رسالة الجاهلية سياسية “ومشفرة جنبلاطياَ “

 

تطل “شعبة المعلومات” مجددا إلى الواجهة “السياسية” بصفة “أمنية”، والمشهد الذي جرى بالأمس في بلدة الجاهلية يؤكد أن فرع المعلومات هو مجموعة أمنية تأتمر بتوجيهات رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لتصفية حسابات ضيقة وشخصية مع رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب. إذا” هذا هو الواقع لما حدث بالأمس اذا أردنا أن نقرأ الأمور ببساطة، ولكن خطوة الامس تخفي رسائل معقدة للمستقبل يتطلب من الفريق السياسي الذي ينتمي له الوزير وهاب فك شيفرتها.
وفي هذا المجال أشار مصدر نيابي من قوى الثامن من آذار الى ان مشهد شعبة المعلومات بالأمس يعود بنا بالذاكرة إلى الدور الذي لعبه هذا الفرع في قضية اعتقال القادة الأمنيين الأربعة، ومن بعدها الدور الكبير له قبل وأثناء أحداث ٧ أيار، وأضاف المصدر أن ما حصل يحمل بعدين، أوله، رسالة سياسية من الحريري الى المحور السياسي الذي يقف وراء الوزير وهاب، تقول: إما الإسراع في تشكيل الحكومة إما مشهد زعزعة السلم الداخلي الذي يحاول حزب الله تفاديه . أما البعد الثاني وهو الأكثر أهمية بحسب المصدر فهي الحركة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من بيت االوسط بالأمس والتي تشبه قرار 5 أيار الذي أقنع به رئيس الحكومة آنذاك وأدى إلى أحداث ٧ أيار، فإن زيارة بيت الوسط بالأمس شبيهة لقرار ٥ أيار لأعطاء دفعة معنوية درزية والضوء الأخضرللرئيس سعد الحريري للتحرك بإتجاه وهاب، وأردف المصدر بالقول بهذه الحالة يكون جنبلاط قد إصطاد عصفورين بحجر واحد، ضرب خصمه في الجبل الذي أصبح يشكل قلق له خصوصا بعد الحاصل الإنتخابي الذي حصل عليه وهاب، وفي نفس الوقت يكون قد أغرق الحريري في لعبة الشارع في وجه محور المقاومة.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر مقرب من “حزب الله” بأن الحزب تعامل مع ما جرى البارحة بكثير من التأني، وعمل الحاج وفيق صفا على تكثيف اتصالاته لتهدئة الأجواء حفاظا على السلم الأهلي، نافيا أن يكون قد تدخل لدى شعبة المعلومات بالإنسحاب بل اقتصرت إتصالاته بالجهات السياسية المعنية، وتابع المصدر أن حزب الله يعتبر الوزير وئام وهاب حليف سياسي، وإن حادثة الأمس يجب أن لا تأخذ أبعادا طائفية ويجب أن تنتهي عبر الحلول السياسية.
إذا وعطفا على ما سبق، ما بين رسائل الحريري السياسية عبر “شعبة المعلومات” ورسائل جنبلاط للبيت الدرزي الداخلي، يبقى السؤال عن دور رئيس الجمهورية في إحتواء الأزمة والإسراع في تشكيل الحكومة، قبل الإنزلاق الى أي عمل أمني، ليأتي من بعده إتفاق “دوحة” أو “طائف” جديد.

ثائر الدنف refresh

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى