألواح بضرر لسكان الشّقق الأخرى، وتصل الشكاوى إلى البلدية، وهنا الأزمة الكبرى”.
ويلفت شديد، في حديثٍ لموقع mtv، إلى “أنّنا إلى جانب المواطن، ولكن لا يجوز أن نُقابِل المشكلة بحلٍّ فوضويّ كما يحصل في ملفّات أخرى”، طالباً من وزير الداخليّة والبلديات بسام مولوي “أن يسمح للبلديات بتنظيم تركيب الطاقة الشمسيّة وبالإشراف تقنيًّا وعمليًّا وفنيًّا، لـ 3 أسباب: أوّلاً تخفيف المشاكل بين سكّان المبنى الواحد خصوصاً وأنّ السّطح هو ملك للجميع، ثانياً للحدّ من التشوّه البيئي، وثالثاً للحفاظ على السلامة العامة”.
ويُضيف شديد: “نحن اليوم قادمون على كارثة، فالعاصفة ستهبّ ومعها رياح وأمطار غزيرة، ممّا يُنذر بتداعيات مُخيفة من تطاير لألواح الطاقة الشمسيّة وتحطّمها، والأسوأ أنّها قد تسقط على أحد المارة مسبّبةً إصابات أو خسائر في الأرواح!”.
كما يُشدّد على أنّ “هذا الأمر لا يُمكن أن يُستكمل بطريقة عشوائيّة كما يحصل”، مستطرداً: “لم تعد هناك إيرادات للبلديات في هذا الوضع، ويجب العمل على وجود رسم بلديّ لمعاملة تركيب الطاقة الشمسية”.
وعن الوضع في المطيلب في المتن، يُشير شديد إلى أنّ “هناك خلافات عدّة تحصل بين السكّان بسبب تركيب الألواح عشوائيًّا والبلدية في موقف صعب وحساس. فهي إلى جانب المواطن وفي الوقت نفسه يتطلّب عملها الحفاظ على السلامة العامة وسلامة المواطن”، مشدّداً على “أنّنا مؤتمنون كبلدية، بالدرجة الأولى، على سلامة الناس، وثانياً على راحة الناس من ناحية تخفيف المشاكل”.
إذاً التحدّي الأكبر اليوم في الحؤول دون تحوّل “بارقة الأمل” هذه، إلى نقمة تزيد من مشاكل الناس ومُعاناتهم، خصوصاً وأنّ بعض ألواح الطاقة الشمسيّة مُهدّد بالتّطاير مع انتهاء الصّيف ما يعني تبخّر أموال اللبنانيين والتسبّب بخسارة بآلاف الدولارات!