مولدات “الألف شمعة” تنتشر على شرفات المنازل وأرصفة الطرقات… ماذا عن أسعارها؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
تعود إلى شرفات المنازل وأرصفة الطرقات والمحال التجارية مولدات “الألف شمعة” كما راج اسمها في عقود خلت. المولدات التي انتشرت خلال الحرب في لبنان، قبل دخول اشتراكات الكهرباء إلى الأحياء السكنية، تظهر من جديد في إشارة إلى سوء الحال الذي وصل إليه لبنان، بحيث بات يعيش أياماً أصعب من الحرب، لدرجة أن اللبناني أصبح يؤمّن كهرباءه بنفسه كما جميع السلع الباقية.
“الطلب كبير قد ما بدّك”، يقول عبيدة اللبان، صاحب مؤسسة “3edeh” للخردوات، وهو مختصّ ببيع المولدات الصغيرة بالجملة، من الـ 800 شمعة إلى الأربعين أمبير، والناس يطلبونها بكثرة.
ويعمل جزء من هذه المولدات على المازوت والجزء الآخر على البنزين، والناس يتدبّرون أمر تأمين المازوت والبنزين بأي ثمن. وداخل بيروت، يفضّلون شراء النوع الذي يعمل على البنزين لأنّ صوته أخفّ، للتمكّن من وضعه بين المنازل أو في المنازل.
وتتراوح أسعار هذه المولدات من 100 دولار (مولّد شنطة3 أمبير)، وصولاً إلى 3000 دولار، لدرجة مثلاً أنّ هناك زبوناً ينتظر وصول شحنة المولدات الجديدة لدى اللبان، وقد حجز منها 10 وهو جاهز لدفع ثمنها فوراً حتى قبل استلامها.
ويلفت اللبان إلى أنّ “الهبّة” على شراء هذه المولدات بدأت من حوالي شهر مع تأزّم مشكلة الكهرباء والمحروقات. ورغم تأخّر وصول الشحنات أحياناً إلى المرفأ، إلّا أّن استيراد هذه المولدات ليس صعباً، خصوصاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لأنّه كان لدى التجار مخزون من هذه المولدات. لكنّ الآن، التجار يستوردون كميات جديدة كبيرة منها، لذا سيكون تأمينها أصعب لأن معظم التجار نفدت لديهم هذه المولدات.
وقبل هذه “الهبّة”، كان هناك طلب على مولّد المازوت بطاقة عشرين أمبير في منطقة البقاع، لكن حالياً أصبح الطلب عليه في جميع المناطق، وهو الأكثر مبيعاً في السوق، وكثير من الناس باتوا يشترونه لمنازلهم وليس فقط للمؤسسات أو المحال التجارية، ويضعونه على شرفات منازلهم. ومولِّد العشرة أمبير الذي يبلغ سعره 600 دولار هو الأكثر مبيعاً لوضعه على الشرفات.
وعلى ما يبدو أنّ هذه المولدات ستكون الخيار الوحيد أمام اللبنانيين لتأمين الكهرباء، في غياب كهرباء الدولة وتقنين الاشتراكات، “وأصبح تأمين المازوت والبنزين الشاق، أهون من أن يبقى المواطن تحت رحمة الكهرباء، وهو أفضل الخيارات بين الخيارات السيئة الأخرى”، بحسب اللبان.
لكن هل فقدان هذا الخيار وارد؟ لا يعتقد اللبان أنّ هذه المولدات قد تُفقد، إلّا أنّ ما يُخاف منه هو أن تُباع في السوق السوداء في يوم من الأيام وترتفع بالتالي أسعاره بسبب الشح بشحن المولدات، كما يحصل مع باقي السلع.
وفي السياق نفسه، يروي أحد المسؤولين في مؤسسة “تقلا” للخردوات، أنّ “صحيح أنّ هذه المولدات لطالما استخدمها الناس خلال الحرب في لبنان، لكنّنا نحن في حرب الآن أيضاً، فالطلب كبير جداً”، مؤكداً أنّ “الناس من جميع المناطق وكل لبنان يشترون المولدات الصغيرة من عندي”، وهناك أشخاص يأتون إلى المؤسسة لتصليح مولدات كانوا قد اشتروها من المؤسسة منذ أكثر من 20 عاماً ليستعملوها الآن.
وتتراوح أسعار المولدات لديه، من 300 دولار (8 أمبير) إلى حوالي 10 آلاف دولار، لافتاً إلى أنّ الطلب فقط على المولدات لديه وليس على أي سلعة أخرى، ومبيعها متواصل يومياً، ويطلبونها للمنازل والمؤسسات والصيدليات والمكاتب والملاحم وغيرها، وقد بدأت هذه “الهجمة” عليها منذ حوالي 3 أشهر.
من جهته، يقول صاحب أحد محلات الخردوات أيضاً أنّ الناس يشترون المولدات المستعمَلة أيضاً بكثافة أو يصلحون مولدات قديمة كانت لديهم في السابق بسبب ضيق المعيشة. لكن رغم أنّ خيار شراء مولِّد مستعمَل ليس الأمثل لأنّ خرابه سريع جداً، إلّا أنّه يبقى أفضل من العتمة الشاملة.