“على العرب أن يعتادوا على هذه المشاهد”.. “Economist”: إليكم سبب زيارة نتنياهو لعُمان

نشرت مجلة The Economist البريطانية تقريرا عن صورتين أثارت ردود أفعال متفاوتة لدى الرأي العام، الاولى تُظهِر استقبال سلطان عُمان قابوس بن سعيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قصره بمسقط يوم 26 تشرين الأول الماضي. والثانية، التي التُقِطت بعد ذلك بثلاثة أيام، تُظهِر وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف بصحبة مسؤولين إماراتيين في مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.

 

وتراوحت ردود الفعل على الصورتين، بحسب المجلة، بين الاندهاش الإيجابي والذهول الغاضب. لكن مع ذلك، على العرب أن يعتادوا مثل هذه المشاهد.

وذكرّت المجلة بأن “زيارة نتنياهو هي الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى الخليج منذ أكثر من عقدين. إذ تُقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة مع دولتين عربيتين فقط، هما مصر والأردن. لكنَّ علاقاتها مع الخليج تتحسّن منذ سنوات. إذ قرَّب عدوٌّ مشترك، إيران، إسرائيل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. أما قضية فلسطين، التي فرَّقت بين الجانبين طويلاً، فأصبحت قضية ثانوية”.

ومن الجائز كذلك أنَّ مسألة إيران أُثيرَت خلال زيارة نتنياهو إلى مسقط، والتي فاجأت حتى المسؤولين الخليجيين. إذ حافظت عُمان على علاقاتها بالجمهورية الإسلامية، وهو الأمر الذي أزعج السعوديين والصقور المتشددين في الولايات المتحدة. لكنَّ الترحيب بنتنياهو قد يُهدِّئ من حِدّة الانتقادات. ويجعل ذلك أيضاً من عُمان قناة تواصل محتملة بين “إسرائيل” وإيران.

صحف عالميّة: نتنياهو في حضرة “السلطان”.. “الموساد” سبقه وأسرارُ قد تفتح أبواب إيران وسوريا!
تفاصيل أول رحلة سرية للموساد الى عُمان: هذا ما حصل من 39 عامًا حتى مقتل خاشقجي

وكانت عُمان اضطلعت بدورٍ مماثل عندما كانت تُمرِّر الرسائل بين أميركا وإيران إبَّان حكم إدارة أوباما. وبصرف النظر عن الغرض من الرحلة، فإنَّها كانت مهمة. وقد استغرق الأمر عدة أشهر من المفاوضات السرية، التي اضطلع بها مدير الموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية. يقول دبلوماسي إسرائيلي: “حافظت إسرائيلتاريخياً على علاقاتٍ من تحت الطاولة مع الكثير من الدول. وكانت المشكلة دوماً هي كيفية إخراجها إلى العلن. وبزيارته إلى عُمان، تمكَّن نتنياهو من كسر أحد الحواجز”.

علاقات إسرائيل بدول الخليج أصبحت اكثر دفئاً

وأشارت المجلة الى ان الزيارة المُفاجِئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهوإلى سلطنة عمان فتحت باباً إلى دول الخليج العربي عادةً ما كان يُغلق أمام الإسرائيليين، وتبعه عددٌ من أعضاء حكومته في زياراتٍ للمنطقة. إذ سافر وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا لحضور مؤتمرٍ دولي للاتصالات بدبي الإثنين 29 تشرين الأول 2018، في حين يُشارك يسرائيل كاتز، وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي، في مؤتمرٍ دولي آخر سينعقد عُمان، بحسب تقرير لوكالة Bloombergالأميركية.

 

وفي حين زارت وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، الإثنين 29 تشرين الأول 2018، مسجد الشيخ زايد بأبوظبي، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم، بعد يومٍ من سماع النشيد الوطني الإسرائيلي وهو يُعزَف في بطولةٍ رياضية بالإمارة. ريغيف قالت في تصريحٍ لها: “الرسالة هنا عن الوحدة والسلام”.

وأضافت الوكالة الأميركية قالت في تقريرها، إن علاقات إسرائيل بدول الخليجأصبحت أكثر دفئاً في السنوات الأخيرة، والسبب الأكبر هو اشتراك الطرفين في عدم الثقة بإيران وسعيها للهيمنة على المنطقة. ودعم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، هذا التقارب في العلاقات؛ إذ يرى السعودية وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة عناصرَ أساسية في سياسته لمواجهة إيران وطرح مقترح السلام الإقليمي الذي وعد بتحقيقه قريباً.

المصدر: عربي بوست- The Economist

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى