من الاحتجاز بـ “ريتز كارلتون” إلى الخارجية السعودية.. ما لا تعرفونه عن خليفة الجبير

اعتقد الكثير من المتابعين لحظة توقيف وزير المالية السعودي السابق إبراهيم العساف، بتهم فساد، ووضعه في فندق ريتز كارلتون، نهاية “سياسية” لدكتور الاقتصاد خريج جامعة كولورادو الأميركية، الذي تقلب في الكثير من المناصب العليا في السعودية، إلا أن تعيينه أمس الخميس، على رأس وزارة الخارجية، قد يكون آخر ما كان يطمح إليه الرجل نفسه، في مثل هذه الظروف.

تعيين العساف (69 عاما)، وزيرا للخارجية خلفا لعادل الجبير، جاء بعد مخاضات سريعة، فالرجل الذي تولى وزارة المالية طيلة 20 عاما (1996-2016)، حتى اعتقد البعض أنه أحد ركائز الدولة التي لا تتغير بتغير الملوك، فجأة وبدون سابق إنذار وجد نفسه محتجزا في أفخم فنادق العاصمة السعودية الرياض، بتهم الفساد، إلى جانب مئات الأمراء ورجال الأعمال والوزراء والمسؤولين النافذين، في تشرين الثاني 2017.

كان المشهد حينها أن أسطورة الوزير الذي لا يتغير بتغير الملوك، قد انهارت، وأن المسار السياسي لأحد أقدم وزراء المملكة وصل إلى منتهاه، لكن العساف، عاد ليفاجئ الجميع بظهوره في مجلس الوزراء، بصفته وزيرا للدولة (2016-2018)، بعدما تمت تبرئته. 

وفي عهده، شهدت المملكة أكبر موازنة في تاريخها، حيث بلغت في 2011، قرابة 155 مليار دولار، قال العساف، إنها ستنفق بشكل أساسي على البنية التحتية وتحفيز الاقتصاد والتعليم.

لكن أسهم الرجل تراجعت قليلا مع تراجع أسعار النفط منذ 2014، ودخول السعودية حرب اليمن وقيادتها التحالف العربي في 2015، مما استنزف الكثير من الموارد المالية للمملكة، رغم أن احتياطاتها المالية بقيت كبيرة حتى بعد فقدانها مئات المليارات من الدولارات.

وتعرض العساف، لإحراج شديد، عندما صرح نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري، عن “إفلاس المملكة بعد 3 أو 5 سنوات”، إذا لم يتم اتخاذ إصلاحات اقتصادية.

وأثارت هذه التصريحات غضبا في المملكة، وألقت ظلالا من الشكوك حول وضعية اقتصاد البلاد، والسياسة المالية التي ينتهجها العساف.

ويعتقد بعض المتابعين للوضع في السعودية أن هذه التصريحات كانت أحد الأسباب التي أطاحت بوزير المالية، بعدما عمّر فيها طويلا (1996-2016).

والعساف، وإن لم يكن من العائلة المالكة، وليس من رجال الأعمال المعروفين، إلا أنه من الشخصيات البيروقراطية المرموقة، حيث ترأس صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التقاعد، والصندوق السعودي للتنمية، وصندوق التنمية العقارية.

إذ أنه مَثّل السعودية في كل من: البنك الإسلامي للتنمية، ومجموعة البنك الدولي، وصندق النقد الدولي، وصناديق ومؤسسات مالية عربية.

المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى