حفل استقبال مركزي حاشد في بيروت بمناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي 

 

الناشف: قطار النهضة لا يزال منطلقاً ولن يتوقف مهما وقفت بوجهه العقبات وضربته الأعاصير

لمناسبة عيد تأسيسه السادسة والثمانين، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل استقبال مركزي حاشد في فندق «رامادا بلازا» ــ السفير سابقاً ــ الروشة، وكان في استقبال المهنئين رئيس الحزب حنا الناشف، رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا، عضو الكتلة القومية النائب سليم سعاده، النائب السابق العميد د. مروان فارس، رئيس الحزب الأسبق مسعد حجل، رئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وأعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمسؤولون المركزيون.

وقد حضر مهنئاً:

رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثلاً بالنائب الياس بوصعب، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب علي بزي على رأس وفد من حركة أمل، وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ممثلاً بوزير البيئة طارق الخطيب، الوزير نقولا تويني، النائب جميل السيد ممثلاً بمحسن السيد، رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني، د. ميلاد سبعلي ممثلاً وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر، والنواب: د. قاسم هاشم، د. فريد البستاني، أمين شري، محمد خواجة، علي عسيران، أنور الخليل، رئيس حزب الطاشناق أغوب بقرادونيان، العميد الوليد سكرية، اسطفان الدويهي، منى حمود ممثلة النائب د. فادي علامة. والنواب والوزاء السابقون: النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي، بشارة مرهج، د. عدنان منصور، ناجي البستاني، ناصر نصرالله، رئيس التجمع الشعبي العكاري وجيه البعريني، د. فايز شكر.

كما حضر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، القنصل الفلسطيني رمزي منصور ممثلاً السفير أشرف دبور، وفد من السفارة الإيرانية في لبنان برئاسة المستشار الأول إيرج الهي، وفد من سفارة جمهورية الصين الشعبية، المستشارة الثقافية في السفارة المغربية د. وفاء العمراني، أمجد شما ممثلاً السفارة العراقية في لبنان، ديمتري ليبيف مستشار السفارة الروسية، نائب القنصل الروسي دينيس فيروبيف، وعميد السلك القنصلي جوزيف حبيس.

وحضر مهنئاً العميد جول شبيب ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد فؤاد ذبيان ممثلاً مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن أنطوان منصور، المقدم فادي حرب ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الملازم أول الياس ضاهر ممثلاً مدير عام الجمارك بدري ضاهر، العميد بهاء حلال، قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران، العميد د. أمين حطيط.

كما حضر وفد من قيادة حزب الله برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر على رأس وفد، الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان نعمان شلق على رأس وفد، رئيس حزب الوعد جو حبيقة، وفد من قيادة حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون برئاسة عضو القيادة فؤاد حسن، رئيس حزب رزكاري الكردي اللبناني محمد خضر أحمد وعدد من أعضاء القيادة، سليم تابت ممثلاً أمين عام حركة النضال العربي النائب السابق فيصل الداوود، وفد من قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني، بلال العريضي على رأس وفد من قيادة الحزب الديمقراطي اللبناني، وفد من تجمع اللجان والروابط الشعبية برئاسة خليل بركات، وفد من الحزب العربي الديقراطي برئاسة مهدي مصطفى، أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، أمين عام جبهة البناء اللبناني د. زهير الخطيب، رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان، ممثل التيار الوطني الحر نقولا إبراهيم، رئيس التنظيم القومي الناصري درويش مراد، وفد من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ضمّ د. بدر الطبش وأحمد نجم الدين، باسم الحوت ممثلاً الجماعة الإسلامية، د. صباح الأغا ومحمد سنو عن الحزب الوطني، نائب أمين عام التنظيم الشعبي الناصري خليل الخليل وعضو القيادة ابراهيم ياسين، أمين عام حزب الوفاء اللبناني د. أحمد علوان، رئيس حزب الوفاق بلال تقي الدين، نائب رئيس حزب الاتحاد أحمد مرعي على رأس وفد قيادي، رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزه، جميل ضاهر ممثلا تيار المقاومة اللبناني، نائب رئيس حركة الشعب د. أحمد قيس، حسين المقداد عن حزب الطلائع، وفد من تجمع العلماء المسلمين ضم ّالشيخين حسين غبريس وماهر مزهر، د. علي ضاهر، غالب ابو زينب، علي بركة ممثلاً حركة حماس في لبنان، وفد من حركة فتح في لبنان ضم أمين السر فتحي أبو العردات، العميد سمير أبو عفش، وناصر السعد، وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضمّ علي فيصل، سهيل الناطور وسامر مناع، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، فؤاد ضاهر ممثلاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد عويص رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق، ابو كنان غازي ممثلاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـالقيادة العامة، القيادي والمناضل صلاح صلاح.

كما حضر ممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، الخوري سليم مخلوف ممثلاً المطران بولس مطر، رئيس الرابطة المارونية أنطوان اقليموس، رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي، رئيس رابطة التعليم الأساسي محمود أيوب، رئيس الجامعة الثقافية نجيب زهر، د. عدنان البرجي، والياس زغيب عن اتحاد الكتاب اللبنانيين، رئيس مؤسسة عامل د. كامل مهنا، نقيب المحررين الياس عون، أمين سر نقابة المحررين جوزيف قصيفي، د. وفيق ابراهيم، د. عامر مشموشي، حسين زلغوط، د. جمال المحسن، د. صفية سعاده، وفد من مؤسسة سعادة الثقافية ضمّ علي غندور وسليمان بختي، رئيس وحدة النقابات في حزب الله الحاج باسم سلهب، المحامي د. ناصيف التيني، نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، د. مصطفى اللداوي ممثلاً الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، ممثل عن مدير عام وزارة المهجرين احمد محمود، روي عيسى الخوري، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، الفنان منير كسرواني، الشاعر صالح الحرفوش، رئيس الدائرة الفنية في الضمان الإجتماعي سمير عون، الشيخ فضل مخدر، رئيس إتحاد الصناعات الورقية قاسم سويد، علي يونس عن الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين

وحضر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، أمين عام الاتحاد العمالي العام سعدالدين حميدي صقر، أكرم العربي عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام، عضو مكتب الاتحاد العمالي العام علي ياسين، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر، وفد العشائر العراقية والعربية برئاسة الشيخ علاء اللباد، الحاجة غزوة الخنسا ووفد من هيئة دعم المقاومة، رئيسة جمعية نور مارلين حردان على رأس وفد، رئيسة تجمع النهضة النسائية منى فارس على رأس وفد، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي على رأس وفد، وحشد كبير من الفاعليات والشخصيات والمواطنين.

التقديم والتعريف

بداية ألقت فتون رعد كلمة التقديم والتعريف قالت فيها: حياة هذه الأمة حياة لنا جميعاً وخروجها من التفسّخ والفوضى نهضةُ للقيم الخيّرة في العالم كلّه.

وفي وقت يتخبّط العالم بالصراعات الطائفية الدموية وبحروب السيطرة على الثروات الاقتصادية ومعارك الاستيطان، هناك جماعة أيقنت حقيقتها وحسمت الالتباس في هويّتها، التباساً اختلقته الاتفاقيات المفروضة علينا لا سيّما سايكس – بيكو، ووعودُ من لا يملك لما لا يستحق ونعني وعد بلفور المشؤوم.

إنّ الحياة خيار وقرار. للفرد أن يبقى فرداً وأن يمرّ في الدنيا مروراً انهزامياً لصالح الأمر الواقع. لكنّنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي كان لنا كلام آخر واتّجاه آخر.

نحن اخترنا التعاقد مع الفعل المحقِّق المرتكز على المعرفة والفهم. وبهذا الخيار عينه سار المؤسّس أنطون سعاده في طريق الحركة السوريّة القومية الاجتماعية، وبهذا الخيار أيضاً أسّس لمفهوم جديد للثقافة. فسعاده الذي أتقن لغات عدّة وقرأ المجلّدات العلمية وقام بأبحاث في مختلف المواضيع، تهكّم على المثقفين الذين اقتصرت ثقافتهم على الكلام المنمّق واستخدام مصطلحات تساعدهم على الظهور بمظهر العارفين. إنّ للثقافة عند سعاده مفهوماً مختلفاً تماماً. الثقافة هي قدرتنا على استخدام المعلومة لاتخاذ الموقف الصحيح. الثقافة إذن موقف. من هنا يحفل تاريخ الحزب بمواجهة الأمراض الداخلية والأعداء الخارجيين.

حالياً، يقاتل في الشام نسورنا بكلّ إيمان. وإليهم تحية خجولة من تضحياتهم الكبيرة. فلنسمعهم صوتنا: تحي سورية يا نسور الزوبعة!

لقد قرّر سعاده تأسيس حزبنا العظيم بعدما أدرك أنّ الثرثارين كثر وأنّ الفاعلين ينقصهم التنظيم. فالنظام نقطة مفصلية في فلسفة سعاده. لذلك نتمسّك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بالمؤسسة الحزبية وننصرف إلى الإنتاج الحزبي والعمل المؤيّد بصحة العقيدة.

بنبل هذه الروحية نفهم ما قاله سعاده: «تحت عوامل مبادئ الحزب تسير عملية تحرير أفكارنا من عقائد مهترئة وأوهام قعدت بنا عن طلب ما هو جدير بنا، كالوهم الذي يدعو إليه فريق من ذوي النفوس السقيمة والعقول العقيمة، وهو أنّنا قوم ضعفاء لا قدرة لنا على شيء ولا أمل لنا بتحقيق مطلب أو إرادة».

في عيد تأسيس حزبنا تتجدّدُ ثقتنا بأنفسنا مستمدّين هذه الثقة من ثقة سعاده بنا عندما قال إنّ انتصار حركتنا هو القضاء والقدر.

رئيس الحزب

ثم ألقى رئيس الحزب حنا الناشف كلمة بالمناسبة جاء فيها: عندما نُحيي كلّ سنة عيد تأسيس حزبنا، نعود بالذاكرة، الى ذلك الشاب الذي منذ 86 سنة وقف متأمّلاً الدرك الذي انحطت إليه بلاده بسبب الجهل، والتفرّد، والانجراف وراء المصالح الخصوصية والانقياد الأعمى للمطامع الأجنبية، والوقوع في فخ التقسيمات الطائفية والعرقية لبناء دول لا تتجاوز حدودها حدود مطامح زعماء الطوائف والعشائر. فتصدّى لهذه الموروثات والمعتقدات والاستهدافات الخاطئة، وحمل على منكبيه مسؤولية كبرى، هي النهوض بهذه الأمة من قاع الفوضى في المفاهيم، والتفكك، والتهالك وراء المصالح الفردية والوقوع في أفخاخ الطائفية والمذهبية، إلى أفق الوحدة والوضوح في الهوية، والوضوح في الأهداف، والوضوح في الطرق والوسائل التي تؤدي إلى تحقيقها.

الأمة بعد سعادة، لم تكن، ولن تكون كما كانت قبله

لم يجل في خاطره ولو للحظة، أنّ هذه المهمة هي مهمة سهلة، بل أدرك انها مهمةٌ شاقة تتطلب الصبر والجهد والتفاني، والبذل والعطاء والتضحيات. فأقدم غير هياب لما سيواجهه من تحديات وإشاعات وتخاذلات وخصومات وعداوات وتراجعات وخيانات، ووقف نفسه وحياته على أمته السورية. لأنه متى كانت الاهداف بهذا السمو وبهذه العظمة، فهي تستحق لأن نهب لها نفوسنا، لأنها بالفعل تساوي وجودنا.

وسار قطار النهضة كما خطط له هذا القائد العبقري الفذ، لا يهم كم توقف هذا القطار، او كم تعرقلت مسيرته، أو كم أطلقت عليه الاشاعات والأكاذيب والنيران، فهو لا يزال منطلقاً، ولن يتوقف. وهو سيصل الى الهدف النهائي مهما طال الزمن، ومهما وقفت بوجهه العقبات وضربته الاعاصير. لأن حجم الوعي، وحجم التصدي، وحجم قوة الإرادة، وحجم الاستعداد للفداء، الذي عبئ به يتفوق على كل رغبة في إيقافه، او ايقاف اندفاعه، إنه مليء بطاقة الحق والحقيقة وصحة العقيدة وصحة الاتجاه وإرادة القوة والانتصار.

ونقول بيقين أن هذه الامة بعد سعادة، لم تكن، ولن تكون كما كانت قبله.

الأرض نطقت بما رآه واستشرفه سعاده

ولا نقول هذا مكابرة، أو تخطياً لحدود الواقع، بل نقوله لأن الأرض نطقت به. الأرض شهدت وشهادتها حق، انه لا يمكن أن ينفصل الدفاع عن الأرض لصد حروب الآخرين علينا بين دولة ودولة، أو كيان وكيان في أمتنا السورية. كلما تهدد كيان باعتداء تصاب باقي الكيانات بنتائج هذا الاعتداء، ويتهدد الواحد تلو الآخر بنقل الاعتداء اليه والاعتداء عليه. نطقت الارض بهذا الواقع الذي لا مناص منه. إعتُدي على العراق فطال الاعتداء الشام ولبنان والأردن وفلسطين، اعتُدي على سوريا، فأصاب الاعتداء كل الكيانات الاخرى واحداً واحداً، اغتصبت اجزاء غالية من فلسطين، فتحمّل عبء هذا الاغتصاب إضافة الى الفلسطينيين، اللبنانيون والسوريون والعراقيون والأردنيون.

دُمّر العراق واغتُصبت أجزاء منه وتقطّعت أوصال المواصلات فيه ودُمر اقتصاده، فتوقفت حركة الاقتصاد والتجارة مع باقي كيانات الامة.

دُمّرت الطرقات والمباني والمرافق في سوريا، فتوقفت حركة الحياة وعجلة المواصلات والاقتصاد في لبنان والعراق وفلسطين والاردن.

وبارت المواسم، وجمدت البضائع في المرافئ، وعلا صياح المزارعين والتجار والصناع.

الحلّ في الخروج من لجة هذا النظام الطائفي الى النظام العلماني

الارض نطقت بما رآه سعاده وبما استشرفه سعاده، وحدة الأرض، وحدة الحياة، وحدة المصالح، وحدة الامن والدفاع. امتلاك القوة وتحقيق الحرية. عبثاً يكابر البعض. مصلحتنا جميعاً هي في الوحدة. فإذا لم يسعف البعض الايمان والمعتقد، فلتسعفهم المصالح. مصالح شعبنا في لقمة عيشه، في استقراره، في خدماته، في بحبوحته وغناه، في أمنه وحريته. لا تغرقكم الاهواء والفروقات الطائفية والمذهبية في لججها ففيها الخراب والدمار. والحل يكمن في الخروج من لجة هذا النظام الطائفي الذي يتقاسم خيراته أصحاب الحظوظ والنفوذ الى النظام العلماني، الذي يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. ولا يخشين أحد على الدين والتدين وممارسة الشعائر الدينية، فهي مضمونة بالعقول والقلوب والإيمان والأعمال وهناك فرق شاسع بين الدين والتمييز الطائفي، بين الدين والتحزبات الدينية السياسية، لقد أصبح التمييز الطائفي مظلة يستظل بها اصحاب المفاسد والمصالح الخصوصية الدنيئة.

