الوضع الإقتصادي مخيف… السوق متوقف وماذا عن الليرة؟
جورج غرّة
لا تسأل اي شخص في السوق عن الاحوال الإقتصادية إلا ويرد أن الوضع في أسوأ أحواله، فالأسواق جامدة والعمل متوقف في كل القطاعات، فالمصانع عملها شبه مشلول وهي منذ اشهر وحتى اليوم تعاني من الجمود، حتى ان السوق المالية جامدة ولا أعمال لافتة فيها.
الدولة تعيش في أسوأ اوضاعها الاقتصادية والإستثمارات تساوي صفرا، ففيما يتم عصر النفقات في الموازنة العامة تحضيرا للمؤتمرات الخارجية، فالمواطن يعاني من عصر في الأموال فكل شيئ مشلول والامور تتجه نحو الأسوأ في ظل أحاديث عن خطر يحوم حول الليرة اللبنانية، ربما لتصبح تضاهي الليرة السورية بما ان لبنان سيكون بوابة إعمار سوريا.
في أحد الايام سافر مسؤول لبناني في زيارة رسمية الى دولة اوروبية كبيرة، فقام رئيس تلك الدولة بإصطحابه الى الحديقة خارج المكتب للتحدث معه بموضوع سري جدا، وقال له ان يتنبه للوضع الاقتصادي في لبنان، لأن الامور قد تسوء بسبب الوضع السوري وربط لبنان بسوريا.
حاكم مصرف لبنان يطمئن دائما، وبحنكته المالية يمسك الليرة ويبقيها على قيمتها، ولكن اليوم ومع وصولنا الى وضع يعتبر الاسوأ في الاقتصاد اللبناني منذ اعوام عدة ما بعد الحرب، فهل ستبقى الليرة مستقرة؟ وهل سيكون هناك نتيجة من خفض النفقات في الموازنة العامة؟ كما انه هل سيكون هناك فعلا مليارات ستصل الى لبنان تحرك عجلة النمو وتخلق فرص عمل في المؤتمرات الدولية وتخلص لبنان من الهاوية؟
ما يحصل اليوم خطير جدا على الصعيد الاقتصادي، فالجميع يصرخ والشركات باتت على شفير الإقفال، وإذا اقفلت واحدة كبيرة فستكر السبحة كأحجار الدومينو، فهل هناك أحد ما يعي ما يحصل؟ ام ان كل وزير يريد ترك مصاريف وزارته الهائلة كما هي في الموازنات؟
الكل ينتظر كلمة طمأنة من حاكم المصرف المركزي، وهذا ما أكد عليه أمس، وبالطبع فإن مواقف مماثلة سيكون لها الأثر الايجابي على الليرة ومزيداً من الاستقرار في سعر الصرف، وعليه الإكثار من المواقف المماثلة هذه الايام لكي يرتاح اللبنانون الى وضعهم المالي… فحسناً فعل يوم أمس، ونحن ننتظر منه المزيد!