من صور وطرابلس: إسرائيل أنذرت بالحرب بطريقة مشفّرة.. اليكم القصة كاملةً!
إذًا، كانت اسرائيل تلمّح للحرب قبل إطلاقها حملة “درع الشمال” لتدمير “أنفاق حزب الله”وتعزيز قواتها على الحدود، بدءًا من آب 2018، حين أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية اسرائيلية تحاكي هجومًا على قرى لبنانية. وقال جنرال إسرائيلي حينها: “علينا الاستعداد للحرب مع حزب الله”.
لكن ماذا جرى منذ أيّام؟
منذ أيّام، عادَ التصعيد مع القصف الإسرائيلي على سوريا وهو الأول بعد إسقاط طائرة روسية في 17 أيلول الماضي، في إشارة الى أنّ الحظر الإسرائيلي الموقت للقصف قد انتهى، ولأنّ الروس لا يقبلون بسوريا “غير مستقرّة”، ولأنّ الإيرانيين غيّروا تنظيماتهم الحربيّة، فقد نقلوا كلّ شيء إلى لبنان.
هذا الكلام لمّح إليه أيضًا قائد هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق العميد عاموس يلدن حين قال إنّه “بسبب التغييرات التي فرضتها روسيا في سوريا، انتقلت المعركة الإيرانية الإسرائيلية الى لبنان”.
إجراءات سريعة!
وفي هذا السياق، فقد مدّدت الحكومة الإسرائيلية ولاية رئيس الأركان غادي أيزنكوت لأسبوعين، أي سيبقى في منصبه حتّى منتصف كانون الثاني، كما أنّه أعلن إلغاء زيارة كانت مقرّرة الى ألمانيا، ما أثار تساؤلات منذ أيام حيال حربٍ مرتقبة.
من جانبه، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إستثنائية إلى بروكسل، برفقة رئيس الموساد ومستشار الامن القومي فجر الإثنين، للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو، من أجل معالجة مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان، ورجّحت “هآرتس” أن يكون اللقاء مندرجًا في إطار التنسيق تمهيداً لعملية عسكرية فورية.
“أخضر بلا حدود”.. طرابلس وصور
في نهاية تشرين الأول، ادّعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “حزب الله” يعمل على الحدود الجنوبية، ويرصد ويراقب النشاطات الإسرائيلية،تحت غطاء جمعية “أخضر بلا حدود” البيئية. ورأى يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم” أنّ هذا الكشف هو جزء ممّا يسمى “حملة بين الحروب” الإسرائيلية، وهو مفهوم استراتيجي يشمل مجموعة من الجهود العسكرية والاستخباراتية السرية لمنع الحزب من أن يصبح أقوى وتهدف تل أبيب بذلك إلى إحباط نفوذه.
ومؤخرًا، اعترفت إسرائيل رسميًا بأنها “أغرقت صيف 1982 سفينة لاجئين لبنانيين قبالة شاطئ طرابلس“، كما كشفت تفاصيل عملية ضد “حزب الله” في صور.
إعلان أميركي رسميّ
وفي مستهلّ تشرين الأول، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد حذّرت رسميًا من حرب إسرائيلية، حيث نشرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً غير مسبوق على موقعها الإلكتروني حذّرت فيه من أنّ القدرات العسكرية المتزايدة للحزب وحيازته صواريخ موجّهة، كلّها عوامل وتطورات خطيرة تزيد من احتمالات نشوب حرب بين “حزب الله” وإسرائيل. ولفت التقرير الى أنّه منذ نهاية حرب 2006، زودت إيران “حزب الله” بآلاف الصواريخ والقذائف والأسلحة، حتى بات الحزب يملك أكثر من 100 ألف صاروخ.
وجه آخر للحرب: قطع التمويل
في منتصف تشرين الثاني، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” مقالاً تحدّثت فيه عن بريان هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأميركية، الذي أوفدَ الى إسرائيل والتقى نتنياهو. ونقلت الصحيفة عن هوك قوله: “الآن، أعدنا فرض عقوباتنا، أصبحنا في وضع يسمح لنا بالفعل بملاحقة كل تيارات الإيرادات التي تستخدمها إيران لتمويل حماس وحزب الله، وتخزين الصواريخ، وجميع التهديدات للسلام والأمن التي تُظهرها إيران”.
مسألة الصواريخ
على الرغم من دحض لبنان رسميًا لوجود صواريخ في أماكن أعلن عنها نتنياهو خلال انعقاد الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، إلا أنّ تل أبيب تزعم أنّ بعض المواد الأساسية لتصنيع الصواريخ الموجّهة يجري تهريبها جوًا من طهران الى بيروت، بدلاً من استقدامها برًا عبر سوريا.
توازيًا، اتُهمت إيران بأنّها سلمت مكونات نظام تحديد المواقع GPS إلى “حزب الله” في لبنان، مما سيسمح للحزب بتحويل القذائف البدائية إلى صواريخ موجهة بدقة، مما يزيد من التهديد لإسرائيل.
مؤتمر القدس الأمني
في 22 تشرين الأول، انشغلت الصحف الإسرائيلية بمؤتمر أمني إستضافه معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، وشارك فيه مسؤولون رفيعو المستوى، وخرج خلاله وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان ليُعلن أنّ ترسانة الحزب من الصواريخ زادت، لتُصبح 150 ألف صاروخ. وسلّط الضوء على الوجود العسكري المتزايد لـ”حزب الله” على طول “الحدود مع إسرائيل”. وادعى إردان أنّ إيران، التي تقيم علاقات مع العراق يمكن أن تجرّ هذه الدولة العربية إلى المشاركة في صراع مباشر بالمستقبل مع إسرائيل.
كما أشار مركز القدس إلى أنّ هناك احتمالًا بأن تقوم إسرائيل بإطلاق ضربة عسكرية وقائية على مصانع أسلحة حزب الله في لبنان، قبل أن يبدأ تشغيلها، وذلك بعد اتهام الحزب بأنّه يقوم ببناء عشرات المنشآت العسكرية ومعسكرات التدريب، بالقرب من الحدود مع لبنان.
ماذا عن سليماني؟
منذ أيّام، شكّكت مصادر أمنية رفيعة في إسرائيل بأنشطة سرّية قام بها الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، يخطط فيها لإشعال القطاع الشمالي ضد إسرائيل، عبر نشر قوات حزب اللهوالقوات الموالية لإيران بالقرب من السياج الحدودي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان.
من جانبه، كان الجنرال تامير يدعي، قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، قد أعلن منذ أيّام أنّ الحرب المقبلة ستكون صعبة وخطرة.