تاريخ فلسطين معمّد بالدم

وأضاف: «الى شعبنا اللبناني والسوري والعراقي والاردني والفلسطيني اقول: انظروا حولكم، وأمعنوا النظر. ألا تزال مفاعيل وعد بلفور مستمرة؟ ألا يزال عدونا يعمل على تحقيقها كاملة؟ ألا تزال الارادات الأجنبية ناشطة في تمكينه من الاجهاز على كامل ارض فلسطين وابتلاعها؟ فماذا فعلت خطبنا وشعاراتنا وأحلامنا وأوهامنا لتعطيل وعد بلفور ولاستعادة فلسطين. لا شيء مما تحقق يتناسب مع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى. لا شيء، لأننا نذهب الى الحرب فرادى ونعود من الحرب، ومن التفاوض والصلح فرادى. وإذ نحيي شعب فلسطين على نضاله وتضحياته وبطولاته وامتشاقه نهج المقاومة سبيلاً للتحرير، نهيب بكل فصائله وتنظيماته أن تعمل لوحدتها وتضامنها، لأن القوة هي في الوحدة والضعف هو في التفكك والتشرذم، ومتى إستجمع شعبنا في فلسطين قوته بوحدته فلا تنقصه ارادة القتال والشجاعة والبطولة والإقدام والتضحيات. فتاريخ فلسطين معمّد بالدم. وها هي نتائج المصالحات والوحدة ظهرت في المعارك الأخيرة مع العدو الصهيوني وغيّرت قواعد الاشتباك ومعادلات الصراعات. ان ما ينقص شعبنا في سورية كلها الخطة النظامية الموحدّة لقوى الامة البشرية والاقتصادية والروحية، لمواجهة خطة الصهيونية الطامعة بأرضنا وبخيراتنا، ولمواجهة وإبطال مفاعيل وعد بلفور. وإذا كان اعتماد نهج المقاومة هو الطريق، فينبغي ان يسلك شعبنا هذا الطريق موحّد الاهداف وموحّد الرؤى وموحّد الخطط والوسائل.

لبنان أصبح تركة تتقاسمها الطوائف

وأردف الناشف: «مفاعيل سايكس بيكو لا تزال مستمرة أيضاً، الأمر الذي مكّن اعداء أمتنا من الدخول في الثغرات الكيانية لخلق التناقضات المذهبية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد، وللاعتداء على كل كيان بمفرده ولتفجيره من الداخل. لقد شكّلت اتفاقية سايكس بيكو مدخلاً ممتازاًً الى تفكيك وحدتنا والى اضعافنا وإرهاقنا بالمصالح الكيانية الضيقة، كما شكّلت مدخلاً إلى إذابة طاقاتنا بالتنازع على المكاسب والمقاعد والحصص ومصالح الطوائف والمذاهب، وأنستنا مصالح شعبنا في العيش الكريم، وفي المساواة في الحقوق والواجبات وفي إتاحة الفرص أمامه بالتساوي، وفي العدالة تُعطى دون منة، وأُغرقنا في المقاييس الطائفية. حتى ان الحكومات في لبنان صارت توزع على اساس الكوتا الطائفية، وأصبحت كل طائفة تطالب بحصتها، وكأن لبنان أصبح تركة تتقاسمها الطوائف، وأصبح لكل طائفة أسهماً في التركة تُوزع على رؤساء الطوائف وأمرائها. وبدل ان يكون المعيار الوطني هو الاساس اصبح المعيار الطائفي هو الأساس، وبدل أن يكون المعيار هو الكفاءة والأهلية والوطنية، اصبح المعيار الهوس الطائفي والمذهبي والضرب على طبول الطوائف.

وإننا نقول من هنا للذين يتقاسمون الحصص الطائفية في الحكومة بأننا لسنا من هذا البعض، بل نحن من اصحاب الحصص الوطنية. واذا كان المعيار الحفاظ على الوحدة الوطنية وحمايتها وصيانتها والحفاظ على السلم الاهلي فنحن نستحق بامتياز أن نُمثل في هذه الحكومة، لأننا نحن من واجه بحزم في المحن الكبرى ولا نزال الانحراف الانعزالي الطائفي الكياني المغلق واجهنا كل ذلك للحفاظ على وجه لبنان الوحدوي وعلى وحدة شعبه ووحدة أرضه. ولا يُمكن لأي حكومة أن تُسمى حكومة وحدة وطنية إذا لم نكن في أساس تكوينها.

الاعتداءات والغزوات والانتهاكات لم تكن لتحصل لو كانت كياناتنا مُحصّنة

وتابع: «في كل حال، وسواء كنا أو لم نكن، فإننا لن نتخلى عن التزامنا مع شعبنا في لبنان بالعمل معه على بيئة نظيفة تنقذه من هجوم الامراض الفتاكة، وعلى اقتصاد منفتح على بيئته الطبيعية ومتحرر من توحش الرأسمال العالمي، وعلى تأمين الخدمات الصحية الضرورية التي تسمح له بالاستشفاء والطبابة دون الموت على ابواب المستشفيات. وسنبقى منخرطين في العمل الوطني لمساعدة العامل والفلاح والموظف والمتقاعد والمتعاقد، على نيل حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، وفي حمايتهم من غول الاستغلال والفساد والحرمان.

وقد يتساءل البعض ما هي علاقة إتفاقية «سايكس بيكو» بالعجز الاقتصادي والخراب البنوي، والانكفاء الخدماتي، والتدهور الاخلاقي، متناسياً أن ذلك هو نتائج حتمية للتفرقة والانغلاق والكيانية الضيقة.

وما الحل إلاً بتمزيق اتفاقية سايكس بيكو وبالحراك الجدّي الى توحيد ما مزّقته وجزأته هذه الاتفاقية. وما دعوتنا الى البدء بإقامة مجلس التعاون المشرقي الذي يضم كافة كياناتنا إلا بدءاً للعودة الى تصويب مسار التاريخ بوضعه على الخط الصحيح. أليس هجوم الارهاب على كياناتنا هو من نتائج هذه الاتفاقية؟ ألم يخطط من درّبه وجنّده وأرسله وسلحه لترسيخ مفاعيل وأثار هذه الاتفاقية؟

صحيح ان العراق انتصر على تلك الغزوة المتوحشة ونظف أرضه منها، بقوة شعبه وجيشه وقيادته والقوى الرديفة الحيّة فيه، وصحيح ان سوريا انتصرت بقوة شعبها وقيادتها وجيشها والقوى الرديفة وقوى المقاومة وبتحالفها مع الدول الصديقة في الحرب التي شنها عليها بعض الاشقاء والكثير من دول العالم التي تلبس مسوح الحرية والديمقراطية، لتستر فيها رغبتها في تدمير وإسقاط آخر معاقل الممانعة في أمتنا، ونهمها الى مال بعض الاشقاء والى ثروات أرضنا.

وصحيح ان لبنان انتصر بقوة شعبه وقيادته وجيشه ومقاومته وطرد آخر معاقل الارهاب عن أرضه.

إلا أن كل تلك الاعتداءات والغزوات والانتهاكات لم تكن لتحصل لو كانت كياناتنا مُحصنة بوحدتها مستجمعة قوتها ووحدتها، ولما كانت انتهكت أرضنا، ودمرت مدننا، وتهجر شعبنا، ونهبت ثرواتنا.

فإلى كل الرؤساء القادة الذين حفظوا الأمانة، وقادوا شعبانا الى الانتصار، بحكمتهم وشجاعتهم وصمودهم، والى شعبنا الصامد وجيشنا ومقاومتنا في فلسطين والأردن والعراق وسوريا ولبنان، أوجه تحية ملؤها الفخر والاعتزاز، لقد قدمتم الكثير من التضحيات والكثير من الدماء لتغسلوا أرضنا من رجس أقدام جيوش الظلام والطغاة.

ونقول لكم في النهاية ما قاله سعاده مخاطباً شعبنا بفخر وكأنه يستشرف ما بذله ويبذله من دماء ودموع وتضحيات «إنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ».

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!